في الأخبار أن بعضاً من جماعة أنصار السنة المحمدية وبعضاً من قادة المؤتمر الشعبي قد أيدوا دستور اللجنة التسييرية المحلولة لنقابة المحامين ، وباركوا دستورها العلماني المستورد من الخارج بكل ما عليه من علل ومخالفات شرعية تختلف مع أصول الدين الاسلامي!!..
وأتبعوا هذه الخطوة خطوة أخرى أكثر غرابة فقد ذهبوا إلى السفير الأمريكي في عقر داره يطلبون منه الشفاعة وادخالهم ضمن المجموعة التي تقع تحت رعايته باعتبارهم جزء لا يتجزأ من مجموعة المجلس المركزي التي أعلنت أنها (تباري السفارات سفارة سفارة) ، (نسو الله فأنساهم انفسهم) ..!!
أنصار السنة والشعبي أيدوا دستور علماني يطالب بوضع كل الأديان على مسافة واحدة ، ويساوي بين المسيحية والإسلام في بلاد كل سكانها مسلمين إلا قليلاً منهم ، أيدوا دستور يطالب بالمساواة بين الرجل والمرأة، وإعمال كل الاتفاقات الدولية الخاصة بحقوق المرأة بما في ذلك (اتفاقية سيداو)!!.
أنصار السنة الذين أيدوا هذا الدستور يرفضون مجرد التسامح مع الصوفية رغم اتفاقهم في كل أعمدة وأصول الدين الإسلامي ، ورغم إن ما يختلفون فيه هو محل اختلاف أصلا بين علماء الفقه الإسلامي ومع ذلك يقفون موقف المتصلب المتحجر لكنهم وفي الوقت نفسه يتصالحون مع من يريد ابعاد الدين عن حياة الناس العامة ، يتصالحون مع من يقر مبدأ الإلحاد والعلمانية والفجور والتفسخ ، ويرفعون أصواتهم عالية ضد من يختلف معهم في الفكر وحول فرعيات لا اتفاق حولها منذ الأزل – مثل الاحتفال بمولده صل الله عليه وسلم ، والتسبيح بالمسبحة والذكر عموما عند المتصوفة ..!!
يريد هؤلاء أن يتصالحوا مع العلمانية وفي سبيل عرض قليل من الدنيا (متوقع) أو (متوهم) ، وفي سبيل مقت خاص بكمال عمر رضو بأن يكونوا (أكسسري) للتنظيمات اليسارية التي أرادت أن تجعلهم بهارات لطبختهم النيئة ، رضوا بأن يكونوا (حيلة) يطلي بها اليسار على أدمغة الشعب السوداني لتضليلهم بقومية مشروعهم الدستوري الضال ..!!
صفوة القول
هؤلاء الذين أيدوا دستور لجنة محامي اليسار يعبرون عن موقف جديد من قضية كلية تسمى (قضية الدين والسلطة) ، فقد ظل الغرب يرفض الإسلام الذي يدعو إلى التحرر والانعتاق وإصلاح الحياة العامة للناس ، لذلك ابتدعوا ما أسموه بالإسلام الأمريكي ويعتبر ما يقوم به أنصار السنة والمؤتمر الشعبي ملمح جديد من ملامحه، وهناك عبارة شهيرة أطلقها رئيس جهاز المخابرات الأمريكية السي آي أي جيمس وولسي ، في العام ٢٠٠٦ حينما قال (سنضع لهم إسلاما يناسبنا ثم نجعلهم يقومون بالثورات فيتم انقسامهم على بعض لنعرات تعصبية ، ومن بعدها قادمون للزحف ومن ثم ننتصر.. ) وما أوردته في كلماتي هذه جزء يسير من مشهد عريض لا يسع المقال لحشد كل جوانبه ، والله المستعان.