مسيرة الكرامة التي خرحت في 29أكتوبر بدعوة من التيار الوطني العريض وبمبادرة من التيار الإسلامي ومبادرة من الخليفة الطيب الجد أعادت التوازن للساحة السياسية وأكدت علو كعب وقدرة التيار الإسلامي على الحشد وتنظيم المسيرات في أضيق وقت.
خلال أقل من 48ساعة وصل النداء للآلاف من شباب وشابات وشيوخ التيار الإسلامي أن هلموا لمسيرة الكرامة، فكان الجواب (حاضرين. مكبرين ومهللين).
جاءوا من كل حدب وصوب تحملهم أشواقهم ويدفعهم الدفاع عن قضيتهم التي يؤمنون بها، حضروا لإرسال صوتهم للبرهان وحميدتي و(جوغتهم) أن هذه البلاد لن تحكم بدستور علماني وأن التسوية الثنائية لن تتم إلا على إجسادهم وأن كرامة وعزة هذه البلاد خط أحمر.
حضرت قواعد التيار الوطني لم يمنعهم زمهرير الشمس ولا لهيب الأسفلت من الوقوف لأكثر من خمس ساعات متواصلة، اوصلوا رسالتهم لفولكر فولى مدبراً هارباً من الباب الخلفي لحصنه لأنه سمع كلمات لم يتبينها جيداً ولكنه تأكد أن من بيننا إسم (غردون)، سمع بأم أذنيه فولكر (ياجبان) ونظر من على الشرفة فوجد عضويتة التيار الوطني والإسلامي تملأ الميدان.
مابين مصير غردون ووجود التيار الإسلامي في الميدان خرج فولكر هارباً من حصنه وسيخرج ذليلاً منكسراً من السودان إن وجد قيادة وطنية شجاعة تدافع عن كرامة البلاد!!.
هددت مسيرة الكرامة من محاصرة الخرطوم كما حاصرتها المهدية إذا مضى البرهان في طريق التسوية التي تعتمد دستور قحت الإستعماري المعيب أساساً للتفاوض وتعيد مجموعة أربعة طويلة للحكم.
جموع مسيرة الكرامة الذين ضاقت بهم الشوارع لم يعتدوا على أحد ولم يترسوا شارعاً ولم يلقوا بالحجارة على رجال الشرطة بل أسعف شباب الكرامة رجال الشرطة الذين سقطوا من ناقلة الجنود أثناء مرورها قبل المسيرية نعم هبوا لإغاثتهم وحملوهم على إحدى سيارات الشباب لمستشفى الشرطة.. فعلوا ذلك لأنهم رجال دولة ولان حب الوطن يجري في دمائهم ولأنهم يعرفون قدر وقيمة القوات النظامية التي شاركوها البنادق وتقاسموا معها الخنادق.
خرج شباب التيار الإسلامي وحافظوا على ممتلكات الدولة وشعارات السلمية، لم تشهد مسيرتهم حالة تنمر أو تحرش أو إغتصاب، لانه لا يوجد بين صفوفهم مسطولاً ولا مخروشاً ولا سكراناً ولا توجد بينهم داعرة أو بائعة هوى.
جماهير مسيرة الكرامة أوصلت رسالتها بقوة وأكدت أن إستفزاز التيار الإسلامي والقوى الوطنية التي ترفض الوصاية الدولية وفرض خيارات أجنبية على الشعب أمر دونه المهج والأرواح.
من المؤكد أن مسيرة الكرامة ستفرض واقعاً سياسياً جديداً وستجعل أي تسوية سياسية ثنائية أمراً مستحيلاً.
هذا أو الطوفان،،