منظومة “مامبا” في طريقها إلى أوكرانيا وزيلينسكي يؤكد التمسك بالمدينة “الحصن”

وكالات: كواليس
أعلنت وزارة الجيوش الفرنسية أن باريس وروما ستقدمان نظاما متطورا للدفاع الجوي لحليفتهما كييف، وفيما أعلن الجيش الأوكراني اليوم السبت التأهب الجوي العام، أكد الرئيس فولوديمير زيلينسكي أن بلاده لن تتخلى عن مدينة باخموت المحاصرة التي وصفها بالحصن.

وقالت الوزارة الفرنسية في بيان لها مساء أمس الجمعة إن باريس وروما ستقدمان لكييف في الربيع منظومة دفاع أرض-جو متوسطة المدى من نوع “مامبا” (Mamba) لمساعدة أوكرانيا “في حماية نفسها من الهجمات الروسية التي تستهدفها بطائرات مسيرة وصواريخ وطائرات”.

وأضافت الوزارة أن توفير هذه المنظومة يلبي الحاجة الملحة التي عبر عنها وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف لنظيريه الفرنسي والإيطالي، لحماية السكان المدنيين والبنى التحتية من الهجمات الجوية الروسية.

وأوضح البيان أن وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو أجرى الجمعة محادثة هاتفية مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو لوضع اللمسات الأخيرة على هذه الهبة العسكرية التي كانت مدار بحث خلال الأسابيع الماضية.

وفي بيانها قالت الوزارة إن “الوزيرين أنهيا المباحثات الفنية (…) المتعلقة بتسليم أوكرانيا في ربيع 2023 نظام الدفاع الجوي “سامب تي-مامبا” (SAMP-T Mamba). هذه أول منظومة أوروبية مضادة للصواريخ، تصميمها فرنسي-إيطالي مشترك”.

من جانبه، أكد وزير الدفاع الأوكراني أن فرنسا وإيطاليا قررتا تسليم أنظمة الدفاع الجوي “سامب تي-مامبا” إلى الجيش الاوكراني. وقال ريزنيكوف في تغريدة له على تويتر إن هذه الأنظمة ستساعد كييف في إنقاذ آلاف الأرواح مما وصفها بالهجمات الإرهابية الروسية وفي إغلاق السماء فوق أوكرانيا، بحسب تعبيره.

ومامبا منظومة رديفة لنظام باتريوت الأميركي نشرت في رومانيا لحماية ميناء كونستانتا الإستراتيجي على البحر الأسود، وهي تستخدم لحماية المواقع التكتيكية الحساسة مثل المطارات والموانئ، من مختلف التهديدات التي قد تتعرض لها.

ومنذ أشهر تطالب كييف بتعزيز دفاعاتها البرية ضد الهجمات الجوية، لا سيما بعدما استهدفت القوات الروسية بواسطة مسيرات إيرانية مفخخة الكثير من البنى التحتية الأساسية في أوكرانيا، وفق ما تقول الأخيرة.

Ukraine’s President Zelenskiy and Denmark’s PM Frederiksen visit Mykolaiv
زيلينكسي أكد تمسك بلاده بمدينة باخموت التي تحاصرها القوات الروسية منذ أسابيع بغية السيطرة عليها (رويترز)
“لن نتخلى عن باخموت”
في سياق متصل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الجمعة إن أوكرانيا لن تتخلى عن مدينة باخموت المحاصرة في شرقي البلاد.

وقال في ختام قمة للاتحاد الأوروبي وأوكرانيا عقدت في كييف: “سنحارب طالما أمكننا ذلك”، واصفا باخموت بأنها “حصن”.

ومنذ أشهر تحاول القوات الروسية انتزاع باخموت الإستراتيجية من القوات الأوكرانية، وذلك بدعم من مسلحي مجموعة “فاغنر” الأمنية الروسية، وتواردت أنباء قبل أيام عن نجاح القوات المهاجمة في تطويقها بشكل كامل.

