خلاصة القول (1) .. في الرد على تقرير ( مغالطات سؤال من أطلق الرصاصة الأولى بين الجيش و”الدعم السريع”).. يحيى محمد عثمان هاشم

تقول العرب في وصف حديث كذوب بمقولة كذبة بلقاء ،، ولعل المصطلح أخذ تداولا في فضاء السياسة السودانية من كتابات الدكتور منصور خالد في سفره الباذخ النخبة السودانية وإدمان الفشل ،، ولعل الوصف ينطبق على ما نشر من تقرير في صحيفة الموقف بتاريخ 6 يوليو بعنوان مغالطات سؤال من أطلق الرصاصة الأولى بين الجيش والدعم السريع ،، وإذ كان اهل الفلسفة والمنطق تحدثوا عن مصطلح علمي سموه بالمغالطات المنطقية كمنهاج علمي فأقل ما يوصف التقرير بأنه يعج بالمغالطات الغير منطقية ولا صلة لها بالعقل والتدبر وشحذ بالمعلومات الكذوب التي حاول الكاتب تسويقها وتصديرها للقارئ ،، وهي تحمل بين طياتها تبني كامل لرواية وسردية التمرد حتى يظن الظان لأول وهلة أن الكاتب من ضمن أعضاء مكتب إعلام التمرد هذا إن أحسنت الظن به على اسوأ الفروض والاحوال ،، ففي سوق مخل للاحداث يبتدرها الكاتب بذكر اجتماع جرى بين ما سماه القوى السياسية و الرباعية ورئيس مجلس السيادة الانتقالي ونائبه في تلك الفترة محمد دقلو واتفقوا على معالجة وجود القوات المصرية في مروي ثم أردف حديثه بأن هنالك ميقات ثان معد لعقد لقاء بين الطرفين للوقوف على الخطوات النهائية لذلك وعندما لم يحضر البرهان اللقاء ،، اعتبره حمديتي تنصلا مما أسماه هو إتفاق وذهب بقواته إلى مروي ،، هذه التخرصات التي ذكرها الكاتب تحمل شكلا من التبرير للفعل الآثم الذي قام به دقلو فالمتابع الصادق للأحداث يعلم أن تحركات حمدان دقلو إلى مروي هي الخطوة الأخيرة للانقلاب ولم تكن الأولى في سلم التخطيط والأولوية وهي ذاتها كانت على مرحلتين نأتي لا حقا لذكرهما ،، فالمراقبون كانوا يتابعون تحركات قوات الدعم السريع في مارس الماضي وتحديدا في يوم 15 مارس والذي لوحظ فيه دخول عدد ضخم من الشاحنات محملة بالافراد والجنود إلى داخل الخرطوم وتم توزيعهم بعد ذلك على مناطق عسكرية كانت خاضعة حينها للدعم السريع في شمال منطقة كرري بمعسكر سركاب وبعضا منهم وزعوا في أرض المعسكرات سوبا والمدينة الرياضية وهو ما فسرته بعض الأقلام المأجورة بأنها قوات معدة للذهاب إلى اليمن ضمن التفويج القائم منذ أعوام ضمن ما عرف بعملية عاصفة الحزم التي تقودها المملكة العربية السعودية في اليمن ،، ثم تبع ذلك شحن المدرعات من قاعدة الزرق في غرب السودان إلى الخرطوم العاصمة والشمس في رابعة النهار وأمام المارة والعامة فماذا يريد منا الكاتب أن نفهم من هذه المشاهد التي تعبر عن صلف و وقاحة حميدتي في عدم انصياعه لأوامر الجيش في مثل هكذا تحركات تتم وفق ضوابط معلومة لأهل العسكرية ، ايعقل أن يكون ذلك تحت مظلة تبديد المخاوف !! عجبي ..ثم تأتي خطوة مروي والتي صاغها الكاتب ك صك براءة لطفل وديع هو حميدتي مبررا تحركه بمخاوف تنتابه وهو قول مردود عليه لأننا كان بإمكاننا أن نقبل هذه الفرضية الكذوب إذا اكتفى قائد التمرد بتحريك الفوج الأول من متحركاته القتالية إلى مروي في يوم 10 أبريل والتي قدرت حينها بنحو 110 سيارة دفع رباعي محملة بالأسلحة الثقيلة الهجومية ،، ثم أتبع ذلك في فجر يوم 13 أبريل بإرسال تعزيزات عسكرية إلى محيط مطار مروي بما يقدر ب 75 عربة قتالية رباعية الدفع محملة بما لذ وطاب من أسلحة ثقيلة وذخائر ،، ثم يأتي بعض الدهماء ليحدثونا عن إطلاق الرصاصة الأولى ،، و سكتوا عن أحداث كثيرة سابقة و متوالية متتالية كلها كانت تشير إلى نية مبيتة بالاعداد لحرب مسرحها الخرطوم وهذا ما لا ينتطح عليه عنزان ولا يختلف عليه إثنان .. قولنا هذا صرح به السيد مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي والذي كان ضمن لجنة تضم في عضويتها مني مناوي وجبريل إبراهيم محاولة منهم لنزع فتيل الأزمة الا أنهم واجهوا تعنتا وتنصلا عن الالتزامات من قبل حميدتي رغما عن وعوده الكذوب وهو أمر مشاع عنه ،، والعكس من ذلك تماما مما خطه قلم الصحفي وما قاله قبله المدعو خالد سلك أن الفريق أول البرهان وافق على لقاء حميدتي والذهاب إليه في منزله في حي المطار والذي كان في تلك الفترة أشبه بثكنة عسكرية وذلك بعد الصلف الذي أبداه المتمرد عن تمنعه للقاء رئيس مجلس السيادة الانتقالي في القصر الجمهوري أو ببيت الضيافه الملحق بالقيادة العامة لقوات الشعب المسلحة والذي تم إلغائه نظرا لسوء النية المبيت من قائد التمرد بتحريك قواته في مروي ولم تلبث أن نجحت مساعي لجنة عقار ومناوي وجبريل في تحديد ميقات السبت لعقد اللقاء في صبيحته بتمام الساعة العاشرة صباحا وهو ما عده كثيرون بعد اندلاع الأحداث أن حميدتي كان يريد من ذلك اللقاء مصيدة لرؤوس عدة اولها الفريق أول عبدالفتاح البرهان وعضوي مجلس السيادة الانتقالي الفريق الكباشي والفريق ياسر العطا وإن تمكن من رقاب ثلاثي المصالحة فتلك عشرة كاملة بحكم أنهم ما كانوا يوالون مساره الذي اختطه لنفسه ،أما قضية الاستعداد العسكري للقوات المسلحة التي خطتها يد الكاتب والتي تتلمس فيها اتهاما خبيثا واستفهاما مغلف بالإدانة عن رفع حالة الاستعداد داخل القوات المسلحة وهو ما يثير الضحك والقهقهة حد بيان النواجذ عن جهله بطبيعة اللوائح الناظمة للجيش والضوابط الحاكمة في مثل هكذا أوضاع و مع انه امر مشروع في ظل تواتر الشواهد والأدلة والبراهين ليس في مارس الماضي فقط بل قبل أعوام خلت عن تخطيط ونية مبيتة لحميدتي للاستيلاء على السلطة بالقوة المسلحة ،، إلا أن الكاتب يبدو أن له رغبة خفية لا يظهرها أن يبادل الجيش سوء الفعل الفاضح من الدعم السريع بمد الخد الأيسر للصفع بعد فراغه من صفع الخد الايمن ،، ورغما عن كل ذلك ما كانت الأوضاع داخل الجيش تشير إلى حالة استعداد قصوى بخلاف البيان الذي صاغه العميد نبيل عبدالله الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة بعد إرسال التعزيزات العسكرية لحصار مطار مروي وهو ما تؤكده شواهد اليوم الأول للتمرد باقتحامه لبيت الضيافة حيث كان الفريق أول البرهان ينتظر حضور حميدتي بصحبة عقار ومناوي وجبريل إبراهيم .