لا شك أن كل السودانيين يشعرون-تحت وطأة الحرب الراهنة- بكثير من الحزن والخوف. الحزن على ما وقع من ازهاق للأنفس ودمار للممتلكات وتشريد للأسر. والخوف من المستقبل المجهول الذي سيطل في مرحلة ما بعد الحرب.
وقد يتضاعف هذا الخوف نتيجة لما تفرزه أجواء الحرب من خطاب الكراهية والغضب، مع كثرة الاشاعات والأكاذيب، مما يجعل المواطنين يتبادلون الاتهامات، فتضعف الثقة بين الأب وبنيه، وبين الجار وجاره، وينهش بعضهم لحم بعض، فيقعون في دائرة العجز والتشاؤم والإحباط.
وعندئذ تكون الخطة “ب” للدعم السريع قد نجحت تماماً، وهى أن تتحول الحرب من مستوى الجراحة العسكرية الغليظة إلى مستوي الجراحة الاجتماعية العميقة-مع ما يترتب على ذلك من تمزق كارثي في النسيج النفسي المتسامح، وانحلال خطر في الرباط الوطني الجامع، وسقوط كامل للأواصر النفسية والاجتماعية التي يقوم عليها المجتمع.
لتجنب مثل هذا المصير، ولإحباط الخطة “ب”، علينا أن نربط على قلوبنا، وأن نعزز الثقة في أنفسنا، ونضمد جراحنا ونوحد صفوفنا لتعود الحياة الاجتماعية والسياسية إلى مسارات التعافي الوطني والتدافع السلمي.
ولا قوة الا بالله