*فى مناسبة زواج نجل المهندس صلاح قوش وجدت الأستاذ محمد وداعة القيادي بحزب البعث الكاتب الصحفي المعروف، وتجمع وداعة علاقة خاصة بقوش للدرجة التى تجعل نصف أسرار التغيير الذي حدث في 11 أبريل 2019 لدى وداعة سيما وأن الأخير كان حضورا ومرتبا للاجتماع الخطير والأخير والذي جمع قوش ومولانا أحمد هرون إلى الإمام الصادق المهدي ويحى الحسين في 10 أبريل -أي قبل ساعات من التغيير الكبير.
*ما أن رأيت الأستاذ وداعة حتى انتحيت به جانبا وسألته قوش همس ليك بشنو بعد نهاية الاجتماع ومغادرة الجماعة، فضحك وداعة مندهشا وقال لي -(انت حقو الموضوع ده تعمل منو كتاب!)، وسأعود لباقي الحديث فى السطور التالية.
*مناسبة نجل المهندس قوش ضمت إلى جانب والد العروس الفريق كمال عبد المعروف أحد صناع ورموز تغيير 11 أبريل 2019 أيضا جاءت بحضور نوعي شمل الأمير عبد الرحمن الصادق والناظر ترك والسيد أبو قردة والمهندس مسار وآخرين من ذات القيادات السياسية المعروفة بالآراء والمواقف المستقلة.
*أكثر ما لفت انتباهي الحضور البارز لقيادات جهاز أمن دولة جنوب السودان والذين عملوا في السابق رفقة المهندس صلاح قوش في جهاز الأمن والمخابرات الوطني قبل انفصال الجنوب وتأسيسهم لجهاز أمن للدولة الجديدة دون أن ينسوا العلاقات القديمة، ولقد كان حضورا لافتا وبارزا وعميقا.
*مسرح كبير أعد وسط الصيوان لفناني الطنبور، وكان أغلب الحضور من أهلنا الشايقية، ولقد ملأ الدنيا وشغل الناس حديث الأيام القليلة الماضية لفنان الطنبور الأبرز محمد النصري والذي قال إنه سيكون في مقدمة مستقبلي صلاح قوش حال عودته للسودان، ومع الطنبور كانت هناك مجموعة تمدح المصطفى عليه الصلاة والسلام والبعض يبشر عليها هاتفا (عاش أبو هاشم)، وعرفت أنهم من الطريقة الختمية التى ينتمي إليها والد العريس السيد صلاح قوش، الذي حرص على ما يبدو على دعوة الحضور شخصيا، وكان لابنه ما أراد من عزة، وكان العرس استفتاءا للمواقف وللرجال وعرضا للأحوال.
*كان لافتا أيضا حضور نجوم الصحافة والإعلام، وكان الحضور الأميز بينهم للأستاذ عبد الماجد عبد الحميد والذي كان ولا يزال يصف ما قام به المهندس صلاح قوش وأعضاء اللجنة الأمنية بالخيانة، بل سبق لعبد الماجد أن تصدى بالحديث لصلاح قوش في آخر اجتماع دعا له الأخير رؤساء تحرير الصحف، وهو الاجتماع الذي قال فيه قوش إن البشير لن يترشح في 2020م وأنه سيقف على مسافة واحدة من الأحزاب وأنه- أي البشير -سيقود عملية الانتقال، وهو القول الذي اعترض عليه يومها عبد الماجد سائلا قوش عن موقف الحركة الإسلامية، وكاد الأمر أن يتحول الى ملاسنة بين الاثنين لولا أن أدركتنا صلاة المغرب وذهبنا بعدها للقصر وسمعنا من البشير قولا على غير ما قال لنا قوش وبقية القصة معروفة!.
- على ذكر القصة وبقيتها أعود للحديث الجانبي في مناسبة عرس نجل صلاح قوش مع الأستاذ محمد وداعة والذي ذكر لي أن قوش قال له (ح نعلمها) -اي (ح نقلب الحكومة) وقالها بالإنجليزية بعد أن طلب من وداعة عدم إخبار الإمام الصادق المهدي قبل الساعة الخامسة من مساء نفس اليوم أي يوم الاجتماع في 10 أبربل، ورغم صخب مكان المناسبة بالتبريكات وحرص الغالبية على تهنئة قوش عبر محادثات الفيديو، إلا أن وداعة ختم حديثه معي بعبارة مهمة وهي: أن جميع الأسلحة كان قد تمت السيطرة عليها قبل 11 أبريل فيما عدا سلاح المدرعات.
*مناسبة حديثي مع السيد وداعة في تلك الأجواء أن هاتفا كان قد جاءني بعد منتصف الليل قبل أيام وحدثني المتصل بإنه تابع حواري مع الأستاذ يحى الحسين على قناة البلد، وأن لديه بعض المعلومات بحكم أنه كان من شخصيات تأمين اجتماع قوش مع الإمام الصادق والبقية في شقة الأمير عبد الرحمن الصادق، ومن تلك المعلومات أن قوش كان قد رجع للشقة بعد انتهاء الاجتماع ومغادرة الجميع بحجة أنه قد نسي نظارته ولكنه في الحقيقة كان يريد الحديث إلى وداعة في أذنه، وقد حدثه بالفعل بالانقلاب على السلطة على النحو الذى جرى ومن خلال حديثي مع المتصل ما بعد منتصف الليل قال لي إن الإمام الصادق المهدي رحمه الله كان قد جاء للاجتماع مع قوش ملثما بشال يخفي وجهه وهو يرتدي الزي الرياضي الكامل، ولقد طلب قوش تغيير مكان الاجتماع في شقة الأمير عبد الرحمن بعد أن عرف ضابط جهاز الأمن الذي يقوم بتأمين ذلك الإجتماع ان أحد العاملين في قناة العربية يقيم في شقة مجاورة، ولكن الإمام الصادق أصر على قيام الاجتماع في شقة عبد الرحمن وهو ما قد كان.. ومن المعلومات المثيرة أيضا أن السيد عمر الدقير كان قد وصل إلى مكان الاجتماع مع قوش لكنه قدر في آخر لحظة أن يغلق تلفونه ويغادر المكان من دون أن يدخل للشقة حيث كان الحضور في انتظاره، وقبل أن أغلق أنا التلفون أقول إن قوش كان قد التقى الإمام بالملازمين قبل يومين من مغادرته للسودان وأوصاه بالعمل مع حميدتي والحذر من اليسار!.