ما يقوله الجنرال ياسر العطا من خطاب يمثل الوجدان العام الحي المتقد داخل مؤسسة الجيش ، وهو تعبير صادق عن الروح التواقه لمعالجة الأزمات الكبيرة في الأوقات الحرجة..!!
فقادة الجيش لا ينبغي أن يتحدثوا بأحاديث السياسة الممجوجة والمهترأة ، مؤسسة الجيش لا ينبغي أن تفعل كما يفعل الساسة من (مراوغات) و(تكتيكات) وقد رأينا نتائج الفعل السياسي للقيادة العسكرية لما بعد ١١ أبريل ٢٠١٩ وحتى ١٥ أبريل ٢٠٢٣..
ولنا في النموذج الجزائري أسوة حسنة فقد رفض الجيش اي شراكة مع المدنيين ورفض أي تدخلات خارجية ورفض أي مساس بالدستور وبذلك استطاع أن يحافظ على الأمن القومي لبلاده وأعاد المسار الديمقراطي في أقل من عام برغم حالة الاستهداف الكبير والخطر الذي كان محدقا ببلادهم..
العطا تحدث حقا ونطق عدلاً وبلسان مبين ؛ حينما تحدث عن المقاومة الشعبية فقد عبر عن ضمير الأمة السودانية الحرة؛ فالبلاد تمر بمرحلة فاصلة وهناك مهددات تهدد وجودها كدولة وهذه المرحلة الخطرة لا تحتمل تكتيكات السياسة ومجاملة الخونة والاعداء لذلك كان خطابه يمثل القول الفصل والفعل الحاسم..!!
العطا أعاد إلى الأذهان فكرة أن مؤسسة الجيش هي الملاذ الآمن الوحيد الذي يلجأ إليه الناس للمحافظة على أوطانهم حينما تتشعب طرق الساسة وتتباين رؤاهم ، وتتناثر أفكارهم ؛ فالناس يأتون إلى الجيش هروبا من فشل الساسة ومن مكائدهم و تقاطعاتهم ودسائسهم لذلك لا ينبغي أن يجدوا ذات الداء في المؤسسة التي أتوا يطلبون منها الدواء ..!!
وقد ظلت مؤسسة الجيش محل إجماع من عموم السودانيين ، وظلوا يرونها صاحبت القرار والقول الفصل عندما ينسد الأفق وتنتهي الآمال ؛ وإلا لما لجأ إليها الناس واحتشدوا أمامها في أبريل من العام ٢٠١٩ وطلبوا منها إحداث التغيير وقد فعلت بكل قوة وصلابة وحزم..!!
ولو أن مؤسسة ابتعدت عن فعل السياسة وحافظت على واجبها الوطني لما وصلنا إلى هذه الحرب ؛ فالحرب نتيجة طبيعية لفعل سياسي ( خبيث) قامت به قحت ؛ الحرب نتيجة طبيعية لخطاب الكراهية والفتنة الذي صممته ورعته قحت واعتمدت عليه كرافعه سياسية للوصول إلى السلطة والبقاء فيها ..!!
لذلك لا ينبغي أن يفهم حديث الفريق ياسر العطا بأنه ضد مجموعة سياسية بل هو حديث ضد فعل خؤون مارسته مجموعة غير وطنية تريد أن توفر لنفسها حصانة من بوابة السياسة .!!
صفوة القول
الجيش هو صاحب الشرعية الآن ومن حقه أن يتخذ كل التدابير التي تحافظ على الأمن القومي السوداني فالبلاد في مرحلة خطرة لا تحتمل مراوغات السياسة وتكتيكاتها فليس في ذلك مخرج، المخرج للبلاد هو أن ينتهي التمرد، ثم من بعد ذلك يعود الناس للاستماع لكلام السياسة وقصص الفشل والفاشلين، والله المستعان.