تقرير:خاص كواليس
أغاني البنات في السودان من الفنون الشعبية السودانية العريقة تؤلفها وتغنيها النساء في المناسبات الخاصة بهن، ثم تطورت لتصبح مسموعة ومغناة من عموم السودان وكانت الدلوكة هي ما تميز الأعراس السودانية وتتميز تلك اللحظات بالتصفيق الحار والزغاريد والطرب التلقائي.
نشأة وتطور أغاني البنات:
يفيد المهتمين بالتراث إن أغاني البنات بدأت مع بدايات عشرينيات القرن التاسع عشر بالتزامن مع العهد العثماني في السوادن ويرى بعض المؤرخين إن أغاني البنات جزء أصيل من ثقافات السودان المتعددة وإنها تطورت مع تطور وتكوين السودان والتميز الثقافي لكل منطقة من مناطق السودان وأثر ذلك على أغاني البنات التي كانت في البداية تعتبر جلسات حبيسة للنساء لينظمن كلمات جريئة وبسيطة التكوين متزنة اللحن بإيقاع راقص يروي حكايات وقضايا خاصة بهن ولا تخلو في كثير من الأحيان من التمرد على القيود الاجتماعية.
ارتباط الدلوكة برقيص العروس:
لم تمر مناسبة زواج داخل الأسر السودانية إلا وكان رقيص العروس بند أساسي يحدد له يوم مخصص ويقمن الفتيات بتسخين الدلوكة وإختيار الأغاني الراقصة ويمنع حضور الرجال والمسموح له بالتواجد أثناء الرقص العريس فقط.
أشهر مغنيات الدلوكة:
عدد من المغنيات كن يغنين أغاني الدلوكة واشتهرن بها في الفترة ما قبل دولة المهدية ابرزهن ( زهرة نجدي و بت العقاب و بت بلابل وبت البرنديسي) وتوقفن عن الغناء خلال فترة دولة المهدية بسبب رفض المهدية لغناء النساء ثم بعد خمسة عشرة سنةً تقريباً بعد زوال المهدية عدن للغناء مرة آخرى
في العام 1931 سجل الموسيقي ديمتري البازار للمغنية أم الحسن الشايقية أغنية “الله لينا” بلهجة الشايقية في القاهرة لتكون أول فنانة سودانية تسجل أسطوانات، وعقب إنتشار الاسطوانات
منح أغنيات النساء بعض القبول لتظهر عائشة الفلاتية ومنى الخير ويسجلن أسطوانات وأغاني داخل الإذاعة
وبعدها إشتهرت التومات ام بشاير وام جباير الشهيرات بتومات كوستي حيث إستخدمتا إيقاع التم تم السريع الراقص في أغنيات البنات وأثرت بشكل كبير على الثقافة الفنية في كوستي في تلك الفترة، وكن يستخدمن الدلوكة (آلة إيقاعية) ويغنين ويرقصن على إيقاعها، في العام1935 وتعرف البعض علي إيقاع التم تم عندما حملت الموسيقي اسماعيل عبد المعين من كوستي للخرطوم ولحن عدد من الأغاني المستوحاة من أغاني وإيقاعات أغاني البنات التي تغنيت بها تومات كوستي، وبعدها إشتهرت المغنية رابحة تم تم وكانت رابحة تم تم تعتز بأغنياتها بصورة كبيرة و ترفض تسجيل أغانيها في إسطوانات و تقول أنها لن تسجل أغانيها حتى لا يأتي أي إنسان ويجلس في القهوة ويطلب شاي بـ تعريفة ويقول شغلوا أغاني رابحة)،
وفي ثمانينيات القرن الماضي إشتهرت فرقة البلابل والفنانة قسمة و حنان بلوبلو اللاتي وجدن قبولا أكبر من سابقاتهن في المجتمع كفنانات خرجن بأغاني البنات إلى عموم المجتمع ومن ثم ظهرت عدد من الفنانات مثل ندى القلعة وإنصاف مدني وميادة قمر الدين.
تمددت أغنيات الدلوكة حتي وصلت أغنيات الدلوكة ورقيص العروس الي الصالات المحلية والعالمية
اشهر اغنيات البنات :
هنالك أغنيات خاصة بالبنات ظلت راسخة منذ المهدية حتي الجيل الحالي وتردد داخل جميع المناسبات أبرزها
سايق العظمة، المهيرة، حبيبي تعال نتلم، في العصر مرورو،
الليلة مسافر،
دور بينا،
مبروك عليك الليلة يا نعومة،
الليلة ساير يا ود القبايل،
الليمون سقايتو علي، عزيز غناي
*انصاف مدني:
في تصريحات خاصة ل(كواليس) عن اغاني الدلوكة ورقيص العروس
أفادت المطربة و(ملكة الدلوكة) كما يطلق عليها الجمهور إنصاف مدني إن الدلوكة ورقيص العروس تراث سوداني أصيل يجب أن نتمسك به ولا يتم تبديله بالثقافات الأخري التي لا تمت للمجتمع السوداني بصلة وعبرت عن فخرها واعتزازها لأن السبب وراء الشهرة كانت أغنيات البنات والدلوكة واردفت.. الحفلات التي أصبحت تقام في الخارج للبنات فقط خطوة حميدة وجميلة لكي تتعرف الشعوب الأخري على العادات والتقاليد السودانية ويتم نشرها في الخارج وعلي نطاق واسع.
ومن ناحية أخري ذكرت المطربة حرم النور ان غناء البنات والدلوكة والرقيص ملح الاعراس السودانية الخالصة وحتي اذا إنتقلت الأفراح إلى الصالات ولكن لابد من الغناء بالدلوكة داخل المنزل للتعبير عن الفرح ويجدر بالذكر ان حرم ستقوم بحفل ياتي تحت عنوان رقيص العروس بالمملكة العربية السعودية خلال الساعات القادمة.
قسمة أشهر “معلمة ” لرقيص العروس
عرفت البيوت السودانية المطربة قسمة وأصبحت الشخصية الرائجة في تعليم الرقيص وعبرت قسمة عن سعادتها الكبيرة بأنها تساعد في عدم إنتهاء التراث السوداني وستظل متمسكة برقيص العروس وتعليم البنات.
حفلات داخلية وخارجية
للتأكيد على أنتشار غناء الدلوكة وقبوله وسط المجتمع فقد أصبحت حفلات فنانات الدلوكة تنظم باستمرار ويرتادها آلاف الشباب جنباً إلى جنب النساء وأصبحت تنظم باستمرار إذ شهد منتجع دوسة سيتي السياحي حفل نسائي خاص بعنوان مهرجان رقيص العروس حقق نجاحاً منقطع النظير وفرضت فيه قيود كبيرة على التصوير، لخصوصية الحفل، واإنتظمت عدد من الحفلات النسائية ورقيص العروس بالخارج خصوصاً دول الخليج مما يشير إلى أن التكنلوجيا وإنتشار الآلات الموسيقية الحديثة لم تؤثر على فن الدلوكة.