قبل شهرين كتبت:(( أن أي محاولة لفرض تسوية ثنائية تؤسس لعزل واقصاء مكونات حقيقية وتيارات أصيلة لها عمق وجذر في المجتمع السوداني)) لن تنجح وستقود إلي هدم المعبد كله وإشعال البلاد٠٠
قلت يومها باختصار أن أول ردة فعل ستكون إغلاق المؤاني وقطع طريق شريان الشمال وحصار حقول النفط واعتصام القصر٠٠
لم نكن نرجم بالغيب وإنما اعتبرنا بعبرة التاريخ التي سجلت يومها مطالبة الشعب السوداني كله بحل حكومة قحط وذهاب لجنة التمكين ولما لم يستجيبوا وصموا آذانهم عنها كان إغلاق الشرق واعتصام القصر ومحاصرة حقول البترول وقطع طريق شريان الشمال وكذلك طريق الفاو– القضارف٠٠
هاهو التاريخ يعيد نفسه وبذات الطريقة فقد تعنت البرهان وحميدتي رافضين الاستجابة لنداء الشعب بضرورة عقد مصالحة وطنية شاملة لا تستثني أحداً٠٠ مزعنين لتوجيهات فولكر٠٠ مستجيبين لتعليمات تلك الدول التي لا تريد خيراً للسودان ولا لأهله٠٠
النتيجة أن الفريق ضرار أحمد ضرار أغلق الميناء الجنوبي وسيتبعه إغلاق لتلك المناطق المذكورة آنفاً٠٠هي الشرارة إذن ضد الطاغي البغي فولكر قد بدأت وستستعر جذوتها حتي تصل مرحلة الحريق الكامل٠٠
يومها سيرتفع سقف المطالب أوله طرد فولكر وآخره محاسبة كل من وقع علي هذه التسوية التي أشعلت نيران الفتنة وقضت علي استقرار البلاد٠٠حاضرة: نجح الرويبضة ياسر عرمان في جر حميدتي ((للفخ)) بتوجيه من المخابرات الأجنبية التي تري ضرورة القضاء على الدعم السريع وتذويبه في الجيش ومن ثم إحالة حميدتي بعد ذلك للمعاش٠٠ثانية: ما تبني الرويبضة عرمان أمراً إلا وكتب الله له الفشل فهو صنو للفشل والسقوط والوحل٠٠
أخيرة: طرده باقان أموم من الحركة الشعبية وعبدالعزيز من قواته وكذلك مالك عقار من حركته وقحط من قواها والآن مع حميدتي فإما أن ينتهي الأمر بالطرد أو سيجد حميدتي نفسه فريقاً بالمعاش بعد دمج الدعم السريع في القوات المسلحة٠٠
قواتنا المسلحة مصدر قوتنا وشموخنا وعزتنا وبطولتنا بتاريخها التليد وتقاليدها الراسخة لن تقبل أن تكون جزءً من عبث السياسة وألاعيب السياسيين فلها قانون واضح يحدد الترقيات و((التراتيبية العسكرية))٠٠
خاصة جداً : خبث الرويبضة عرمان يفوق ((طيبة)) الرجل ويتفوق عليها٠٠