… ولأن السيل قد بلغ الزبي وطفح الكيل وما عاد بالإمكان السكوت علي التآمر، تحدث الفريق البرهان بصراحة شديدة ادهشت الحضور عما كان يدور في خلده قبل وصوله للعاصمة السعودية وهو يخاطب القادة الأفارقة الذين كانوا حضورا في قمة الرياض..
استغلال البرهان لهذا التجمع المهم الذي حظي بتغطية إعلامية غير مسبوقة يمثل في الواقع قمة الذكاء السياسي الذي يتمتع به الرجل ولعل كل الذين كانوا يعارضون ذهابه الي الرياض مسبقا قد راجعوا حساباتهم واكتشفوا مدي أهمية المشاركة والتي اتاحت لنا عرض قضية الحرب ضد مليشيا الدعم السريع بصورة واضحة من خلال ما قامت من جرائم قتل واغتصاب ونهب وتدمير ممنهج للبنية التحتية للبلاد وتاريخها وأرثها الحضاري والتاريخي.
زيارة البرهان بالطبع حطمت احلام الجبهة الوطنية العريضة (جوع) والذين كانوا يروجون بان البرهان قد ذهب إلى الرياض مجبرا للتوقيع علي ما اتفق عليه في منبر جدة بيد ان الذي حدث هو تجاوزه تمامآ ولم يأت على ذكره الا من خلال بضع كلمات مثلت نعيا للمنبر عطفا على عدم جدية المليشيا في الوصول إلى حل يفضي الي خروجها من منازل المواطنين والاعيان الحكومية وهو الشرط الذي عاد به الجيش الي التفاوض.
بالعودة الي رسالة البرهان للقادة الأفارقة ،فقد الجمهم حديث الرجل وهو يفضحهم واحدا واحدا وذكر دولهم بالاسم وهو اسلوب غير معهود في مثل هذه المحافل والتي تطغي عليها اللغة الدبلوماسية غير المباشرة..
رسالة البرهان لقادة دول الجوار الافريقي هي أن الجيش على وعي تام بكل ما يتم التخطيط له من قبلكم وان امداد التمرد بالاسلحة والمرتزقة بعلمكم وموافقتكم محذرا من ان استمرار هذا الوضع يعني وصول الحرب والفوضي الي داخل دولكم.
إليكي أعني واسمعي يا جاره ،جنوب السودان ،تشاد، أفريقيا الوسطي، إثيوبيا وليبيا