(١) نداء الانسانية:
▪ كثير من القضايا والموضوعات أطلت برأسها على ولاية شمال كردفان هذه الأيام ، كثير من الإحن والمحن اجتمعت فيها في هذا الوقت الصعب الذي تمر به البلاد ، فهي محاصرة الآن من قبل وباء حمى الضنك اللعين ، هي الآن ترجو الغوث والنجدة ، فالظرف العام يحتاج إلى تكاتف ونفرة من نوع خاص ، كما أن وضع حكومة الولاية لا يمكنها من مجابهة كل هذه الفجوة في الدواء وفي المهمات الطبية ، وفي الشدائد تظهر معادن الناس فالدعوة من هنا لأهل السودان عموما وللمنطمات ولرؤوس الأموال خصوصا لأن يهبوا لنجدة الولاية ودرء الكارثة وآثارها ..!!
▪ (٢) نقاش دافئ:
في الأيام القليلة الماضية جمعتني جلسة نقاش دافئ مع والي ولاية شمال كردفان المكلف فضل الله محمد علي التوم ، خلال تواجده بالخرطوم هذه الأيام ، وقد تناولنا في الجلسة عددا من الموضوعات التي أثرتها في مقال سابق ، كان من أهمها وجود معسكرات للحركات المسلحة في الولاية ، وقضية تفلنق ، وقضية الجمامة ، وقضية الرمال البيضاء ، وسأستعرض في هذا المقال أهم ملامح النقاش العامة حولها..!!
▪ مذبحة تفلنق:
أرقت هذه القضية المجتمع كثيراً فقد راح ضحيتها أكثر من ثلاثين شخصا لقو حتفهم جراء هجوم عنيف على خلفية النزاع حول حفير بين قبيلة دار حامد والجبال البحرية، وقتل منسوبوا الأخيرة ٢٥ شخصا بينهم امرأة من قبيلة دارحامد ، وكان الهجوم بالدوشكات والاربجيهات والأسلحة الثقيلة وأشارت أصابع الاتهام في ذلك الوقت إلى حركة العدل والمساواة، ورغما عن ذلك إلا أن الوالي أكد أنه لا يوجد معسكر للعدل والمساواة في منطقة (ابوجالب) مع التأكيد على أنه يوجد ممن ينضوي تحت لواء حركة العدل والمساواة من أبناء قبيلة الجبال البحرية وربما تم تدريبهم في مكان آخر..!!
▪ الأمر الآخر هو أنه كان وما يزال من أوجب الواجبات على حكومة الولاية أن تسارع لإلقاء القبض على المتهمين فوراً كإجراء وقائي أمني قبل أن يكون إجراء عدلي خاص بأولباء الدم ، فالمسألة قبلية معقدة وزهقت فيها أرواح بريئة وتداعياتها المحتملة ما تزال خطيرة ، وفي هذه الجزئية أكد الوالي إنه لم يكن واليا مكلفا في ذلك الوقت ، وأنه أتى مؤخراً ليجد الملف في دهاليز القضاء، وبين ردهات الشرطة والنيابة بالولاية، وقطع بأنه سيعمل جاهداً للقبض على المتهمين مع التأكيد على أهمية دور الإدارة الأهلية في هذا الملف، خاصة في مسألة التعريف بالجناة ، وما نرجوه هنا هو المسارعة في القبض على الجناة حتى تستقر الأوضاع هناك ، وحتى ينعم المجتمع المحلي بمزيد من الطمأنينة والاستقرار والتعايش ..!!
▪قضية الجمامة:
أما قضية الجمامة، فقال إنها من القضايا الملحة فعلا، والتي تحتاج إلى معالجة حكيمة وقطع بأنه لن يتدخل في قرار لجنتي أمن محليتي غرب بارا وسودري مؤكدا أنه لم يصدر حتى الآن أي قرار بهذا الشأن، وأشار إلى أنه يقف على مسافة واحدة من الجميع ، وقال إن تقارير لجنتي الأمن في المحليتين لم تصدر حتى الآن ، وأن الأمر ما زال قيد النقاش وأن القرار سيشارك فيه أميري القبيلتين، وعليه تبقى هذه المسألة محل مشاورات، وتوقع أن يصلوا إلى حلول مرضية قريبا ..!!
▪ الرمال البيضاء
أما قضية الرمال البيضاء ففي رأيه أن التصور ما يزال بشأنها مبدئياً، وأنه لا يمانع إذا وجد المجتمع المحلي من يشتريها بقيمة أعلى ! وأنه ليس متشددا في هذا الأمر، فهو يرى أنها كانت تهرب دون أن يجد منها المجتمع المحلي مليما واحداً..!!
▪ صفوة القول
ليس لدينا موقف متصلب تجاه الوالي الحالي أو غيره من المسؤولين ، وقاعدتنا في الشأن العام (إن الحكمة ضالة المؤمن حيثما وجدها اهتدى) – وما يهمنا هو أن تنعم ولايتنا بالأمن والاستقرار والتعايش السلمي بين مكوناتها القبلية وأن العنف لا يبنى وطنا، ولا يتحقق ذلك إلا بالرشد، الرشد في الإدارة ، وفي الممارسة، والله المستعان.