مصعب بريــر البعد الاخر :يكتب… هل ستنهار عمارات الخرطوم خلال (4) سنوات ..؟!

اطلعت على تقرير قيم بموقع (النيلين) بالتاكيد ان يتوقف عنده الكثيرين رغم اهميته وخطورته ، لذا رأيت مشاركته معكم عبر هذا العمود ، حيث سبق ان تشاركنا معكم مقالات قيمة عن كارثة الصرف الصحى بولاية الخرطوم وعرضنا خلفية تاريخية عن بداياته والتحديات الماثلة التى تواجهه .. وجاء فى التقرير المخيف الاتى:

أشارت متابعات ودراسات فنيين بأن معظم المنشآت والمباني بالعاصمة السودانية سوف تكون عرضة للسقوط والإنهيار في مدة تتراوح مابين (4 الى 6) سنوات تزيد أو تنقص قليلاً ، وذلك بسبب اعتماد نظام الصرف الصحي على آبار السايفون التي تحفر إلى أن تتلاقي مع المياه الجوفية أو السطحية لتفريغ الصرف الصحي ، بواقع بئر واحدة على أقل تقدير لكل منزل أو منشأة ..

ضخ مياه الصرف الصحي هذه إلى باطن الأرض عن طريق عشرات الآلاف من الأبار أدى إلى تقفيل مسامات التربه التي تستقبل هذه المياه النتنه بصورة يومية و لمدة قد تزيد عن اربعين سنه مما أدى إلى تشبع الطبقه الأرضية الحامله لمباني العاصمة لدرجة ملامستها لقواعد المباني في بعض المناطق ..

و في مقابلات أجراها مختصين بحسب موقع النيلين – مع بعض عمال حفر ابار السايفون ، افادو بأنه قبل 20 سنه أنهم كانوا يحفرون البئر بأعماق تصل لحوالي (18)متر أو أكثر ليصلو إلى الماء الجوفي ، غير أنه اليوم يمكنهم الوصول إلى الماء الجوفي بسهولة لأعماق قد لا تزيد عن السته أمتار كثيراً ، مما يؤكد ارتفاع منسوب المياه الجوفية تجاه سطح الأرض بصورة مخيفه ، و بالتالى تجاه قواعد المباني.

و أفاد جيولوجييين أنه إذا استمر تدفق مياه الصرف الصحي إلى داخل التربة التي أصبحت هشه بهذه الطريقة ، سوف يعجل بسقوط معظم المساكن و المنشآت بالعاصمة ، بل و الادهي و الأخطر ، إن شوارع المدينة كلها سوف تفيض بمياه الصرف الصحي ، التي سوف ترفض التربه تقبلها لتشبعها التام بها ، الأمر الذي يصعب معه قضاء الحاجة لحوالي 10 مليون من السكان ..

ويري الخبراء الحادبين علي مستقبل هذه البلاد وسلامة مواطنيها ومنشآتها و بيئتها بأن تتبني السلطات المختصة على رأس الدولة وبصورة عاجلة خطوات عاجلة وجادة للبدء فوراً في بناء مشروعات للصرف الصحي بالنظم المعروفة عالمياً حفاظاً على ما تبقي ، و استدراك المناطق الجديدة التي تحت التشييد بأن تبدأ بنظام الصرف الصحي الجديد ، و كل رسوم الصرف الصحي التي تتحصلها وزارة البني التحتية بدون تقديم أي خدمه يجب أن تحول لصالح هذا المشروع القومي و أي تقاعس عن ذلك سوف يهدد مبانى الخرطوم بالانهيار الذى لاتحمد عقباه ..

بعد اخير :

المحزن جداً أن الصرف الصحي الموجود الأن وسط الخرطوم تم بناءه قبل أكثر من مائة عام منذ أيام الاستعمار الإنجليزي ، و كل الحكومات الوطنية المتعاقبة تهربت من هذا المشروع الحيوي لفاتورته الباهظة حتى وصل بنا الحال بهذا الوضع الذي لا يمكن السكوت عنه بعد أن أصبحت خطورته معلومه للجميع .. و يمكن للدولة الاستعانة بشركات عالميه و محليه لبناء هذا المشروع و استقطاعه من المواطنين وقطعاً سيجد القبول طالما أن هنالك في المقابل خدمة سوف تقدم .. وياتى ذلك فى ظل هذه الهشاشة السياسية البائنة وانصراف احزابنا وحكامنا الصفريون لمعارك كسر العظم من اجل السلطة ..

بعد تانى :

لا توجد دولة محترمه تقبل بأن تعتمد سياسة الصرف الصحى بها على حقن مياه الصرف الصحي إلى باطن الأرض ، بل كل العالم مدرك لذلك ويعتمد اعتماد كلياً على نظام التصريف الشبكى المعروف عالمياً للتخلص من هذه المخلفات عالية الخطورة .. و حتما هذا التحدى المخيف يحتاج إلى حشد ووقفه وطنية كبيرة تضمن البدء الفوري في التنفيذ .. الان قبل أى وقت مضى ..

اللهم هل بلغت اللهم فاشهد

حسبنا الله ونعم الوكيل

اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا يا أرحم الراحمين

2 ديسمبر 2022م
musapbrear@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *