البعد الآخر مصعب بريــر من يثأر لدم اطفالنا المسفوح بجرم منفذى الإبادات العشوائية وفوضى صحة وسلامة الغذاء ..!

أدمى القلوب وبفعل إهمال جهة غير مختصة.. وفاة طفل سوداني بحثاً عن طعام في مكب للنفايات ، فلم يدر محمد هرون رحمة – 9 أعوام – أن الموت ينتظره في مكب النفايات على بعد 2 كيلومتر شمال مخيم “عطاش” للنازحين الذي يبعد 7 كيلومترات شمال شرقي مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور .ذهب هرون و اقرانه من أطفال المخيم إلى مكب النفايات الوحيد لمدينة نيالا للبحث عن طعام يكبح جوعهم الذي ظل يحاصرهم بعد أن أوقفت منظمة الأغذية العالمية حصص الغذاء عن المخيم الذي يبلغ عدد سكانه أكثر من 200 ألف نسمة بحسب إدارة المخيم .وبحسب مراسل دارفور24 فإن إدارة ضبط الجودة وحماية المستهلك بوزارة المالية وباعتراف مديرتها كلثوم محمد أحمد عباس قامت يوم الخميس 6 اكتوبر أكثر من 37 طن من المواد المختلفة منها “غذائية، ومواد بناء، و عطور، ومساحيق تجميل” وادعت كلثوم احقيتها القانونية بالابادة رغم وجود لجنة ولائية ممثل فيها كل الجهات ذات الصلة برئاسة مدير ادارة صحة البيئة بوزارة الصحة الولائية مختصة بتنفيذ عمليات الابادة .وكان القدر فى انتظار هرون ورفاقة بعد اقل من 48 ساعة من هذه الابادة المشؤومة حيث تناولو وجبتهم الدسمة التى وجودها ببقايا الابادة والمتمثلة فى طحنية مشبعة بمواد بترولية استخدمت فى الابادة ، و قالت عائشة الطاهر عبدالرحمن والدة الطفلة سليمة ذات 13عام لدارفور24 أن إبنتها أبلغتها أنهم تناولوا طحنية عليها رائحة جازولين، وبعدها بدأوا يشعرون بغثيان واستفراغ شديد، مما دفع الطفلة سليمة الى الاستنجاد بسائق موتر “تكتك” ماراً بالقرب منهم، وطلبت منه هاتف للإتصال بأمها، فحمل سائق التكتوك 11طفلاً من المكب بينهم 4 حالاتهم حرجة إلى المركز الصحي توفي بعدها هرون عليه الف رحمة ونور.مدير إدارة صحة البيئة بالولاية، تهاني أحمد موسى، نفت علمها بعملية ابادة المواد الغذائية التي تمت السبت الماضي ، وأكدت أن آخر إبادة بإشرافها لمواد منتهية الصلاحية كانت في مارس الماضي ، وقالت ان المكب عشوائي ومفتوح للجميع وليس لإدارتها سيطرة عليه .واضافت تهانى ، إن أية إبادة لمواد تالفة او منتهية الصلاحية يجب ان تتم عبر لجنة الإبادة الولائية التي تترأس هي إدارتها، وتتكون من عدة مؤسسات حكومية، ونفت علمها بالإبادة التي نفذتها إدارة ضبط الجودة وحماية المستهلك بوزارة المالية قبيل تسمم الأطفال ب 48 ساعة.ويبقى السؤال ، من قتل هرون وسمم رفاقة اهمالا متعمدا ؟! ومتى تستمر فوضى القوانين التى تفصل حسب مقاس طالبها ، وما علاقة وزارة المالية بالابادة ليتم تخويلها بتنفيذها رغم وجود لجنة ولائية موحدة ؟!بعد اخير :يوجد بكوكب السودان 13 جهة لها كامل الحق فى مباشرة وتنفيذ برنامج صحة وسلامة الغذاء بالقانون ، وكلها اضحت حواضن للطفيلية المهنية ، عدا جهة واحدة اهلتها الدولة بكليات الصحة العامة وصحة البيئة ومعاهد ملاحظى الصحة غير مختصة مهنيا فى ممارسة المهنة بل هذه الفئة هى التى تنفذ برنامج صحة وسلامة الغذاء بكل دول العالم والاقليم .. ولكنه سودان العجائب ..بعد تانى :متى يتم الانتباه لاهمية حسم فوضى القوانين التى تسيدت المشهد الصحى السودانى بالكامل والضحية هرون ورفاقه الذين لا بواكى ولا مواكب لهم ..اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا يا أرحم الراحمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *