وكالات : كواليس
كوالالمبور – لم يكد أنصار “تحالف الأمل” يتحملون سماع سؤال بدا كأنه يقلل حظوظ مرشحتهم عزيزة إسماعيل بالفوز في دائرة قريبة من كوالالمبور، إذ رد أحد أنصاره بانفعال وغضب على سؤال للجزيرة نت يشي باحتمال خسارتها أمام مرشحي “الجبهة الوطنية” و”العقد الوطني”.
وتشير استطلاعات رأي إلى أن الناخبين يميلون لاختيار ممثلين من الجيل الجديد، حيث بلغت المرشحة عزيزة الـ70 عاما من عمرها، وهي زوجة زعيم تحالف الأمل أنور إبراهيم، مقارنة بمرشح الجبهة الوطنية الصيني الأصل تشيو ين كين (58 عاما).
21 مليون ناخب
يلخص ذلك المشهد جزءا من الجدل مع انطلاق حملات الدعاية الانتخابية، وذلك قبل أسبوعين من الانتخابات الماليزية المقررة في 19 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، فيما خاطبت البرامج الانتخابية للأحزاب الناخبين من الزاوية الاقتصادية دون الالتفات إلى التكلفة الأعلى للانتخابات في تاريخ البلاد والتي تزيد على 230 مليون دولار.
ونظرا لتعاقب 3 حكومات تمثل 3 تحالفات حزبية مختلفة منذ الانتخابات الأخيرة فإن الأحزاب تبادلت الاتهامات بشأن المسؤولية عن التضخم وارتفاع أسعار المواد الأساسية والغذائية.
ووفق ما أعلنته مفوضية الانتخابات، فإن عدد المرشحين للانتخابات بلغ 945 موزعين على 222 دائرة انتخابية، بينهم 108 مرشحين مستقلين، وتجاوز عدد من يحق لهم التصويت 21 مليونا، منهم قرابة الثلث ينتخبون للمرة الأولى.
ولعلها المرة الأولى التي تثار فيها مسألة اختيار الناخبين على أسس حزبية أو شخصية، والتي فرضتها -حسب تقديرات محللين سياسيين- ظاهرة تمرد مرشحين على أحزابهم التي استبدلتهم، وتغيير ولاء آخرين، وتراجع ثقة كثيرين بالنظام السياسي.
قائمة الضفادع
وعلى الطرف الآخر، ارتفعت أصوات أنصار تحالف الجبهة الوطنية “باريسان ناسيونال” بأناشيد وطنية وأخرى تمجد عرق الملايو، حيث يقود التحالف حزب المنظمة الملايوية القومية المتحدة (أمنو) ومعه حزبا الجمعية الصينية الماليزية والمؤتمر الهندي الماليزي.
ويلتقي أنصار تحالفي الأمل والجبهة الوطنية على ضم مرشح تحالف العقد الوطني في الدائرة قمر الدين جعفر إلى “قائمة الضفادع”، وهو مصطلح يسخر من نواب البرلمان الذين ينتقلون من حزب إلى آخر بناء على مصالحهم الشخصية، ويتهمون بالتنكر لوعودهم الانتخابية وخيانتهم أحزابهم، ويشكلون ظاهرة في الانتخابات الحالية.
يقول الناشط في حزب “أمنو” عدنان سيمان للجزيرة نت إن الشعب سوف يختار الجبهة الوطنية لأنه يريد الاستقرار السياسي، وذلك بعد أن جرب 3 حكومات ضعيفة وغير مستقرة بعد انتخابات عام 2018 التي خسرتها الجبهة الوطنية.
ويضيف أن عدم الاستقرار أضر باقتصاد البلاد، وأن الوقت قد حان لإعادة الاستقرار السياسي الذي استمر 62 عاما في عهد الجبهة الوطنية.
ويرى سيمان أن ترشيح صيني في دائرة أغلبية سكانها من الملايويين يعكس التنوع العرقي والديني الذي يتبناه تحالف الجبهة الوطنية، ويبدد اتهامات الأحزاب المنافسة بالعنصرية، فيما رأى آخرون أن مرشحهم يجسد تمثيلا حقيقيا لسكان الدائرة، فهو من سكانها، خلافا لمنافسيه المتقدمين من خارجها.
أعداء وحلفاء الأمس
يضاف ذلك إلى الانقسامات الواسعة التي شهدتها الأحزاب الرئيسية منذ انتخابات مايو/أيار 2018، وتسببت في تشكيل مشهد فريد يجمع بين أعداء الأمس أو مواجهة حلفائه، وكانت السبب في إجراء تعديل دستوري قبيل الانتخابات يحظر تحول ولاءات النواب بعد انتخابهم.
ويضرب المحلل السياسي عزمي حسن مثالا بحيرة الناخب في دائرة فاز فيها مرشح أمنو مرات عدة، لكنه أسقط من قائمة مرشحي الحزب ليتقدم مستقلا لمنافسة مرشح الحزب، فيما يواجه مرشحون في دوائر أخرى قادة أحزابهم السابقة.
ويتوقع كثيرون أن تنسف هذه الانتخابات ما تعرف بالمقاعد التقليدية للأحزاب، نظرا لصعوبة تقدير ميول الناخبين الجدد الذين يقدر عددهم بنحو 6.9 ملايين ناخب، وإعراب كثير ممن شملتهم استطلاعات رأي تفضيلهم الاختيار على أساس كفاءة المرشح وليس الانتماء الحزبي.
يضاف إلى ذلك غزو قادة سياسيين دوائر محسوبة لمنافسيهم كما هو الحال بالنسبة لوزير الصحة خيري جمال الدين الذي ترشح في دائرة معروفة بتأييدها تحالف المعارضة، وترشح أنور إبراهيم في دائرة محسوبة تاريخيا على أمنو.