كان هؤلاء الفجار من القحاته يطلقون على كل من يريد للإسلام دورا في حياة الناس العامة مسمى (تاجر دين) ، كانوا يرون في الدين رجعية وتخلفا وعدم مواكبة للأحداث ؛ كانوا يفتخرون بأن برنامجهم قائم على رفض وجود الدين كمرجعية في كل وثائقهم الرسمية، كانوا لا يبدؤون خطاباتهم ببسم الله ولا يحمدون الله ولا يصلون على النبي محمدا صلى الله عليه وسلم ..!!
مع ملاحظة مهمة وهي أن الدين هنا من وجهة نظرهم هو (الإسلام فقط) ؛ وليس كل الأديان السماوية ؛ فأوروبا التي ينبهرون بها وتسترق أفكارهم وانسانيتهم هي دينية من الدرجة الأولى ؛ هي متشددة ومتطرفة لدرجة أن كثيرا من الوظائف العامة محتكرة على طوائفهم الخاصة ، وتؤدى كل الطغوس الدينية في مناسباتهم السياسية، ولا يسمح لأحد الحديث ؛ مجرد الحديث للتقليل من أهمية الدين في حياتهم العامة ؛ ومع ذلك يسترشد بهم القحاتة الأشرار، ويرونهم المثل الأعلى، رغما عن النص القرآني القائل (ولله المثل الأعلى )..!!
والأمر عند هؤلاء السفهاء ليس مقصود به محاربة الاتجار بدين الله وحمايته من أن يصبح سلعة للتكسب السياسي ؛ أو أن يصبح أفيونا للشعوب كما يدعي مفكروهم ؛ إنما المقصود هنا الدين نفسه ، لأن موقفهم ظل ثابتا من قضية الدين والسلطة أو الدين والدولة رغما عن تغير التجار ..!!
القحاته والعلمانيون عموما لا يريدون تقديم نموذج مثالي لتحكيم شرع الله ؛ ولا يريدون تقديم دراسة نقدية فكرية لمنهج مجموعة سياسية محددة ، فهناك عشرات المجموعات لها رأي في تصور تطبيق الدين في حياة الناس ، لكن جميع هذه الكيانات والمجموعات لا تطالب باقصائه أو إبعاده من حياة الناس وهذا خلاف جوهري حتى لا يأتي أحد المتسكعين ويقول : ( الدين ما حق الكيزان) ، أو يصنف كلماتي هذه من زاوية كونها ادعاء لاحتكار الدين والقربى إلى الله ..!!
ولأن هؤلاء الشرذمة بلا تأسيس بنيوي أو أخلاقي أو حتى موضوعي لذلك لجؤوا هذه المرة للتجارة بالدين وأخذ منه سلاح الدعاء فقط وتوظيفه سياسياً مع خصومهم ، ونسي هؤلاء الفجرة انهم رفضوا حتى كتابة بسم الله الرحمن الرحيم في أول وثيقتهم المشؤومة ولذلك لم يبارك الله في جهدهم وأدخلوا بلادنا في هذه الحرب اللعينة ، ولو أنهم كتبوها تبركا لانجاهم الله وانجى بلادنا من كيدهم..!!
اعتاد هؤلاء البائسون على الكيل بمكيالين لذلك لم يسلم منهم الدين فهم الآن يريدون منه فقط جزئية الدعاء على الكيزان ويتركون ما تبقى منه وهذه من شيم النفاق وأعمال السحر والشعوذة ولعلهم لا يدرون ذلك..!!
صفوة القول
كنت أتحاور مع احد القحاته وحينما اشتد الخلاف فيما بيننا قلت له دعنا نرفع أيادينا إلى الله و نقل 🙁 اللهم انصر الحق) فرفض ذلك القحاتي وقال لي (نهائي ما بقول كدا) .. قلت له أليس الله باعلم بالحق فبهت الذي تقحتن ، وعلمت انهم يريدون أن يستهبلوا حتى على الله ، حسبي الله ونعم الوكيل.