وكالات : كواليس
وصفت “وول ستريت جورنال” (The Wall Street Journal) اقتحام منزل رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي والاعتداء على زوجها بول بيلوسي بمطرقة أمس الجمعة -والتي لحسن الحظ أنها لم تكن موجودة وقتها- بأنه مثال آخر مقزز على العنف السياسي في ثقافة الولايات المتحدة المضطربة بشكل متزايد.
ولفتت الصحيفة إلى أن تنديد أنصار اليمين واليسار بالهجوم “شيء جيد”، وتمنت ألا يتكرر هجوم آخر من هذا القبيل في المستقبل.
وألمحت إلى أن المهاجم -ويدعى ديفيد ديبابي- على ما يبدو كان يبحث عن السيدة بيلوسي، لأنه كان يصيح “أين نانسي؟”، قبل مهاجمة زوجها البالغ من العمر 82 عاما.
وهي العبارة نفسها التي لفتت إليها افتتاحية صحيفة “واشنطن بوست” (The Washington Post) أيضا بأنها صدى غريب للاعتداء على مبنى الكابيتول في السادس من يناير/كانون الثاني 2021 عندما صاح مثيرو الشغب “أين أنت يا نانسي؟ نحن نبحث عنك”.
وأشارت “وول ستريت” إلى أن دوافع المهاجم لم تكن واضحة وقتها، لكنها أضافت أنه يبدو قد تورط مثل كثيرين غيره في نظريات المؤامرة المنسوجة على الإنترنت، وأن خلفيته تطابق الشخص المستاء وربما المريض نفسيا الذي يتمسك بهواجس الإنترنت التي يتبين أن بعضها سياسي.
ومع ذلك، ترى الصحيفة أنه لا يوجد حل سهل لهذه المشكلة التي يستهدف فيها الكثير من أمثال هذا الرجل -الذين تعج بهم الولايات المتحدة- كل الأطياف السياسية.
أيا ما كان ما نعرفه عن الهجوم على آل بيلوسي فإنه يتعين على السياسيين -بغض النظر عن الحزب- إدانة أي شيء يشبه العنف السياسي
ونبهت إلى ضرورة توفير المزيد من الأمن للموظفين العموميين، لأن المخاطر المتزايدة ستمنع الكثير من الناس من التفكير في السياسة.
وختمت الصحيفة بأن خطر العنف سيزداد مع اقتراب الانتخابات وتأجج المشاعر ومع اعتقاد المزيد من الناس خطأ أن مجرد انتخابات واحدة ستحدد مصير البلاد، مضيفة أن هناك نقصا في التسامح الديمقراطي هذه الأيام، لكن يتعين على الجميع في الحياة العامة ممارسته.
من جانبها، وصفت “واشنطن بوست” الهجوم بأنه مرعب، وقالت إنه يثير تساؤلا كان يتعين على الأميركيين طرحه كثيرا في السنوات الأخيرة ألا وهو: هل تستطيع أقوى دولة في العالم حماية قادتها وعائلاتهم؟
وترى الصحيفة أن مثل هذه الحوادث والتهديدات والترهيب ضد السياسيين استمرت في التصاعد وسط الخطاب السام الذي يأتي لتمرير الخطاب السياسي، وعلى خلفية مشهد شديد الاستقطاب.
وعلقت بأنه أيا ما كان ما نعرفه عن الهجوم على آل بيلوسي فإنه يتعين على السياسيين -بغض النظر عن الحزب- إدانة أي شيء يشبه العنف السياسي.
وتأمل أن يحول المشرعون غضبهم إلى أفعال وذلك بتضييق الخناق على النقد اللاذع وبالتفكير في استثمارات جديدة في مجال الأمن لأنفسهم ولعائلاتهم والقادة الآخرين الذين يبدو أنهم يواجهون المزيد من المخاطر يوما بعد يوم.