حل شهر رمضان الثاني وبالا على شركاء الغزو الغادرعلى بلادنا وقد حاق بهم المكر السيئ بعد أن تربص كل منهما بصاحبه وأتخذه جسرا للعبور الى السلطة. حل شهر الغفران وحمل معه تباشيرالإنتصارات الباهرة لشعبنا الصابر وهو يرى إندحار أعدائه وأنكسار شوكتهم العسكرية وضياع أموالهم وتبخر طموحاتهم السلطانية.
حتى نعي الدرس المستفاد من ماحدث، لابد أن نتعرف على أصل الحكاية بالعودة الى جذورها ونقطة البداية.
نجح المكون المدني في إستثمارالإحتجاجات الشعبية التي بدأت في عام 2013 لأسباب إرتفاع تكاليف المعيشة وتدني الأجور وضعف الخدمات من صحة وتعليم ومواصلات بعد إنفصال الإقليم الجنوبي في 2011 وفقدان معظم إيرادت النفط التي كانت تعول عليها حكومة الإنقاذ في تسيير دولاب الدولة وتمويل الخدمات ومشاريع التنمية ويضاف الى ذلك تأثير الحصار الأمريكي على الإقتصاد السوداني الذي كان يعاني من إختلالات هيكلية وأزمة ديون خارجية تراكمت منذ منتصف السبعينات.
على الشاطئ الآخر، كان هناك المكون العسكري المكون من مجموعة من كبار الضباط الطامحين للزعامة تماهيا مع إرث الإنقلابات المتكررة في تاريخ السودان السياسي تساندهم قوات الدعم السريع بزعامة عائلة دقلو التي استغلت الظروف الإستثنائية قبل إنهيار نظام الإنقاذ وكونت قوة عسكرية قوامها أفراد أميون في غالبيتهم من مناطق الهامش وقليل من دول الجوار.
لاشك في أن التحالف المدني بقيادته لحركة المحتجين ضمن انحياز الجيش لهم ونجح في إسقاط حكم الإسلاميين في السادس من أبريل 2019 كمرحلة أولى في مسار التغيير.
لم يكد قطار التغيير يمضي في سكته المرسومة حتى ظهر عوار تحالف قوى الحرية والتغيير والعسكريين (الجيش + الدعم السريع)، وذلك قبل الدخول في المرحلة الإنتقالية وتوقيع الوثيقة الدستورية. لقد ظهر التحالف من أول وهلة ككيان هش مرشح للإنفجارالذاتي مع أول شرارة وذلك بسبب تناقض الطموحات وتباين الوسائل بين مكوناته.
وعلى مسار موازي، نجحت الغرف الإعلامية الأجنبية المضادة للسودان في تضليل نشطاء حراك الشارع ( الثوار) وإخفاء حقيقة أن الكادر المدني من تحالف المنفعة كانوا مجرد صدى لفاعلين مستترين شرعوا، في سرية شديدة إمتدت لسنوات طويلة، في صناعة التغيير(الثورة)على نارهادئة في مطابخ السفارات في الخرطوم ومكاتب المخابرات في الخارج ، وهذا ما يفسر كيف أن فترة إعتصام القيادة قد شهدت أكبر إختراقات للأمن القومي السوداني التي شاركت فيها قوى داخلية وقوى خارجية لتشكيل مستقبل البلاد بتغييب كامل لإرادة أهل السودان.
برحيل نظام الإنقاذ تعزز كيان قحط المكون من قوى مدنية سياسية ومن مهنيين ونشطاء محزبون طامحون لحكم سودان ديموقراطي وفقا لرؤية أحزابهم وتياراتهم الفكرية القائمة على التصور العلماني وكان قاب قوسين أو أدنى من الوصول الى غاياته وتحقيق حلم مؤيديه في حكم البلاد لأجيال قادمة بعد أن ساهم في تغويض نظام الإسلاميين،
كما تمكنت قيادة الدعم السريع، بعد إنهيار نظام الإنقاذ وما تلاه من فوضى سياسية وأمنية، من بناء قوة مالية وعسكرية ضاربة مسنودة بعلاقات خارجية أغرتها بالتفكير في إبتلاع حليفها الجيش وبالتالي السيطرة على مفاصل الدولة لصالح تأسيس مملكة آل جنيد وتوطين شتات عرب أفريقيا في السودان في أراضي أهل البلاد الأصليين.
مضت سنوات التغيير العجاف كئيبة تتدحرج من فشل الى فشل حتى تدهورت الحياة الإقتصادية والسياسية والأمنية ووصل المجتمع السوداني الى مرحلة التحسرعلى الماضي وفقدان الأمل في الحاضروالمسقبل، ورغم إشتداد المعاناة التي ضربت جميع الشرائح الإجتماعية. لم يستوعب حكام الغفلة نذر الزلزال القادم ومضوا في تنزيل مشروعهم الوهمي على أرض الواقع، وبدلا من العودة الى منصة التأسيس والسعي للتوافق الشعبي، تجاهلوا الإختلافات الجذرية المتمثلة في إشكالات التركيبة السودانية القبلية والجهوية وممانعة طيف واسع من القوى الحزبية والقوى الإجتماعية لما يجري، بل أسقطوا كل كيان آخر من حساباتهم السياسية ومادروا أن تحالفهم المتهافت غير قابل للنجاح في إنتاج نموذج صالح من حكم مستدام يوفق مابين طموح المدنيين في تحقيق الدولة العلمانية وبين الطموح الملكي لعائلة دقلو وحلفائها من القبائل والأجانب!
العبرة بالخواتيم كما يقول الأصوليون. أخيرا، وبعد أن نفد صبرهم وصبر حلفائهم من خضوع الإرادة الوطنية لمشروعهم السياسي، إستبدت شهوة السلطة بالمتحالفين من بقايا قوى الحرية والتغيير وقوات الدعم السريع بعيدا عن الجيش وحددوا في ليلة مظلمة من ليالي شهر أبريل 2023 التحرك للسطو على الحكم بالقوة الغاشمة، وحدث ماحدث.
تابعوا منصات كواليس ..
◼️الموقع الإلكتروني..
Kwalies.sd
◼️قناة الواتساب
https://shorturl.at/xFQW6
◼️ صفحة الفيسبوك..
https://shorturl.at/bsvQ9
◼️قناة التليجرام..
https://shorturl.at/absF2
◼️منتدي كواليس (2)..
https://shorturl.at/jmzJZ
◼️منتدي كواليس (3) ..
https://shorturl.at/efIOY
◼️مجموعة كواليس(15)
https://chat.whatsapp.com/GW1c5zRXOQ1IeMB5emiE3W
كواليس.. الحدث بكل أبعاده..