قرع تجمع الصيادلة ناقوس الخطر، محذرا من اتجاه حكومة الأمر الواقع المفروضة بالانقلاب لتحرير سعر دواء الإمدادات الطبية بالكامل، الامر الذي سيضاعف من أسعار الدواء أضعافاً مضاعفة، وخاصة الأدوية المنقذة للحياة والتي لا يتم توفيرها إلا عبر الإمدادات الطبية، مما يجعل الحصول عليها غاية في الصعوبة للمواطن الذي لا يتجاوز متوسط دخله سعر عدة أمبولات مضاد حيوي.
وانتقد التجمع توصيات ورشة إصلاح تمويل النظام الصحي التي إقامتها وزارة الصحة الاتحادية والتي اعلنت من ضمنها اعتماد سعر الدولار المحرر في تسعير الدواء بواسطة الإمدادات الطبية، بزعم تحقيق الوفرة الدوائية واستدامتها وسداد مديونية الإمدادات.
وأشار التجمع في بيان اصدره بهذا الخصوص، أن الدعم الحكومي غير المباشر للدواء يأتي عبر الصندوق القومي للإمدادات الطبية، حيث كان يتم تسعير الدواء بـ(١٨) جنيه مقابل الدولار حتى أكتوبر ٢٠١٩، بعدها تمت زيادة التسعيرة لـ(٥٥) جنيه في مطلع عام ٢٠٢٠، في عام ٢٠٢١ تم التسعير بـ (١٦٥) جنيه مقابل الدولار، وتوالت الزيادات بعدها وصولاً لتسعيره بسعر الدولار المحرر بالكامل الآن. واضاف البيان ان الشعب السوداني يعاني في كل المجالات الإقتصادية والأمنية والتعليمية والصحية من خلال عدم توفر أساسيات الحياة لا رفاهيتها. كما يواصل القطاع الصحي في الترنح والإنهيار يوماً بعد يوم في ظل السياسات الفاسدة والخانقة التي ما فتئت تنهب جل أموال الشعب وتعيدها رصاصاً وغازاً مسيلاً للدموع…
هذا والله نذير شقاء وبلاء جديد تتوعد به حكومة الانقلاب الشعب لتزيده ضنكا وسقما، فبعد تحريرها الوقود هاهي تتجه لتحرير اسعار الدواء الذي يشهد اصلا شحا كبيرا وغلاءا فاحشا للقليل المتوفر منه، ولو صدق هذا الخبر المزعج لا قدر الله، فان الشارع العام سيشهد ظواهر محزنة تنفطر لها القلوب، حين يجد جميع المرضى أنفسهم أمام واقع جديد ومرير ومهمة شاقة وعسيرة وهي كيفية تدبير المبالغ الجديدة المطلوبة لسعر أدويتهم التي ستتضاعف اضعافا مضاعفة، وستعجز الغالبية العظمى منهم من شراء حاجتهم من الدواء، وسيحتشد مشهد الشارع العام بعشرات الحكايات المحزنة عن هذه المأساة،
وستتكرر تلك الصورة المأساوية المؤلمة التي طارت بها من قبل الاسافير وملأت الدنيا وشغلت الناس، تلكم هي صورة المواطن أنور محمود، حيث لم يجد هذا المواطن المريض حلا يوفر له الدواء الذي يحتاجه، غير ان يقف في عرض الشارع ويحمل لافتة كتب عليها الدواء الذي يتعاطاه يعرضها على المارة من الراكبين والسابلة عل احدهم يفرج كربته، وغيرها الكثير من مثل هذه القصص المحزنة ستمتلئ بها الشوارع ونواصي الطرقات، وهذا هو المآل المنتظر اذا ما طبقت حكومة الانقلاب قرار تحرير اسعار الدواء، وكأن حكومة الانقلاب بقرارها هذا تقول للناس بفظاظة وقسوة قلب، هذا هو قراري الذي لا رحمة فيه وليحيا من يحيا وليمت من يموت، ولا عزاء للفقراء والمساكين ومحدودي الدخل.