التسوية السياسية الثنائية بين المكون العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير (أربعة طويلة) التي إكتمل الإتفاق على بنودها بين المكون العسكري (البرهان وحميدتي) وقوى إعلان الحرية والتغيير- المركزي بالإضافة لتمومة الجرتق وبعض (القراد) ك(مستجدي السياسة) جماعة أنصار السنة -جناح اليسار و(متهافتي الكراسي) -التيار العلماني بحزب المؤتمر الشعبي و(صحبة الراكب) حزب التجاني السيسي الذي تساوي عضويته حمولة بص.
إتفق البرهان مع هذه الأحزاب التي لا تساوي عضويتها مجتمعة حلقة ذكر في مسيد الشيخ الطيب الجد بأم ضواً بان وتناسى الملايين من قطاعات الشعب الذين قدموا مبادرات لو نفذت لما وصلت البلاد لهذا الحال البائس.
رغم تأكيد البرهان على خروج المؤسسة العسكرية من معترك السياسة وتأكيدات حميدتي المستمرة على عدم الجلوس مع مجموعة أربعة طويلة التي سامتهم سوء العذاب وشتمتهم بأسوأ العبارات، بعد عام من الطلاق البائن لم يجدوا سوى الإنبطاح وتوقيع تسوية تضمن لهم البقاء في كراسي السلطة على جماجم الشهداء وأشلاء الجرحى والمصابين وأنات المستضعفين من الشعب السوداني
هذه التسوية أكدت أن سفهاء قحط وملاقيط اليسار هم طلاب سلطة وتجار دماء – لا تهمهم سوى كراسي الحكم، واتضح أنهم يدعون الشباب للموت في المظاهرات نهاراً ويفاوضون العسكر ليلاً وفي الغرف المغلقة والمظلمة من اجل العودة بل ويساومونهم بملفات فض الإعتصام وشهداء التظاهرات.
لن تصمد هذه التسوية ستعيد قحت لسدة الحكم وتعطيها حق تعيين الحكومة رغم فشلها الكبير خلال سنوات الجدب والقحط التي ذاق فيها الشعب الأمرين ولم تنجز فيها حكومة حمدوك سوى بيع الفوط الصحية للنساء بنصف القيمة والإحتفال باليوم العالمي لختان الإناث!!.
لن ينفع حميدتي إستقلال الدعم السريع عن الجيش وتبعيتة لرئيس الوزراء المدني، ولن ينفع البرهان عدم تدخل الحكومة والمجلس السيادي في تفاصيل المؤسسة العسكرية، وكيف يتم ذلك والدعم السريع اعطته الوثيقة حق التبعية لرئيس مجلس الوزراء المدني!!.
يبدو أن البرهان وحميدتي لم يستفيدا من تجاربهما مع قحت ولم ينظراء الشعب السوداني الذي وصل لحالة من البؤس والفقر المدقع لم يشهدها في حياته، ويبدو أنهما نسيا أو تناسيا شكواهما الدائمة والمستمرة في كل المنابر عن فشل حمدوك وحكومة الشراكة البائسة التي وصلت الوضاعة بقادتها درجة الإساءة للقوات المسلحة وهي تحرر الفشقة وتستهتر بشهداء القوات المسلحة بل وتعطي معلومات للعدو عن الجيش وتحتضن الحبش وترفع أعلام إثيوبيا في مظاهرات وإعتصام الجودة!!.
إذا تناسى المكون العسكري كل مؤامرات قحت ضده وتجاهل أصوات الشارع السوداني الذي يرفض التسوية الثنائية ويحلم بحكم مدني تشارك فيه كل مكونات الشعب السوداني فاليبشروا بإنقلاب عسكري سيجعل البرهان وحميدتي إلى جانب البشير في كوبر.
لم يعد هنالك وقت لنصح المكون العسكري فقد أعمتهم السلطة وأخافتهم سفارات الغرب وأغرتهم دول الخليج ولكن إن مضوا في طريق هذه التسوية فلن يصمت الشارع ولا العساكر الذين تململوا فكان إنقلاب الفريق هاشم الذي جعلته الحركة الإسلامية يصرف النظر عنه في آخر لحظة، وبلغت قلوب العساكر الحناجر من شتيمة شركاء السلطة وسفهاء قحت فكان إنقلاب اللواء بكراوي الذي إنتفض لكرامة الجيش وتنازل إكراماً لحق الجندية والزمالة ولكن.. ماكل مرة ستسلم الجرة!!.
رئيس تحرير صحيفة كواليس