وجدد زيلينسكي دعوته بتقديم أسلحة أكثر وأقوى لمواجهة هجمات موسكو. وقال إنه “كلما كان لدينا المزيد من الصواريخ بعيدة المدى، وتجهيز أفضل لمدفعيتنا، كان إنهاء العدوان الروسي أسرع وتوافرت حماية أكبر للأمن والحرية الأوروبية”، وفق تعبيره.

وطالب بروكسل بفرض عقوبات أكثر صرامة على روسيا، وقال “نحن مهتمون بألا تحصل روسيا على فرصة لإحياء صناعة السلاح الخاصة بها”، مضيفا أن الإجراءات العقابية لم تفعل حتى الآن سوى إبطاء الجهود الروسية.

وتابع “إذا كان هناك تسليم أسرع لشحنات الأسلحة، وأسلحة ذات مدى أبعد، فلن نتراجع فقط عن باخموت، بل سنبدأ في تحرير دونباس المحتلة منذ عام 2014”.

تطورات ميدانية
وبينما تتواصل المعارك في الجبهة الشرقية، ولاسيما في باخموت، قالت هيئة الأركان الأوكرانية اليوم السبت إن القوات الروسية شنت خلال الساعات الماضية 20 غارة وأكثر من 90 رشقة صاروخية على مقاطعات عدة، لا سيما خيرسون وزاباروجيا وميكولايف (جنوب) وخاركيف (شمال شرق)، مما أوقع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.

وأضافت هيئة الأركان أن مناطق عدة في خيرسون وزاباروجيا تعرضت لقصف مكثف طيلة الليلة الماضية، في حين توقفت خدمات الماء عن مناطق واسعة في ميكولايف بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية المدنية نتيجة القصف الروسي.

كما أفاد مراسل الجزيرة نقلا عن الجيش الأوكراني بأن قواته واصلت غاراتها الجوية على مواقع تمركز القوات الروسية ومنظوماتها الصاروخية، خصوصا في خيرسون وزاباروجيا، إضافة إلى تدمير مخازنِ ومستودعاتِ للذخيرة.

في هذه الأثناء، قال الجيش الأوكراني اليوم السبت إن روسيا تخطط لهجوم واسع في مقاطعة زاباروجيا بحلول الذكرى السنوية الأولى للحرب التي بدأت في 24 فبراير/شباط 2022.

واتهمت الإدارة العسكرية الأوكرانية في زاباروجيا القوات الروسية بتنفيذ أكثر من 150 هجوما على 26 منطقة على امتداد خطوط التماس.

من جهته، قال مراسل الجزيرة إن الجيش الأوكراني أعلن اليوم السبت حالة التأهب الجوي في عموم البلاد بسبب إقلاع طائرة حربية من أراضي بيلاروسيا التي تخشى كييف أن تكون منطلقا لهجوم روسي جديد من الشمال.

تشغيل الفيديو
مدة الفيديو 03 minutes 00 seconds
03:00
الانضمام للاتحاد الأوروبي
سياسيا، تعهد الاتحاد الأوروبي بدعم أوكرانيا في مساعيها للانضمام إليه، خلال القمة الأوروبية الأوكرانية التي عقدت في كييف أمس الجمعة. وقال الاتحاد في بيان له عقب القمة، إنه سيتخذ مزيدا من الخطوات بمجرد تلبية جميع الشروط.

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني إن هدف بلاده واضح، وهو بدء المفاوضات بشأن عضويتها في الاتحاد الأوروبي. وأكد أن كييف لن تُضيع يوما واحدا للتقدم نحو الانضمام للاتحاد. وجدد طلب حاجة بلاده للأسلحة بعيدة المدى، لقدرتها على تسريع حسم المعارك، وفق تعبيره.

وقال الرئيس الأوكراني إن هناك تفاهما حول إمكانية بدء مفاوضات حول عضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي العام الجاري.

ورغم التصريحات المتفائلة لزيلينسكي ببدء المفاوضات لانضمام كييف للاتحاد فإن التكتل الأوروبي يضع شروطا ليست بسيطة أمام أي دولة ترغب في الانضمام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *