يعمد الكثير من الناس،في هذا اليوم و على امتداد الكرة الأرضية على الاحتفال بما يطلقون عليه عيد الحب و ينسبونه للقدبس فالنتابن بزعمهم، و ما أكثر ما يزعم الناس هذه الأيام، و على الرغم من اختلاف الاراء و تباين وجهات النظر، ما بين مادح و قادح و ما بينهما، على الرغم من ذلك لا نجد حرجا في تناول الأمر من الناحية الطبية و النفسية للتعرف ليس على الحب و الذي اغنانا المغني عن ذاك حين قال:
ما بتعرف الحب
كنت تسأل عنو
ماكا شايف الناس
في سبيلوا بجنوا
و لكن سنتحدث في عجالة عن أمراض الحب و كيف يمكن أن يتحول لمرض و من نعمة لنقمة و يكون من الحب ما قتل!!
فالحب يودي لتغيرات فسبولوجية و عصبية و بايولوجية في الإنسان و بالتالي فإن أعراضه قد تشمل السهر، ضعف الشهية، التوتر، القلق، نقص الوزن لدى الذكور و السمنة لدى الفتيات و بالتالي فقد يكون الحب سببا في التعب و الإرهاق الجسدي و الحرقان و نوبات المصران العصبي و نقص المناعة و كثرة التعرض للأمراض.
كما أن الآخفاق في العلاقة العاطفية أو ما يعرف بالشاكوش في بلاد تسعين بالماية من قصص حبها مطرشقة، يقود الصدمة، فقدان الثقة، الخوف من الدخول في علاقات جديدة، التشاؤم من المستقبل، لوم الآخرين و الدبرسة و التي قد تدفع بالشخص للهجرة أو الانعزال أو حتى الانتحار بالقفز في النيل أو الشنق أو أي وسيلة اخري.
و في ذات السياق فإن الشك في طرف الحب الاخر يقود للمشاكل و الوسوسة و الاتهام المتواصل بالخيانة، رغم عدم وجود دليل على ذلك، و لكن تسيطر تلك الفكرة على طرف معين، تجعله يحيل حياة الطرف الآخر الي جحيم لا يطاق و قد يقود للقتل أو الاذى، الجسيم، حيث وجدوا في دراسات سابقة زوجا من بين كل أربعة أزواج بلقى، ختفه على يد زوجته بسبب الشك أو الخوف من الارتباط بأخرى.
كما نجد فكرة الحبيب الأول المسيطرة و التي توقفت في مخطتها حياة الكثيرين و الكثيرات و منعتهم من الحياة بصورة طبيعية و عدم القدرة على تجاوز تلك النقطة، رافعين شعار:
اخر حب و اول
و جنبا الي جنب، نجد ظاهرة الالتصاق العاطفي و هي الحب من طرف واحد، حيث يصر على التمسك بالطرف الاخر و غالبا ما يكون الفتاة، و ملاخقتها في، العمل و المدرسة و الجامعة، بل و المبيت أمام منزلها، و البكا و الصراخ أمامها و إيذاء نفسه أمامها، استدرارا لعطفها و حنانها، و استجداء لحبها، و ينتهي المطاف بهذه الحالة المرضية بأن بترصد ذلك المحب بمن احبها ليذبحها و يقتلها ثم يهتف بأنه يحبها من كل قلبه، ثم يقوم بالانتحار بنفس الوسيلة و يرتمي عليها، و عليه فإن الحب من أسباب الوفيات في البلاد و جرايم القتل و الاختفاء.
و لا يتوقف الأمر عند ذلك الحد بل يتجاوزه، للحب المرضى و الغيرة الشديدة و التي تقود للانفصال و الطلاق، عملا بمقولة
لما الريد يفوت خدو
ببقى، مصيرنا في يدو
و انتا ما عارف عيونك
لما تسرح وين بودوا
و في، هذه الحالة حيو دوا دون شك للمحكمة الشرعية و الطلاق للضرر.
و هناك أيضا المحرم، كالارتباط عاطفيا بالمتزوجين من الجنسين و هي الخيانة الزوجية بكافة اشكالها و صورها، و قد تكون بصورة مرضية و غير متحكم بها تماما، كما قيل:
و مجبور قلبي، بتعود
بعد ولف عليك بقسي
و انا الفارقت مرساكي
قبل أشواقي ما ترسي
اما عن الابتزاز العاطفي، و الإرهاب المعنوي و الاستغلال للطرف الاخر باسم الحب، فنيابة المعلوماتية خير شاهد على ذاك ببلاغات تصل لالاف من محبين سابقين و سابقات بالنشر لصور خاصة و تسجيلات فاضحة، و أشانة السمعة و السب و القذف، بعد أن أفضى بعضهم الي بعض و تواثقوا ميثاقا غليظا، حيث أن هذه الجرائم ذات طبيعة نفسبة بحتة.
هذا غيض من فيض، و أمثلة قليلة لباب واسع، لا يسع المجال لسبر كل اغواره و الخوض في دهاليزه و ان كنا بها عالمين و على، بيانها لمقتدرين، و لكنها دعوة التعافي، و معالجة هذه الاشكالات و غيرها و تقديم العون و المساعدة وفق المعايير الطبية و النفسية لمن يعاني منها او يكتوي بنارها.
و نختتم بما قالته رابعة :
احبك حبين حب الهوي
و حب لأنك اهل لذاكا
فإما الذي هو حب الهوي
فشغلي، بذكرك عمن سواكا
و اما الذي أنت اهل له
فكشفك لي الحجب
حتى اراكا
و ما الفضل في ذا و لا ذاكا لي
و لكن لك الفضل في ذا و ذاكا
و دمتم دوما متصالحين و متحابين.