الذي يظن ان ما حدث امس تسوية سياسية تنهي حالة الاحتقان وتعيد الامن والاستقرار فهو اما جاهل او متجاهل لحقيقة الواقع او يحاول زراعة الوهم وسط الناس ليصدقوه٠الناظر بعين فاحصة لحقيقة تركيبة الجيش السوداني يجد ان اغلبهم ضد العلمانية لذلك فان البرهان في هذا الاتفاق لا يمثل ارادتهم الحرة وكذلك حميدتي لايمثل منسوبي الدعم السريع في قبول دستور علماني او حكم الدولة وفق رؤية الجهات الخارجية واجندتها العلمانية وكذا الحال ينطبق على المكون المدني والذي يدعي زورًا وبهتانا انه يمثل الشارع وفي ذات الوقت يرفض الشارع التسوية السياسية ٠ظل المشروع الخارجي يستخدم ادوات نافذة وشخصيات بارزة ولكنها علي المدي القريب فقط تصلح لهذا الدور ولكنها مؤقتة ولن تستطيع الصمود لفترة وجيزة ٠الرباعية واعوانها ليس لديهم المام كافي بتركيبة الشعب السوداني وثقافته الدينية وتاريخه في النضال ضد الأجانب وثورته ضد الطغاة والظالمين ورفضه للوصاية ٠ان قضية تسويق هذه التسوية المعيبة امر مستحيل في ظل عدم رضا من كافة الاطراف ٠السؤال الذي يطرح نفسه لماذا اصلا هذه التسوية الكذوب والتي تكرس لتيار سياسي بلا سند جماهيري ولا رؤية فكرية محددة ولو كان لهذا الفصيل السياسي اي سند جماهيري لذهب الي الانتخابات مباشرةً ٠الغريب العجيب في الامر الجيش قبل ان يكون ياسر عرمان احد المفكرين الذين يرسمون شكل الاتفاق الاطاري ويكون له سهم في صياغة بنوده ٠ان قواعد الدستور الانتقالي تتنافي مع قيم وشيم الشعب السوداني وان صمت اليوم فلن يصمت غدا وكذلك القوي النظامية التي تعلي من قيم دينها وتقاليد مجتمعها ٠خلاصة القول ان هذا الاتفاق عبارة عن كذبة ديسمبر ولن يصمد ولن يمضي الي الامام خطوة واحدة ٠هذا الاتفاق ولد ميت وليس لديه ما ينهض عليه لانه اهون من بيت العنكبوت ويفتقر لابسط المقومات الاساسية ويفتقر للسند الجماهيري الذي يعبر عن رغبة المجتمع في دولة يسود فيها التسامح وركائز الإسلام ودعائم التنمية الشاملة ٠والله ولي التوفيق