بؤرة ضوء.. خالد بخيت..الالسودان معركة البقاء والفناء..

 

لا اجد حرجا اليوم من تجريم النخب السياسية التي كانت تحكم السودان خلال الخمسة سنوات الماضية دون تفويض رسمي من الشعب السوداني ومن خلال مجريات الأحداث والوقائع ان النخب السياسية السودانية انها ليس علي قدر المسؤلية باعتبارها نخب هشة وهزيلة من استيعاب الأزمة السودانية هذه الهشاشة جعلتها تسقط مبكرا بعد ممارستها لسياسة الإنتقام والتشفي التي جعلت غالبية الشعب أعداء لها وظلت النخب تعتمد على محاور الدول الخارجية عبر سياسة تغيير دموقرافية السودان والعمل بنصحها ، وخلال الحرب التي اوقودها لم ينطقون بكلمة واحدة تدين التآمر علي الوطن من الدول الخارجية هذه النخب اصبح المواطن لا يعول عليهم بل اسقطها من الحسابات تماما .
الواقع أثبت ان هذه النخب عملت ضد القوات المسلحة والقوات النظامية الأخري، وضد ارادة الشعب السوداني ومصلحته، ومنذ خمسة سنوات ماضية أصبح الوطن يتمزق بصورة متسارعة حتي اندلعت الحرب التي قضت علي كل شى وتدمر السودان في بنيته التحية الأساسية في سبعة ولايات كبيرة، واخر هذه السقطات الاجرامية تدمير كبري شمبات المنفذ الأكبر لحركة الربط الأساسية لأكبر مدينتين بالسودان (ام درمان والخرطوم بحري ) خاصة بعد محاصرة المليشيا المتمردة من قبل القوات المسلحة السودانية في تخوم بحري واشتد عليها الخناق وارتجفت من هول المحاصرة والهزائم المتتالية التي لحقت بها نفذت المليشيا اقبح فعلة في التاريخ البشري تدمير كبري شمبات حتي لا تصلها القوات المسلحة السودانية عبر ام درمان وتقضي عليها من دار البقاء والتموضع من منازل المواطنين الي دار الفناء والهلاك. هذه الحرب بالنسبة للسودان معركة وجود مفصلية من حيث البقاء والفناء فالجناح السياسي للمليشيا ( قحت ) يريد حكم السودان علي حساب افواه السلاح الثقيل والبنادق ولو يتمزق الوطن كما تمارسه المليشيا منذ سبعة اشهر سابقة هذا التمزق الشريك الأساسي فيه قوي سياسية وطنية كما تدعي عبر دعم المنظمات الإقليمية والعالمية من اجل وجودها في خارطة الوطن الجديدة دون ان تقدم نموذج حل سياسي شامل يجنب السودان هذا التمزق الذي اصابه في مفاصله الوجودية مما افقر الدولة وجعلها تتراجع للوراء سنين ضوئية لبقاء السودان موحد او فناء يفكك الدولة الي دويلات تدار عبر محاور خارجية تتغول علي اختصاصاته الداخلية ،سبع اشهر ولم تستفيد النخب السياسية من فترة الحرب وتقديم خطاب سياسي يشفي جراحات الوطن ومواطنيه بعدما اصبح الوضع خارج سيطرتهم وحتي لا تهدم المليشيا ما تبقي من بنية تحية ويفني الوطن ضرورة مراقبة الكباري الاخري خاصة كبري الحلفايا وكبري الإنقاذ باعتبارهم الشريان الحيوي والرئيسي للحياة الوجودية بالعاصمة الخرطوم التي تعود كما كانت قبل سبعة اشهر ونغني جميعا “يا الخرطوم يالعندي جمالك جنة رضوان طول عمري ماشفت مثالك في اي مكان ” وعبر سلسلة هذه المقالات نوضح للرأي العام كيف تسببت القوي السياسية من ضياع السودان والتأمر علية من العواصم الافريقية والعربية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *