في العام 1983 إستضاف حلف الناتو في إجتماعه الدوري آرييل شارون كضيف شرف ، والذي كان قد إستقال حديثا من وزارة الدفاع بعد مذبحة صبرا وشاتيلا ،،
في ذلك الإجتماع قدم شارون ما أسماه إستراتيجية إسرائيل في الثمانينات ، وهي اصلا مقالة كتبها مستشاره عوديد ينون ونشرها في مجلة كيفونيم المتخصصة في الدراسات اليهودية والصهيونية ، قبل ان يتم تبنيها لاحقا من قبل معهد الإستراتيجيات الصهيونية ..
الوثيقة الخطيرة تلقي نظرة عامة علي العالم العربي والإسلامي ، وتقول نصا ( إن العالم العربي الإسلامي هو بمثابة برج من الورق أقامه الأجانب ، فرنسا وبريطانيا في العشرينيات دون ان تضع في الحسبان رغبات وتطلعات السكان ) وتري الوثيقة أن هذا التقسيم هو خليط من الأقليات والطوائف المختلفة التي تعادي بعضها البعض ، ولذلك فإن هذه البلدان معرضة لخطر التفتت العرقي والإجتماعي في الداخل إلي حد الحرب الأهلية ، وتقرر الوثيقة أن إضافة الوضع الإقتصادي لذلك البناء الهش سيؤكد الزعم بأنه ( مصطنع كورق البرج ) ..
ومن ثم تقرر الوثيقة أن تلك المشكلات بمثل ما تشكل تحديا لإسرائيل فإنها في الوقت نفسه فرصة لها ..
يعد ذلك تستعرض الوثيقة دول العالم العربي دولة وراء أخري وتستعرض مشاكلها الداخلية وتقسيماتها المذهبية أو الطائفية ، ومن ثم تقرر الخطة المقترحة لها ، ففي مصر مثلا تري الخطة أن هناك 8 مليون من الأقلية المسيحية من الأقباط في مصر العليا وبالتالي فإن ( تفتيت مصر إلي أقاليم جغرافية منفصلة هو هدف إسرائيل السياسي في الثمانينات ) ولذلك فإن بعض المتطرفين من اليمين ( يهودا ومسيحين ) يعارضون إتفاقية كامب ديفيد ويرون أنها كبلت جهودهم نحو تنفيذ هذه الخطة ..
وتأتي نقطة هنا علي درجة من الأهمية تؤكد أن الإستهداف لمصر هو إستهداف لجيرانها كذلك ، إذ تقول الوثيقة ( إن دولا مثل ليبيا والسودان والدول الأبعد لن يكون لها وجود بصورتها الحالية ، بل ستنضم إلي حالة التفكك والسقوط التي ستتعرض لها مصر )
وفيما يتعلق بالسودان تقول الوثيقة ما يأتي ( السودان أكثر دول العالم العربي الإسلامي تفككا ، فإنها تتكون من أربع مجموعات سكانية كل منها غريبة عن الأخري ، فمن أقلية عربية مسلمة سنية تسيطر علي أغلبية غير عربية أفريقية إلي وثنيين إلي مسيحيين ) ..
تمضي الوثيقة لتقول ( إن تفكك سوريا والعراق في وقت لاحق إلي أقاليم ذات طابع قومي وديني مستقل كما هو الحال في لبنان هو هدف إسرائيل الأسمي في الجبهة الشرقية ) وتفصل الخطة بعد ذلك عدد الدول بطوائفها ومذاهبها المقترحة في سوريا .
فيما يتعلق بالعراق أوردت الوثيقة تسعة نقاط ولكننا نكتفي بالنقطة رقم 4 والتي تقرأ علي النحو الآتي ( إن العراق الغنية بالبترول والتي تكثر فيها الفرقة والعداء الداخلي هي المرشح التالي لتحقيق أهداف إسرائيل) ..
تواصل الخطة قراءتها لدول الخليج والمغرب العربي وتعرض تركيبتها الإجتماعية وتحدياتها الماثلة قبل أن تقرر كيف تعمل علي تفكيكها …
وبعد ، لقد عشنا وشاهدنا تحقق بنود الخطة في غالب الدول العربية كما ورد في خطاب شارون ومقالة مستشاره ، ألا يدعوا ذلك قادة الدول العربية إلي الإنتباه إلي أن ما أصاب دولة ما ما هو ببعيد عن أختها ، ألا يجب أن ننظر بعين الحذر ونستعد لما يحاك ضدنا ؟؟!!
وبالنسبة للسودانيين أقول هذه هي المؤامرة أمامكم ، أتنفذونها بأيديكم ؟ أيضع بعضكم يده مع الشيطان فيرضى لبلاده التمزق ولشعبه التشرد ؟؟
اللهم أهد قومنا فإنهم لا يقرأون ، وإذا قرأوا فإنهم لا يفهمون ، وإذا فهموا فإنهم يكابرون