شارع السودان
في حضرة المرفأ يطيب الوقوف؛ تقديراً واحتراماً لافخم وجوه؛ في حضرة المرفأ ترتاح النفوس وتلئم الجروح؛ ويتصافى الخصوم.
شعور لم أستشعره منذ وقت طويل، نصر وفتح لا يشبه كل الفتوحات!… كيف لا؟ وانت وغيرك ترى حلم كان يروادك وكثير من الناس هو قد تحقق واصبح كالطفل الذي ولد باسنانه.
(27) اكتوبر 2023م كانت الولادة بعد (حمل وحلم) أمتد لأكثر من ثلاثة أشهر وزيادة؛ اجتهد فيه نفر كريم ؛ آثروا على أنفسهم وراحتها؛ بحب الوطن وحلم اللقاء والاجتماع.
فلم يشعروا بالسهر والارهاق؛ فما كانوا يحملونه من عمق إيمان وإصرار على تحقيق الهدف انساهم كل شيء إلا لحظة الوصول وتحقيق معنى الشعار (يجمعنا عشق وطن).
وبالفعل خرج المولود في هذا اليوم وسط فرحة الجميع وكانت (اللمة) فلا ألم ولا تعثر بل خرج وهو مبتسماً صارخاً مردداّ ( أنا سوداني انا) وخلف بياض أسنانه انيابا حدتها كحدة الصاروخ حارسة مؤمنة لكل الدروب.
ومن حظ هذا المولود جمال تلك العينين والتي شاهدت تلك البهجة والفرحة وسط كل المستقبليين فعطروه والحاضرين بمدح سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم؛ وغنى له ابتهاجا المبدع صلاح الليبي (مطنبرا) (بلادي يا بلادي ألف تحية ليك من الفؤاد)… واكتملت اللوحة بتغريد المبدع عوض معتصم (في الفؤاد ترعاه العناية بين ضلوع الوطن العزيز) بصحبة صاحب الأنامل الجميلة على العود متوكل كولا (مظبوطا) بايقاع بدر الدين دنقلا.
والأجمل والاروع الحضور الباهي وان تشرف هذا المولود برعاية كريمة وكبيرة من الراعي والسيادي فكان تشريفاّ عظيماً لهذا المولود فاخرج (مهندا) أجمل الحروف وأرق الكلمات والكل يرى فرحته بهذا الجمال مبشرا برعاية البيت الكبير.
ثم كان يوم الاكتمال (وكرامة) الشكر والعرفان فاجتمع نفس النفر وهم يحملون بين طياتهم الحلم الفريد.
(4) نوفمبر 2023م كانت الكلمة لأصحاب الفخامة وأهل القيادة والريادة؛ فقاموا بسفلتتة الطريق باحدث الآليات وحفوه يمنة ويسرى بالياسمين والزهور وسط التصفيق والتبريكات؛ واجمعوا على ان تكون كل اشاراته باللون الأخضر البديع مفتوحة لكل من يريد ان يسلك الطريق دون استثناء وبالاجماع اطلقوا عليه شارع السودان.
بالفعل كانت أياماً ليس لها مثيل وستكتب بأحرف من ذهب في تاريخ كل من شارك أو شاهد أو سمع أو حكى له الراوي.
ختاما:
تعالوا نردد كلمات الراحل المقيم إبن السودان البار عبد الكريم الكابلي:
شيلوه.. وزيدوه.. وطن الجمال..
علوه.. وخلوه.. في عين المحال
أبنوه.. ومدوه.. بالمال والعيال
زيديوه.. وأبنوه.. بعزم الرجال
بأملنا وبعملنا وبالمحنة
وبوفا النيل في دمانا نبني جنة
ونبتهج نحنا وصغارنا و نتغنى
يا أصلنا ومبتدانا يا حلاة مسرح صبانا وذكرياتنا ومشتهانا
انت فينا كبير و ريدنا ليك كبير
القومه ليك يا وطني
واخر الدعاء اللهم انصر جيشنا