المليشيا ليس كيانات قبلية تجمعت من تخوم دارفور أو من ديار البقاره في غرب كردفان أو حتى من أصقاع وزقازيق النيجر وتشاد وأفريقيا الوسطى ؛ فهؤلاء جزء من الحلقة وليس الحلقة كلها..!!
هؤلاء فعلوا ما أمرهم به الشياطين من داخل البلاد وخارجها ، هؤلاء ينظرون للحرب من باب أنها وسيلة (للمغنم) ولا علاقة لهم بالديمقراطية أو بتفكيك دولة ٥٦ ، فهم لا يعلمون شيئاً عن هذه المزاعم التي انتجتها العقول الفاسدة..!!
هؤلاء تم تجنيدهم بادي الأمر بواسطة البشير بخطاب أخلاقي مثقل بالقيم ؛ فقد كانوا يحاربون التمرد ، وكان التمرد عدو للسودان وللسودانيين ، وكان التمرد شيطان الحرب والخراب والدمار، ولم يجندوا لفعل الحرام أو الموبقات التي ارتكبوها في الخرطوم هذه الأيام ..!!
لذلك لا ينبغي تحميل هؤلاء الغوغاء كل الفاتورة الأخلاقية للحرب ؛ فهناك شركاء يتحملون الوزر الأكبر ، هناك شركاء جعلوهم يؤمنون بهذه الأهداف ويحرقون من أجلها الخرطوم ؛ هناك شركاء جعلوهم يؤمنون بأن الحديث عن الديمقراطية وحده يكفي لان يحاربوا ويقتلون الناس في بيوتهم ويموتون سمبلة..!!
هناك شركاء استغلوا هذه الأدمغة الفارغة وملؤوها بهذا المنكر وجعلوهم يموتون دون أن يسأل المقاتل منهم نفسه إلى أين المصير؟ دون أن يسأل المقاتل منهم نفسه ما هو الرأي الشرعي في هذه الحرب ؟ ودون ان يسأل هذا الدعامي نفسه ماذا يقول عندما يقف أمام الله في اليوم الموعود ؛ هناك شركاء اقنعوهم بأن الأولى خير لهم من الآخرة وليس العكس كما يقول القرآن الكريم (وللآخرة خير لك من الأولى ) ..!!
هناك شركاء صنعوا هذه الكراهية وأسسوا لها بنيانا مرصوصا من المقت والحقد والكراهية ، وأوصلوا المجتمع السوداني إلى هذه الفرقة وهذا الشتات ، هناك شركاء سعوا بقدرما أوتو لتفكيك البنية الاجتماعية والثقافية لهذا المجتمع المتسامح حتى أبريل ٢٠١٩ وساعدتهم على ذلك دوائر مخابراتية إقليمية وعالمية وجعلتهم يطعمون الأمة السودانية عنفا ومقتا وكراهية ..!!
صفوة القول
هؤلاء الشركاء لم يكونوا من ديار البقاره أو من تخوم دارفور وغرب كردفان ؛ ولم يكونوا من عربان الشتات بل كانوا من نخب الوسط والشمال والشرق البائسة ؛ كانوا من كل السودان تجمعوا تحت لافتة (الحربة والتغيير المجلس المركزي) وأنتجوا هذا القبح ، أنتجوا هذا الواقع السيئ ، اعتمدوا خطابا صفريا عدميا أدى إلى هذه الحرب التي اندلعت عقب الخامس عشر من أبريل وأهلكت الحرث والنسل، وعليه تبقى المليشيا أكبر من أن تكون كيانات قبلية حمقاء وليس لها من الرشد ما يهديها وليس لها خبير ينبؤها، والله المستعان.