عبد الرحمن أحمد البشير يكتب: هل السودان ولاية أمريكية؟


▪️لا تزال الولايات المتحدة الأمريكية تتعامل بذات اللغة الإستعلائية بإعتبارها سيدة العالم ويحق لها التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وهذا الأسلوب هو الذي أفقدها حضورها السياسي في أفريقيا بصورة عامة والسودان على وجه الخصوص وجعل روسيا والصين تسحبان البساط منها وتصبحان حليف قوي للسودان ومعظم الدول الأفريقية نسبة لإنتهاجهما سياسة خارجية تحترم سيادة الدول ولا تتدخل في شؤونها الداخلية، فروسيا والصين لا يعنيهما نظام الحكم في الدولة أو طريقة حكمها فهذا تعتبرانه شأن داخلي من حق الدولة وشعبها، أما أمريكا فتعتبرنا دولة ضعيفة خاضعة لها وينبغي أن نظل في هذا الخضوع والخنوع مدى الحياة.
▪️بتاريخ 17/9/2024 قال المبعوث الأمريكي للسودان توم بيرييلو أن القوى التي لا تريد ذهاب الجيش للمفاوضات هي حزب المؤتمر الوطني لأنه يريد العودة للحكم، وقد أراد هذا المبعوث أن يقول أن المؤتمر الوطني مسيطر على الجيش وهو لا يعلم أن هذه الدعاية قتلت بحثاً وقولاً وما عادت تنطلي على الشعب السوداني.
▪️هذا التصريح الخبيث يعد إنتهاكاً صريحاً لسيادة السودان كدولة مستقلة، فالسودان ليس ولاية أمريكية ليتحدث المبعوث الأمريكي عن قضاياه الداخلية بهذا الشكل وعلى أمريكا أن تحترم مبادئ الأمم المتحدة ومواثيقها الدولية التي تساوي بين الدول وتمنع التدخل في شؤونها الداخلية، لكن هذا السلوك ليس جديد على أمريكا ومبعوثيها فهي التي تدخلت في العراق وقامت بإحتلاها وتدمير بنيتها وقتل شعبها بكذبة (السلاح النووي) فعندما تم إحتلال العراق لم نجد هذا النووي إلا في كتب مكتبات العراق المدمرة المليئة بالثقافة والعلم وسير العلماء ومن بينهم الإمام النووي.
▪️وهكذا حال الأمريكان يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يقولون شيمتهم الكذب والتضليل وزرع الفتن داخل المجتمعات ليسودوها ويسوسوها بعملائهم وفكرهم ومنهجهم الذي لا يعرف للقيم طريق ولا للديمقراطية وجهة.
▪️المبعوث الأمريكي الجنجويدي أراد بهذا التصريح أن يعضد دعاية ورواية التمرد المتفق عليها بينهم في الغرف المظلمة فهما وجهان لعملة واحدة.
▪️هذا المبعوث لا يريد للمؤتمر الوطني العودة للحكم لكنه لا يمانع أن تعود مليشيا حميدتي وحاضنتهم السياسية للحكم، بل يعمل ليل نهار لإعادتهم للمشهد السياسي لتكمل أمريكا مسلسل إستعمارها وحكمها للسودان.
▪️ تريد أمريكا إعادتهم للحكم رغم الابادة الجماعية التي نفذوها في الشعب السوداني، تريد إعادتهم ليقدموا لنا الديمقراطية الأمريكية التي شاهدناها في العراق وليبيا وسوريا واليمن وفلسطين والصومال ونشاهدها ونعايشها يومياً في السودان.
▪️لنسأل أنفسنا لو صرح سفيرنا في أمريكا في الإنتخابات الأمريكية أو أي شأن داخلي يخص الأمريكان ماذا ستفعل أمريكا؟ الإجابة بلا شك أن سفيرنا سيطرد في ليله وسينام ليلته في الطائرة التي ستقله إلى أقرب دولة للسودان، لأنه تدخل في شأن دولة مستقلة كاملة السيادة بل سيدة العالم بأثره رغم أنفنا.
▪️ختاماً لم يرفض الجيش التفاوض بل ذهب للتفاوض وفاوض المليشيا في جدة ووقع معها إتفاق مشهود وبحضور أمريكا ودول العالم فرفض الدعم سريع تنفيذ الإتفاق لأنه لا يلبي طموحاته وطموحات أمريكا والإمارات وعملائهم فصنعوا منابر تفاوض جديدة لإبتلاع الجيش والسودان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *