(على كل) محمد عبدالقادر يكتب: مفاوضات جدة .. فلتمرح المهازل يا برهان!!!

توقعت ان يكون بيان مسهلي مفاوضات جدة (السعودية وامريكا) واضحاً فى الجزئية الاساسية المرتبطة باستئناف التفاوض من حيث انتهائه فى المرة الفائتة باتفاق – لم تنفذه المليشيا بالطبع – يلزمها بمغادرة منازل المواطنين واخلاء الاحياء السكنية والاعيان المدنية والمقار الحكومية ومرافق الخدمات .. ولكن خاب فألي …

بحثت فى البيان عن التعهدات التى فوض بموجبها الشعب الجيش قبل التحاقه بجولة المفاوضات والمتعلقة بضرورة تنفيذ ما تم التوقيع عليه فى مايو المنصرم كشرط لاستئناف التفاوض، فلم اجد اثراً لمصير الاتفاق ولم تات الوساطة على ذكره، ولا ادري ماهو رأي وفدنا الكريم فى هذا الامر الذى ينسف آخر أمل للسودانيين فى نجاح المساعي الرامية لاحلال السلام بالتفاوض..

حتى ان لم يكن هنالك (اتفاق موقع) تمردت عليه المليشيا وغدرت به مثلما خانت كل السودان فليس هنالك ما يمنح وفدنا الحق فى التفاوض مع الدعم السريع وقواته تحتل منازل المواطنين ومقاره الحكومية ومواقع خدماته الحيوية ..
لسنا فى مقام وطنية الجيش بمقياس العطاء والوفاء لتراب البلد ولكن اسمحوا لنا القول بان هذه (مسكنة) لا تليق بمن يمتلك زمام المبادرة فى الميدان ويسيطر على الاوضاع العسكرية، اخبرونا ودعونا نبكي على الوطن فقدنا الاليم اذا اصبحت يد الدعم السريع (هي العليا) لدرجة ان يتنصل عن اتفاق دون ان يتجرأ وفدنا على الزامه وتتواطأ معه دول المبادرة وتبارك بقاءه فى بيوت المواطنين واحياءهم السكنية ..

افجعني عدم تعليق وفدنا على بيان المسهلين و اقلقني صمت يقول بان هنالك توافقات على ماجاء به البيان ستنهي أمل الشعب السودانى فى استرداد حقوقه المسلوبة والمنهوبة من قبل المليشيا المجرمة.

ثم دعونا نسأل وفد الجيش عن جدوى بقائه فى التفاوض بينما آلة الدعم السريع القاتلة تحصد ارواح المواطنين فى نيالا والمدرعات وثورات ام درمان، لماذا لم يتم اعلان هدنة مثلما يحدث قبل كل تفاوض فى كل الدنيا، ولماذا صمتت الوساطة على توسيع المليشيا لرقعة الحرب ولم تصدر اي حديث بشان هجوم الدعم السريع على نيالا؟!..

انه التواطؤ الذى ينبغي على (وفدنا المسكين) ادراكه والعمل على كشفه، والا فان عليه العودة فورا والتأسي بما فعله الرئيس الاسبق عمر البشير حينما سقطت توريت ووفده يفاوض، فما كان له الا ان علق المحادثات وعاد حتى استعاد توريت وواصل من جديد .. على الجيش الآن أن يستعيد نيالا وكل مكان يوجد فيه الدعم السريع قبل التفاوض .. واثق انه ان فعل ذلك فلن يحتاج الى منبر فى (جدة) او حتى (امبدة) ..

لم يعد خافيا بالنسبة لي أن الجهات التى تدعم التمرد تتواطأ مع المسهلين فى منبر جدة لتمكين الدعم السريع من إحراز انتصارات على الارض تكسبه كروت ضغط وتحسن موقفه التفاوضي، فقد قتلوا ودمروا لكنهم لم يستطيعوا احتلال الخرطوم وان كانوا موجودين فى بعض المواقع.

ثم انه من مهازل التفاوض ان يجلس وفد الجيش السوداني مع (عيال حميدتي) الشاب الصغير القوني والكوز الانتهازي فارس النور والصحفي المغمور نزار سيداحمد الذى كان يعمل بقدراته محدودة جدا فى صحيفة الزميل الحبيب الهندى عز الدين (المجهر)، تشكيل وفد المليشيا يدل على عدم جديتها فى التفاوض ويشير الى انها تلعب على الزمن وتحاول كسب الوقت لمواصلة الانتهاكات ضد الشعب السوداني.

لن احدثكم بالطبع عن الموافقة المذلة على استبعاد “السفير عمر صديق” من كابينة المفاوضين وادخاله بصفة مستشار بعد احتجاج المليشيا على وجوده كسياسي وممثل للحكومة وكانما القوني دقلو وفارس النور جنرالات تترصع كتوفهم بالدبابير وتبرق بزاتهم العسكرية بالنياشين.

استمرار المفاوضات مع تنشيط الدعم السريع لعملياته الميدانية، وفى ظل صمت مريب من مسهلي المبادرة السعودية الامريكية (عبث) ، تجاوز الاجندة لما تم الاتفاق عليه فى مايو بجدة (استهبال) ، مستوى ممثلي (عيال الدعم السريع) الذين تم اختيارهم للجلوس كتفا بكتف مع جنرالات القوات المسلحة (اهانة).

اوقفوا هذه المهازل ، لا تتفاوضوا على بنود جديدة ولاتسقطوا اتفاق جدة الموقع فى مايو الماضى من حساباتكم فلقد نلتم ببنوده تفويضا من الشعب السودانى للجلوس مع (عيال حميدتي)، لا جدوى من استمرار المفاوضات مع اصرار الدعم السريع على توسيع دائرة العمليات العسكرية، والوساطة صامتة، لافائدة من وجودكم فى المنبر والجنجويد (متبطحين) فى منازل المواطنين ومسيطرين على (نيالا).

لسنا ضد التفاوض ولكنا معه حينما يكون بشرف يحفظ للجيش هيبته وللسودان عزته، اوقفوا هذه المهازل التى لاتليق بـ (شرف الكاكي) ولا تحقق مطالب المواطنين المكتوين بنار الحرب والذين يتابعون اخبار منبر جدة ويضربون كفاً بكف الآن وهم يرددون … هذا زمانك يا مهازل فامرحي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *