بعد أكثر من اربعين يوماً من الحرب بين قوات الشعب المسلحة ومليشيا الدعم السريع، خرج للمرة الثانية الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة- رئيس مجلس السيادة الإنتقالي متفقداً جنوده مرتدياً (البارقيط) وحاملاً رشاشة.
تفقد البرهان جنوده المرابطين في أكثر من موقع خارج القيادة العامة، وبعيداً عن (غرفة ادارة العمليات) وكلهم حماس وقوة وتشق حناجرهم عنان السماء بالتكبير والتهليل مؤكدين جاهزيتهم لحسم التمرد.
فمن ناحية التوقيت ..خرج البرهان في اليوم السادس والأربعين للحرب وبعد إنتصارات كبيرة حققتها القوات المسلحة على التمرد يوم أمس الإثنين في أكثر من موقع، مما يؤكد سيطرة القوات المسلحة ودحر التمرد من وسط العاصمة وحتى وسط أمدرمان وبحري.
أما من ناحية المكان قد إختار البرهان تفقد جنوده في أكثر من موقع وخارج القيادة العامة ليدحض فرية اختبائه بالبيدرون الذي يتهمه حميدتي وشقيقه بالتحصن والإختباء فيه، وفي ذلك دلالة على التقدم والإنتصار في أرض المعركة.
لأول مرة ومنذ إندلاع المعارك يتحدث البرهان لجنوده مباشرة إذ كان في المرات السابقة يكتفي بالتحية والمعانقة والهتاف..ومن نبرات الحديث ولغة الجسد تظهر على البرهان دلالات الطمأنينة والثقة.
خلال مخاطبته لجنوده أشاد البرهان بوقفة الشعب السوداني مع جيشه مؤكداّ ان القوات المسلحة تخوض المعارك إنابة عن الشعب، وهنا خاطب البرهان الشعب الذي يرفض الهدنة رغم تبرير البرهان بأنها من أجل الشعب الذي يطالب الجيش بحسم المليشيا المتمردة لأنها أذاقت الشعب الأمرين بسلب ممتلكاته واحتلال منازله وسرقة سياراته واغتصاب حرائره وتدمير مؤسساته والاعتظاء على رموزه وتاريخه.
أشار البرهان إلى ان القوات المسلحة لم تستخدم القوة المميتة مع التمرد بعد لكنها ستضطر لذلك إذا لم ينصاع التمرد!! وفي ذلك رسالة واضحة بأن القوات المسلحة ستكشر عن أنيابها خلال الأيام القادمة التي ستكون عصية على التمرد من واقع حشود المشاة حول الخرطوم والعمليات النوعية التي تمت يوم امس وما سوف يتبعها من عمل نوعي قادم بلا شك.
دعا البرهان جنوده لعدم الإلتفات للشائعات التي يبثها إعلام المليشيا ويزعم فيها بأنهم يحاربون الكيزان.. وتساءل البرهان أين الكيزان؟!، وفي ذلك رسالة للمعارضة بالداخل التي تساند المليشيا تحت هذه الفرية وللخارج الذي يريد التدخل عبر فزاعة الكيزان الذين أصبحوا مثل قميص عثمان في معركة الحق والباطل.
ظهور البرهان ومخاطبته لجنوده اليوم فيه تحدي لقائد مليشيا الدعم السريع وشقيقه وقائد عمليات المليشيا اللواء المتمرد عثمان عمليات بأن قائد الجيش في الميدان وعلى قيادة الدعم السريع الخروج للميدان وتفقد جنودهم.
خروج البرهان اليوم له مابعده وفيه رسائل في بريد التمرد وسدنته من احزاب اليسار وعملاء السفارات وللخارج الذي ظل يدعم ويراهن على المليشيا المندحرة بإذن الله وقوة الجيش وارادة الشعب.