احمد يوسف التاي يكتب: السباق إلى حلبة تدمير الوطن

(1)

الحقيقة التي يجب أن نواجه بها أنفسنا أن معظم مواطني هذه البلاد تحولوا إلى لصوص ، وقطاع طرق، ومحتالين ومخادعين ، وعطالة وسياسيين يتصارعون على رفاة الوطن بالمحاصصة، ونشطاء يتقيأون الشائعات المدمرة للوطن وسماسرة ووسطاء وطفيليين يديرون نشاطاً طفيلياً هداماً يصنعون به اقتصاداً موازياً لإقتصاد الدولة ، ويدمرون به كل القطاعات الإنتاجية في الدولة..وأصابع الإتهام كانت ولاتزال تشير إلى مسؤولين يقومون بالتسهيلات لتهريب ذهب السودان عبر مطار الخرطوم ، وقد طالع القاريء الكريم سيول من الأخبار التي تؤكد ذلك.

(2)

وسط هذه الأجواء تجري عمليات الإصلاح بطريقة سلحفائية للغاية، لايكاد المرء يحس لها ركزا أويسمع لها ذكرا..الإنتقادات والاستهجان في الإعلام لهذه السلوكيات لا يكاد ينقطع أبداً ولكن بلا جدوى.. الكل يتراءى يحمل معولاً لهدم الوطن بمن فيه..يحمل معولاً بيده ، وبلسانه ، وبقلبه ذلك أضعفهم أثراً في التدمير..

(3)

محتوى مدفوع

المفوض السامي: 19 حالة إغتصاب وانتهاك جنسي خلال مظاهرات السودان

والنماج كثيرة من أصغر مواطن إلى أكبر مسؤول، ومن مختلف الفئات ، كلهم يلتقون في حلبة تدمير الوطن.. وهاكم الدليل …غداة سقوط نظام البشير تسابق أهالي إحدى القرى بولاية سنار إلى غابة غزيرة من أشجار السنط عمرها مئات السنين ،كانت تعد من أهم الثروات القومية هناك، هرعوا إليها في الحال فجعلوها جُذاذاً ودمروها تدميراً ، وفي يومٍ واحدٍ أحالوها إلى خراب..!!!… هذا نموذج لمواطنين بسطاء.

(4)

في جبل عامر كان الكبار وأهل السطوة والنفوذ والسلطة والعسكر يتصارعون على قمة الجبل من أجل السيطرة على الذهب ويعلمون أنه مورد قومي، وقد تابعنا الإتهامات والملاسنات والسجال العنيف بين الكبارفي عهد البشير وبعد سقوطه، ورأينا الصراع على قمة جبل الذهب الذي تم نهبه بالقوة والسطوة والسلطة والنفوذ وهذا أيضاً نموذج لقادة كبار..

(5)

عدد كبير من كبار التجار والمزارعين ورجال الأعمال قد تباروا في إقناع المسؤولين ، ومارسوا الضغط عليهم وساوموهم بـ(لعبة) الإنتخابات المقبلة لتطلق الحكومة أيديهم فيتمددوا في محمية الدندر القومية من أجل أن يتقاسمونها مشاريع زراعية … وهذا أيضاً نموذج..

(6)

هناك الكثير من الأمثلة لعقود أبرمها مسؤولون كبار كانوا في الدولة ذهبت بموجبها مئات الآلاف من الأفدنة الخصبة إلى مستثمرين أجانب لمُدة (99) عاماً ، بحسب العقد الذي يجدد عقب نهاية المدة تلقائياً، ذهبت وبأبخس الأثمان ومع ذلك تم إعفاء «الأجانب» من الضرائب والرسوم ومُنِحوا تسهيلات وإمتيازات ، كل ذلك فعلوه نظير (عمولات) وهذا أيضاً نموذج لمواطنين سودانيين … ومثال لمفهومنا للموارد القومية…!!!..

(7)

عملتنا الوطنية، صارت ألعوبة بأيدي المضاربين الكبار وشبكات التزييف ، والحكومة في عهد البشير وفي عهد الثورة تحولت إلى أكبر تاجر عُملة وهذا أيضاً نموذج لمواطنين…

(8)

سيول التهريب لم تنقطع يوماً، بأيدينا نحن السودانيين وليس بأيد أجنبية، نهرب الذهب ، والماشية ، والإبل ذكورها وإناثها والصمغ، والدقيق المدعوم، والوقود المدعوم إلى دول الجوار من أجل إكتناز المال الحرام، وكباررجا ل الأعمال يتسابقون في استيراد السموم والبضائع الفاسدة،والنفايات الإلكترونية، والكريمات القاتلة ونحوها،والمصدرو ن يجنبون حصائل الصادر في حسابات خارج البلاد…كل هذه الفضائح يقوم بها السودانيون المتيمون بحب بلادهم كذباً ونفاقاً …اللهم هذا قسمي فيما أملك….

نبضة أخيرة: ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *