عبد الرحمن أحمد البشير يكتب عن الشهيد عمر النعمان

عمر النعمان أول مرة أقابله وأنا ملازم جديد… تعرفت عليه في الكفرة هو والأخ العقيد حينها في علاء الدين الدولي وهو أيضاً يشبه عمر النعمان في كل شئ، فأسأل الله أن يكون بخير وعافية… كان ضمن من قابلتهم معه الأخ السفير معاوية التوم هذا الدبلوماسي والشاعر المخضرم، معاوية التوم الأنيق الأصيل الذي لم ينحن لعاصفة لجنة التمكين وسفهاء قحت وواجههم بكل رجولة وحزم حتى هزمهم وأعاد كل مفصولي وزارة الخارجية… فجميعهم كانوا نعم الأخوان والقادة.

في ذلك الوقت كنت أتبع لمتحرك هيئة العمليات بالقوات المشتركة السودانية الليبية، كنا ثلاثة ضباط فقط و140 عسكري قائدنا الأخ النقيب حينها وليد الزبير وثالثنا أخي ودفعتي فياض عبد الرحمن، كنا كل فترة نذهب للكفرة لشراء احتياجاتنا وعلاج مرضانا.
كان الأخ النعمان يتصل بنا ويتفقدنا كل حين ونحن حينها في موقع عسكري في قلب الصحراء الكبرى في ليبيا (قاعدة السارة العسكرية) موقع الحياة حوله معدومة تماماً.
كان النعمان أخ وقائد لنا يتابع عملياتنا العسكرية بدقة وينبهنا من أي خطر محدق بنا ويعالج كل مشاكلنا الإدارية واللوجستية.
عندما حضرت للكفرة لم يتعامل معي تعامل ضابط لضابط أو قائد لمرؤوس لكن منذ أول يوم قال لي شوف يا الترابي أنا عارفك زول أخونا وعارف عنك أي شئ وسيرتك سبقتك وداير منك تشيل كل الحواجز وتتعامل معانا كناس أخوانك وتشيل أي فواصل عسكرية بينا، علمت حينها أنني أمام شخص غير عادي وقائد عظيم.

ومع مرور كل يوم كنت أكتشف عمر النعمان الصادق الصالح، اكتشفت أني أمام رجل نهل من مدرسة الشهيد اللواء أبو فاطمة وصحب الشهيد محمد عبد الله خلف الله أربكان.

حكى لي عن بطولاته وتاريخه الناصع في جبل مرة وهو يحارب بعدد قليل من عساكره في تمرد كان في بداية قوته.
حكى لي كيف كان يواجه شبح الموت كل يوم وهو يقوم بعملياته الأمنية ضد المتطرفين وكيف كان يعالج تطرفهم ويعيدهم إلى منهج الإسلام الوسطي القويم.
في إحدى المرات خرجنا أنا والأخ وليد الزبير بست عربات قتالية إلى منطقة تسمى قزة قزة في مهمة (كمين) لمطاردة قوات التمرد الفارة من دارفور إلى ليبيا، كان الجو شديد البرودة في صحراء ليبيا، استمر الكمين 6 أيام… 6أيام ونحن على ظهر التاتشرات ليس لنا طعام غير المكرونة بالصلصة ومياه شرب قليلة.
كان الشهيد يتابع معنا العملية حتى تمت بنجاح واستلمنا إمداد العدو وفرت قواته إلى حدود تشاد.
عمر النعمان كان مدرسة في العمل الأمني والاستخباري، صحبته في عدة عمليات أمنية فتعلمت منه الكثير وعلمت حينها أنه حقيقة لا يخاف ولا يخشى على أي جنب سيكون مصرعه.
عندما انتهت فترة الشهيد عمر بالكفرة رفض أهل الكفرة الأمر وذرفوا الدموع وخرج كل زعماء القبائل واجتمعوا بحكومتهم وطالبوها بمخاطبة حكومة السودان والتجديد له.
طالبوا به لأنهم وجدوا فيه القدوة والرجولة، كان يكرمهم ويعاملهم بحسن خلقه المعهود، كان يجبر خواطرهم ويعالج مرضاهم ويدعم مستشفياتهم، وأنا بنفسي شهدت عدة قوافل صحية أحضرها لهم من السودان، فليبيا في ذلك الوقت كانت تعاني من حرب صعبة وندرة في كل شئ.
لم أنقطع من الأخ الشهيد عمر منذ أن عرفته وكان كلامه المفتاحي معي كل ما ألتقيه أو اتصل به (يضحك ويصيح بأعلى صوته يا مرعب الترابي).
الترابي ليس مرعب بل أنت يا سيادتو عمر النعمان أنت من جعلت الشجاعة والإرعاب صفتك والتواضع وحسن الخلق سمتك فنم قرير العين في جنات ونهر إن شاء الله.
#آهياعمر
#سلامعليكفيالخالدين #سلاميللأوفياءإذاعاهدوا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *