البعدالاخر مصعب بريــر ايها الشعب السوداني .. آن أوآن إطعام فى يوم ذي مسغبة ..!

» يقول تعالى فى سورة البلد (أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة) صدق الله العظيم، و فى هذه الاية الكريمة يدلنا الله تعالى الى ضرورة اطعام الطعام فى حالات المسغبة ، العوز والجوع القاهر ، التى نعايشها الان بفعل هذه الظروف اللعينة ..

» هذة الدعوة الربانية تشمل كل ما يتصل باطعام الطعام من مدخلات لا ينفصل عنها حتى الاتجار بها أو استخدامها للتربح والتكسب كما يفعل تجار الحروب والازمات من رفع للاسعار أو تخزين أو اخفاء للبضائع والسلع بغرض رفع الاسعار من اجل الثراء السريع والعياذ بالله ..

» انها أيام التراحم والتكافل والايثار ايها الاحباب ، فالجميع الان فى المسغبة سواء ، نسأل الله الرحمة واللطف ، فيجب ان تكون هذه الأيام فرصة لأصحاب المال للتصدق ، ولاصحاب البضائع للتزكية ، ولاصحاب السلع للتراحم ، اليس هذا ما دعانا له الله فى محكم تنزليه ؟!

» فلنقتسم الطعام قل أو كثر ، رحمة فيما بيننا حتى يرحمنا الله من وافر فضله أمنا ، امانا ، سخاءا ورخاء بمشيئة الله تعالى ، وهو أرحم الراحمين ، ولنقدم الاسوة الحسنة لبعضنا بعضا سائلين الله ان يرفع عنا هذا المقت والغضب الذى نعيشه الان بما كسبت ايدينا ، وهو المولى ونعم النصير ..

بعد اخير :

عالميا يعتبر التراحم من مظاهر السلوك المحبب لدى اليابانيين في الأزمات، فاشتروا فقط ما يحتاجون إليه، تاركين لغيرهم الفرصة لسد حاجاتهم. هذا بالإضافة إلى احترام النظام العام. فلا فوضى في المحال، وتجلت قمة السلوك الإنساني لديهم في تضحية الأفراد بأنفسهم لإنقاذ الجماعة والرفق بالمنكوبين الذي تجلى في خفض المطاعم لأسعارها، وترك أجهزة الصرف الآلي على حالها، ومساندة الممولين للفقراء ودعمهم السخي للمؤسسات الإنسانية ومؤسسات الإغاثة. وعرف كبار السن في اليابان كما صغارهم واجباتهم تجاه المنكوبين بدقة وما يجب القيام به. وبرز لدى الجميع نوع من رادع الضمير. فحين تنقطع الكهرباء عن المحال التجارية كان الناس يعيدون ما بأيديهم إلى الرفوف ويخرجون بهدوء. ولا بد من التنويه بدور الإعلام الياباني المسؤول الذي أظهر قدرة فائقة على مواجهة الأزمات بتقارير هادئة ودقيقة. هكذا أثبت اليابانيون أنهم شعب راق يستحق كل التقدير والاحترام، وأثبت كفاءة عالية في مواجهة الأزمات وسرعة الخروج منها.

بعد تانى :

ونحن الان فى ظل أزمة قاسية على الجميع ، لن نخرج من عنق زجاجتها الا بالتراحم والتعاضد ، فالفوضى لن تجر علينا سوى مزيد من الخسائر والالام ، أيها الشعب السوداني المغلوب على أمره اليوم لا مخرج لنا من هذا الواقع المؤلم الا بإعلاء قيم المودة والتراحم أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة، فلا مكان اليوم لفش الغبينة أو الانتقام من الاخر أو الشماتة فيه ، ولنتذكر دائما باننا اخوة الوطن والمصير الواحد حاضرا ومستقبلا .. اللهم احفظنا فى ديننا ، اللهم احفظنا فى اوطاننا …

حسبنا الله ونعم الوكيل

اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا يا أرحم الراحمين
22 ابريل 2023م
musapbrear@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *