• يوم الأربعاء المقبل ستكون قاعة المحكمة المختصة بمعهد تدريب العلوم القضائية مسرحاً لحدثٍ مهم تتداخل فيه السياسة بالقانون والوفاء بالخيانة والجد بالهزل والكلام(الساي) الذي يطلقه أحدهم في لحظة هياج خطابي بصرامة ودقة الإفادة المطلوبة أمام قاضي الدنيا ..قبل قاضي الآخرة ..
• القاضي زهير بابكر عبدالرازق حرّر ورقة إعلان لرئيس مجلس السيادة الانتقالي البرهان وذلك لإحضار نائبه حميدتي ليمثل أمام المحكمة المختصة كشاهد إتهام ضد الرئيس البشير في القضية التي تنظر في بلاغ قتل المتظاهرين أيام اعتصام القيادة وماتلاه من أحداث ..
• الشارع السياسي يحتفظ بحديث حميدتي والذي أورد فيه حديثاً نقله عن مجلس للمشير البشير رأت فيه هيئة الاتهام دليلاً موثقاً علي إدانة الرئيس الأسبق وطلبت شهادة حميدتي لتعزيز صحيفة الإتهام ..
• الأربعاء المقبل ستكون ساحة المحكمة بأركويت قبلة لأجهزة الإعلام العالمية قبل المحلية.. سيتسابق الصحفيون إلي هناك لتوثيق لحظة دخول حميدتي لقاعة المحكمة وسترصد تفاصيل لحظات إدلائه بشهادته ..ضد من؟.. وأمام من ؟!
• شهادة حميدتي ستكون ضد البشير والذي يختلف الناس معه كثيراً حول اعتزازه الشديد بالدعم السريع وقائده حميدتي ..ويذكر الناس كيف أعلن البشير علي رؤوس الأشهاد فخره بتأسيس قوات حميدتي والوثوق به ..
• واليوم ..وبعد مرور كل هذه السنوات سيقف حميدتي كشاهد إتهام ضد الرئيس البشير .. إنها تراجيديا السياسة وتقلبات الأيام التي تشهد علي واقع لا يصُعب تصديقه ..لكنها الحقيقة المرة .. والفاجعة في ذات الوقت ..
• لا أحد يستطيع علي وجه الدقة تأكيد حضور البشير لجلسة يوم الأربعاء من عدمه .. لكن الذين نقلوا البشير من غرفة الفراش الأبيض بالسلاح الطبي إلي غرفة الحبس بسجن كوبر لايحبذون قطعاً أن يكون البشير حاضراً فوجوه الرجال في مثل هذه اللحظات التاريخية خناجر لايهابها شاهد الاتهام وحده وإنما كل رموز ومجموعة الخيانة داخل وخارج حدود السودان !!
• دعونا ننتظر يوم الأربعاء القادم !!