المفاجأة التي اطلت على وجوه أفراد الحرس الرئاسي المكلفين بحماية البرهان في صبيحة ذلك اليوم بذلك الهجوم الضخم باكثر من مائة عربة قتالية تقدمها آلية ثقيلة (بلدوزر) لهدم جدار بيت الضيافة المطل على حي المطار بالجهة الجنوبية ، وتسارعوا بعد ذلك وتعاهدوا على حماية الرجل حتى الرمق الأخير وهو ما كان قولا وفعلا باستبسال اسطوري انتهى باستشهاد 35 عنصرا من الحرس الرئاسي على رأسهم قائدهم برتبة العقيد اسمه أحمد الإمام ،، بل كثير من المتحدثين المختصين بالشأن العسكري من خلال شواهد حول القيادة العامة قبل أيام من الإنقلاب لم تكن تشي بكثير استعداد أو تجهيز لحدث ما قادم وهو ما جهل تقديراتهم عن حجم الاستعداد لا تتجاوز 30% بل حتى حديث بعض الجند المتواجدين في المعسكرات في أوضاعهم الاعتيادية تفاجؤا باتصالات تنهمر على هواتفهم من الأهل والاقارب تتحدث عن هجوم عسكري في الخرطوم ولم تكن لديهم أدنى معلومة عن ذلك وهو ما ذكره الشهيد عثمان مكاوي في حديث له أول أيام الحرب ،، بالمقابل تجهيزات حميدتي تحدث عن نفسها وتشير أن هاا أنا ذا بل في صبيحة ذلك اليوم اتجه حميدتي إلى القصر الجمهوري بصحبة عدد ضخم من القوات المدججة بالسلاح وهنا كان من الاجدى أن يطرح بعض اهل الباطن أسئلة للإجابة ،، ما الداعي لأن يذهب حميدتي إلى القصر في صبيحة ذلك اليوم ولم يذهب إلى بيت الضيافة كيفما اتفق وهو ما يدلل على أن ذهابه للقصر لم يكن خبط عشواء ولا ضرب الصدفة المحضة التي اطلت على عقله العبقري بضرورة التوجه إلى القصر بل كان تخطيطا مسبقا معدا بعناية اذا كان عليه أن يلقي البيان المكتوب بواسطة قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي بعد السيطرة على الأوضاع في القيادة العامة وفقا لما هو معد سلفا ?!! سيجيب أحدهم بأن هنالك اشتباك وقع أمام القيادة العامة للجيش ولم يكن بوسعه الذهاب الى القيادة العامة ،، وهو ما نبادله باستفهام آخر لماذا لم يذهب إلى مقر قيادة الدعم السريع لاستجلاء الأمر على حقيقته وإذا قلنا إن الوضع الأمني في كامل محيط القيادة كان معقدا كان بإمكانه وفقا لجغرافيا منزله بحي المطار أن يذهب لمكتب الدعم السريع بحي الخرطوم 2 أو يذهب مقره بشارع المطار أو أن يطل على مجموعته في مبنى هيئة العمليات شرق مطار الخرطوم الدولي وهي كلها مناطق ما كانت حينها مكان اشتباك لماذا ترك كل ذلك خلفه وذهب إلى القصر مرتديا لأمة الحرب .ذكرني ما اختط على يد الصحفي وتبنيه بالمطلق رواية التمرد وسرديته الكذوب بمقولة الاديب الروسي دوستويفسكي عن الكذب بقوله ( لقد كان فيك منذ البداية شيء من الكذب ،ومن كان الكذب بدايته فلا بد أن يكون الكذب نهايته )وما اكذب حميدتي ومن معه من ساسة خرق ( جمع اخرق ) وما افضح لسانهم . نواصل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *