كان ليل المدينة الحالم قصيرا وجهها المكبوت حزنا على حال الوطن شاخصا أمامنا رغم الفرح المؤقت بعودة الفارس الذي يعرفه كل الشعب السوداني بطولاته التي ستكتب يوما في سفر التاريخ المقروءة
العميد حسين جودات ابن السودان الذي لو كان في السودان حاكما بقامة ومقام جعفر نميري لمنحه وسام ابن السودان البار لماقدمه من عطاء وصمود في وجه آلة عسكرية تفوقه عدت وعتاد ولكنه لمدة خمسة أشهر ظل صامدا وصامتا مع جنود لا يعرف عنه هذا الشعب الا الرجولة والفداء والتضحية مضى بعضهم لربه ومضى بعضهم بجراحه لخصومه ومضى بعضهم في غابات جنوب دار هائما ولكنه لم يبيع نفسه لخصومه الذين باعوا النخب كما تباع الشياه في سوق الخوي
في ليل بورتسودان الكئيب سهرت مع أخي رجل الأعمال وابن المسيرية الزرق بطن الدريهمات البله جوده الكريم الشهم
البله جوده وعبدالله بلال والطيب أحمد زايد والمكي إبراهيم هم أول من اخرجني من غياهب توهان الشباب الي الفكر والانتماء لمشروع الحركة الإسلامية وهو بذلك شيخي ومعلمي حتى مغادرة الفانية وحسين جودات جاء إلى تلو الثانوية من بعدنا يحمل تطلعات جيل من شباب المنطقة
مابين الزكريات والحسرة ومطايبة جروح حسين جودات العميقة بعد عملية الفتاق التي أجريت له كان الإنس والدهشة والفرحة بعودة الفارس وطائر النورس الذي استشهد مرتين
الأولى في نيالا على يد قوات دولة العطاوة واوباش الدعم السريع حيث زعموا انهم قتلو القائد يوم دخولهم نيالا البحير وانتهاك شرفها
وقتلوه أمس الأول بزعمهم أن الفلول قد صفوه بدم بارد
ولكن حسين جودات ينهض من قبره في نيالا وينهض من قبره في الخرطوم ويجلس (كبعاتي) مع البله جوده وابنه محمد ويوسف عبدالمنان ويضحك في وجه الزمان الشين