في حديثة لقناة كواليس..الخبير الإقتصادي د.عثمان الطيب برسي: سياسة التعويم ادخلت65% من المواطنين تحت خط الفقر..بنك السودان يقوده السوق الأسود..الكتلة النقدية التي تمت طباعتها في آخر (4)سنوات تساوي الكتلة النقدية لمجموع 15سنة.الدولار سيصل ألف جنيه في حال تشكيل الحكومة..

الخرطوم: خاص كواليس

وصف الخبير الإقتصادي د.عثمان الشيخ الطيب برسي تذبذب سعر الصرف خلال الأربعة سنوات الماضية بالكارثة الإقتصادية، وقال إن السلع التي كان يشتريها المواطن في العام 2019 تضاعف سعرها الآن لأكثر من ثمانية مرات مما تسبب في الضائقة المعيشية التي تعيشها البلاد.

وكشف د.عثمان برسي في حديثه لسلسلة البث المباشر لقناة كواليس في حلقة (تذبذب سعر الصرف الأسباب والحلول) أن المرتبات والأجور تضاعفت من (54) مليار في العام 2019…
إلى (3) تريليون و(375) مليار جنيه… واشار إلى أن عدد سكان السودان 47 مليون نسمة وعدد العاملين بالدولة 3 مليون وتسببت سياسة زيادة المرتبات في تضرر ٤٤مليون مواطن جراء سياسة الإنفاق الحكومي التي اتجهت سياسياً وإنحرفت إقتصاديا، وقال ان الحكومة إهتمت ب٣ مليون مواطن و(رمت) ال ٤٤ مليون مواطن في قارعة الطريق..

وأوضح د.برسي ان سياسة البنك المركزي لتحرير الصرف جاءت بلا دراسات وبلا احتياطات مسبقة، وشبه تلك السياسة بالطبيب الذي يجرى عملية دون القيام بالكشف الطبي اللازم.
وأشار د.عثمان برسي إلى ان تعويم الجنيه السوداني تم بلا دراسات، إذ تم تعويم الجنيه مقابل الدولار من 18جنيه في ٢٠٢١ .. إلى 600 في 2023إذ تم تخفيض الجنيه لنسبة تصل لمضاعفات الألف ..

وأوضح د.برسي أن الدول التي تتخذ سياسة التعويم تتحرك ضمن نطاق ضيق لايتجاوز 3ج أي بمعدل 1%الى 3%كحد أقصى..

وأوضح د.عثمان برسي إلى أن سعر الدولار الآن تجاوز ال600 جنيه مقابل الدولار مشيراً إلى أن السعر الحقيقي للدولار في السوق هو800 جنيه، وذلك لأن المستورد يبني دائماً على الزيادة ، فإذا وصل الدولار لأي سعر فإن التاجر سيزيد السلعة.
وكشف د.برسي أن المرحلة القادمة تعتبر طامة كبرى على البلاد لأن صندوق النقد الدولي سيطالب بأجراءات أخرى ستكون وبالاً على المواطن.

وقالد د.عثمان برسي إن السياسات التي إتخذتها الحكومة هي السبب الرئيسى في زيادة أزمة سعر الصرف التي تسببت في إدخال أكثر من 65% من المواطنين تحت خط الفقر.
وكشف برسي أن دخل الفرد في السودان إنخفض بما يعادل 1500 دولار ومعدل رفاهية المواطن إنخفضت بنسبة 600% وانتقد سياسة الإستدانة من النظام المصرفي وزيادة طباعة العملة خارج الموازنة، كاشفاً أن طباعة العملة تمت لتسيير دولاب الدولة.

وأكد د.برسي أن ميزانية تسيير موازنة قطاعات الدولة في العام 2019 كانت 35 مليار جنيه الآن وصلت لتريليونات الجنيهات.

وأبان أن القيادات السياسية والاقتصادية التي تسلمت السلطة منذ العام 2019 حققت أكبر زيارة في المعروض النقدي إذا قامت بطباعة ما يعادل كتلة 15 سنة سابقة في4 سنوات مما قاد للكوارث والإختلالات التي تشهدها البلاد.
وأبان د.برسي على أن طباعة العملة لم يسيطر عليها البنك المركزي والمركزي كسلطة سيادية لايملك قراره بإستبدال الأموال للتحكم في الأزمة وهندستها من جديد ..
وعن الحلول اللازمة لمعالجة سعر الصرف قال د.برسي أن 90%من الكتلة النقدية التي تمت طباعتها تسربت إلى إقتصاد الظل الذي ينشط في المضاربة والذهب والتهريب والذي يتحكم في سعر الصرف، وطالب بدعم القطاعات المنتجة بدلاً عن فرض وزيادة الضرائب على المواطن.
وأكد د.برسي ان بنك السودان الآن يقوده السوق الأسود وليس التكنوقراط من حملة الشهادات، وأن الإقتصاد غير خاضع لمنظومة الدولة الآن، ووصف ذلك بالفوضى الإقتصادية الكبيرة.. مضيفاً لذلك لا تتحكم المؤسسات في الإقتصاد بل يتحكم فيه التجار ولا بد أن يستعيد البنك المركزي شخصيته النقدية قبل إستعادة حتى المسار السياسي لأن ما يؤثر سياسياً ينبثق من الإقتصادي وليس العكس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *