وكالات : كواليس
أثار رئيس الوزراء البريطاني الجديد، ريشي سوناك، موجة واسعة من الغضب والانتقادات على منصات التواصل الاجتماعي، عقب إعادة تعيين زميلته الهندية الأصل، سويلا برافرمان، وزيرة للداخلية.
وجاء إعادة تعيين برافرمان وزيرة للداخلية، بعد أسبوع من تقديم استقالتها لرئيسة الوزراء السابقة ليز تراس، بدعوى إقدامها على انتهاك تقني لقواعد الحكومة، من خلال إرسالها مستندا حكوميا رسميا من بريدها الإلكتروني الخاص.
وقالت برافرمان (42 عاما) في رسالة نشرت على حسابها في تويتر “لقد أدركت خطئي.. أحمل نفسي كامل المسؤولية، واستقالتي هي التصرف الصحيح”.
واستقبل قرار برافرمان بالاستقالة الأربعاء الماضي 19 أكتوبر/تشرين الأول بترحيب وإشادة من قِبل سياسيين وحقوقيين بريطانيين، على خلفية مواقفها المتشددة ضد اللاجئين ووعودها بتنفيذ خطط ترحيل اللاجئين إلى رواندا.
The Rt Hon Suella Braverman KC MP @SuellaBraverman has been appointed Secretary of State for the Home Department @UKHomeOffice. #Reshuffle pic.twitter.com/mOMmurvnGs
— UK Prime Minister (@10DowningStreet) October 25, 2022
إشعال الغضب
وبإعادة تعيين برافرمان في منصب الداخلية، أعاد سوناك إشعال غضب سياسيين وحقوقيين ونشطاء بريطانيين، ليس لأجل مواقفها المناهضة للاجئين هذه المرة، بل حول نزاهة سوناك في قيادة الحكومة وتغليب المصلحة العامة.
I am honoured to be appointed by the Prime Minister to serve as Home Secretary.
We will work hard to control our borders, maintain our security and keep our streets safe. https://t.co/xKL1G1Gwhn
— Suella Braverman MP (@SuellaBraverman) October 25, 2022
وألقت النائبة البريطانية عن حزب العمال، إيفيت كوبر، خطابا بمجلس النواب، الثلاثاء، قالت فيه إن سوناك “وضع مصلحة الحزب فوق مصلحة الدولة” بتعريضه الأمن الوطني والسلامة العامة للخطر.
وقالت كوبر “وعد رئيس الوزراء بالتزام النزاهة والمهنية والمسؤولية، لكنه عيّن وزيرة الداخلية السابقة التي استقالت من المنصب قبل أسبوع قائلة إنها اخترقت القواعد الحكومية ومعترفة بإرسال ملفات سرية خارج نطاق الحكومة من بريدها الإلكتروني الخاص”.
وأضافت النائبة البريطانية “وزيرة الداخلية لديها وصول لأكثر المعلومات حساسية فيما يتعلق بأمننا الوطني، لا يمكننا تعيين شخص غير مبال ومهمل في ذاك المنصب”.
وتساءلت كوبر بلهجة حادة “كيف يتوافق إعادة تعيين من اخترق القواعد الحكومة ومعايير السلوك المهني في منصب حكومي كبير، مع النزاهة والمهنية؟”.
The Home Secretary was forced to resign less than 1wk ago for Ministerial Code breach/security lapse – and still lots of unanswered Qs on breach.
Yet Rishi Sunak reappointed her.
How on earth is this the “integrity & professionalism” he promised just five hours before? pic.twitter.com/bvuYBKi3b6
— Yvette Cooper (@YvetteCooperMP) October 25, 2022
هجوم وانتقادات
ومن جانب آخر، هاجم النائب من الحزب الوطني الأسكتلندي، إيان بلاكفورد، رئيس الوزراء بجلسة للنواب أمس، وقال إن إعادة تعيين برافرمان يفضح “البوصلة الأخلاقية لحزب المحافظين” ودعا سوناك إلى تصحيح هذا الخطأ و”طرد” برافرمان من منصبها.
So much for a new start. The appointment of Suella Braverman in the PM’s sleazy backroom deal tells you all you need to now about the moral compass of this Tory party. Leopards don’t change their spots and people continue to pay the price of a government out of control #PMQs pic.twitter.com/6safjWT4X1
— Ian Blackford 🇺🇦🏴 (@Ianblackford_MP) October 26, 2022
وكتب النائب من حزب العمال كريس براينت على حسابه في تويتر “قام سوناك في الأساس بصفقة مخزية وخسيسة ومخادعة مع برافرمان. لقد أحب أن نعتقد أنه بدأ بسجل نظيف، ولكن مع كل هذه الادعاءات المخزية، من الواضح أن شيئًا لم يتغير. (بوريس) جونسون و(ليز) تراس وسوناك، جميعهم متشابهون”.
Basically Sunak did a shameful, shabby, duplicitous deal with Braverman. He’d love us all to think he’s starting with a clean slate, but with all these disgraced retreads it’s clear nothing has changed. Johnson, Truss, Sunak all cut from precisely the same cloth.
— Chris Bryant (@RhonddaBryant) October 25, 2022
وقال الصحفي والكاتب ماثيو ستادلين عبر حسابه على تويتر “من المروع للغاية أن تعود برافرمان إلى منصب وزيرة الداخلية. هذا لا يشير فقط إلى العودة إلى السياسات القاسية لحكومة بوريس جونسون/بريتي باتيل، فقد أُجبرت برافرمان على التنحي الأسبوع الماضي فقط! هذه إهانة للناخبين البريطانيين”.
Absolutely appalling that Suella Braverman is back as Home Secretary. Not only does it signal a return to the cruel policies of the Boris Johnson/Priti Patel government, Braverman was only forced out as Home Secretary last week! An insult to the British electorate.
— Matthew Stadlen (@MatthewStadlen) October 25, 2022
ومن جانب آخر، أصدرت منظمة “Migrant Voices” (صوت المهاجرين) بيانا عبرت فيه عن خيبة أملها من إعادة تعيين برافرمان، مجددة مخاوفها من عدم حماية واحترام الحكومة للاجئين.
Our statement on the appointment of Home Secretary Suella Braverman. pic.twitter.com/PJWMOqvYu6
— Migrant Voice 🧡 (@MigrantVoiceUK) October 25, 2022
حلم ومخاوف
ومطلع أكتوبر/تشرين الأول، صرّحت برافرمان بأن حلمها هو رؤية صورة لإقلاع رحلة جوية تقل طالبي اللجوء من بريطانيا لرواندا، ليتصدر الخبر الصفحات الأولى من الجرائد المحلية، متعهدة بأنها سوف تقاتل من أجل تحقيق هذا الحلم.
وأثارت طريقة تعبير الوزيرة الجديدة -التي لها أصول هندية ووصل والداها إلى بريطانيا من كينيا وموريشيوس- استغراب كثيرين كونها لها أصول مهاجرة تعلن أن حلمها هو ترحيل اللاجئين.
وعند تقديمها استقالتها لتراس، أعربت برافرمان عن “قلقها” حول الاتجاه الذي تسير به الحكومة الحالية لإخلالها بـ “تعهدات رئيسية” للناخبين، بالإضافة إلى “مخاوفها الجدّية” إزاء عدم التزام الحكومة بـ “خفض أعداد المهاجرين ووقف الهجرة غير الشرعية وخاصة قوارب المهاجرين”.
يشار إلى أنه وبالعودة لتاريخ تصويت سوناك على قوانين الهجرة واللاجئين، فإن هذا السياسي ذا الأصول الهندية كان دائما من مؤيدي أي قانون يقلص أعداد المهاجرين للبلاد، وهو من المتشددين في موضوع استقبال اللاجئين.
وخلال قيادته للخزانة التي تعدّ ثاني أهم وزارة بعد رئاسة الوزراء، منح كثيرا من التمويل لكل الجهود المبذولة لمنع وصول اللاجئين.