وكالات : كواليس
علاقة ثقافية قديمة تلك التي تجمع شبه الجزيرة العربية وشبه القارة الهندية، فليست العربية لغة غريبة في الهند منذ الصلات القديمة بين الهنود والعرب في العصر الجاهلي ثم زمن الفتوحات الكبرى الذي حمل مع الإسلام لغة القرآن كما يذكر مؤسس علم ودراسة الهنديات أبو الريحان البيروني (362هـ/ 973م – 440هـ/ 1048م).
كتب البيروني “تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة” مستكشفا جوانب الثقافة الهندية ومركزا على المجتمع والدين والتاريخ والجغرافيا والعلوم بدلا من سرد التاريخ السياسي.
وبعد قرابة ألف عام، وعلى خطى البيروني الذي جمع بين الثقافتين الهندية والعربية، ولأن الإبداع يزدهر على تخوم الثقافات، يواصل البروفيسور الهندي عبد الغفور الهدوي كوناتودي، مهمة التجسير بين الثقافتين، فقد أصدر العديد من الكتب باللغة العربية، بينها “التعريب والتوليد في المفردات العربية منذ مطلع القرن الحادي والعشرين”، (بيروت، الدار العربية للعلوم ناشرون، 2021م)، و”علم العروض العربي قديمًا وحديثًا”، (القاهرة: الأكاديمية الحديثة للكتاب الجامعي، 2021م)، كما عمل مترجما مهنيا في اللغة العربية والإنجليزية والماليالامية (لغة هندية). وله عدد من المقالات البحثية المنشورة في الصحافة العربية والهندية.
عبد الغفور الهدوي كوناتودي، وُلِدَ عام (1989م)، في بونمالا، مقاطعة مالابورم، ولاية كيرالا، الهند، يعمل أستاذًا مساعدًا في قسم اللغة العربية بكلية الجامعة الحكومية التابعة لجامعة كيرالا بالهند، وكان أستاذًا في قسم اللغة العربية بكلية الحاج أحمد للبنات في كيرالا سابقا، بالإضافة لكونه محاضرًا بجامعة دار الهدى الإسلامية، كيرالا، (2010 – 2013).
نال كوناتودي، دكتوراه في علم اللغة العربية، وشهادة ما قبل الدكتوراه في علم العروض العربي، من مركز الدراسات العربية والأفريقية بجامعة جواهر لال نهرو، نيودلهي، الهند، وكذلك شهادة الماجستير في اللغة الإنجليزية وآدابها من جامعة إنديرا غاندي الوطنية المفتوحة، الهند (2016)، وشهادة الماجستير في الدراسات الإسلامية مع المرتبة الأولى -جامعة دار الهدى الإسلامية، بكيرالا، الهند (2010).
وكان للجزيرة نت هذا الحوار معه، للتعليق على حضور اللغة العربية في العالم وشبه القارة الهندية خصوصًا، والصراع بين اللغات في العالم.
جمال اللغة
-
ما الذي جذبك إلى اللغة العربية وآدابها؟
الذي جذّبني إلى اللغة العربية وعالمها الأدبي أمران: أحدهما أهميّة هذه اللغة، والثاني جمال هذه اللغة وسهولة تعلّمها وفهم قواعدها. إنّما تعلّمت العربية وأتقنتها من جامعة دار الهدى الإسلامية. وكان الأستاذ د. بهاء الدين محمّد الندوي، أستاذي بالجامعة خير قدوة لي في احتضان هذه اللغة.
رغم أن اللغة العربية ليست ضمن 22 لغة رسمية بالهند، لكنها تتمتّع بمكانة عالية في الدوائر الأكاديمية بالهند
مكانة العربية في الجامعات الهندية
-
هل متابعتك للغة العربية وتعلمها واهتمامك بها في الدوائر الأكاديمية يندرج ضمن جهود شخصية؟ أو هناك مراكز ومنظمات مختصة تقدِّم الدعم للراغبين بتعلم اللغة العربية؟
رغم أن اللغة العربية ليست ضمن 22 لغة رسمية بالهند، فإنها تتمتّع بمكانة عالية في الدوائر الأكاديمية بالهند.
فتوجد في أكثر من 40 جامعة حكومية أقسام خاصة للغة العربية وآدابها، بما فيها الجامعات العريقة مثل جامعة جواهر لال نهرو، جامعة نيودلهي، جامعة عليكره وغيرها، فتقوم هذه الجامعات بمنح الدرجات الأكاديمية العليا مثل الماجستير والدكتوراه في اللغة العربية. أَمَّا في مرحلة ما قبل الجامعة، فتدرس العربية في المدارس الحكومية في بعض الولايات، حيث تدرس هنا اللغة العربية كلغة ثانوية حتى من الصف الأول. هذه كلها في القطاع الحكومي. أما في القطاع الخاص، فيوجد عدد من الجامعات الإسلامية وآلاف من المدارس الدينية التي تدرس اللغة العربية، من أهمّها جامعة دار الهدى الإسلامية التي تخرّجت فيها، ودار العلوم ديوبند، ودار العلوم ندوة العلماء وغيرها.
ويجدر بالذكر أن حكومة الهند توفّر منحة دراسية كبيرة للباحثين في موضوعات مختلفة بما فيها اللغة العربية، فكنت قد أتممت الدكتوراه في اللغة العربية بدعم هذه المنحة الدراسية من جانب الحكومة. فالأبواب مفتوحة والطرق ممهّدة أمام من يرغبون في متابعة اللغة العربية وتعلّمها من أبناء الهند.
الإسلام.. الدور الموازي
-
ما دور الإسلام في الهند التي تضم 200 مليون مسلم بالنسبة لانتشار اللغة العربية خارج الأُطر الدينية – أي في القطاعات الاجتماعية والثقافية الهندية؟
يُعتقد أن الإسلام وصل إلى الهند في زمن النبي ﷺ نفسه، حيث وصلت رسائله إلى جنوب الهند على أيدي التجار العرب، بينما وصلت في شمال الهند على يد محمّد بن القاسم الثقفي في عام 92هـ الذي قدم لفتح الأراضي الهندية. وحكم السلاطين المسلمون الهند لمدّة 800 سنة إلى أن احتلّها البريطانيون. ولكن هذه العلاقة بين الإسلام وديار الهند، لا نستطيع أن نقول، إن لها دورًا في انتشار اللغة العربية خارج الأُطر الدينية، بل لها دور في دخول مئات من الكلمات العربية إلى اللغات الهندية المختلفة.
العربية في بلاد الهند
-
هل هناك مجامع للغة العربية في الهند على غرار بعض الدول التي يوجد بها مسلمون يشكلون نسبة مهمة من السكان؟
كما أنتم تعرفون، الهند هي دولة كبيرة، فهي سابع أكبر دولة في العالم من حيث المساحة. أَمَّا المسلمون فهم متشتتون في جميع أنحاء الوطن. فكما لم توجد حركة اجتماعية أو سياسية واحدة تجمع جميع المسلمين بالهند، لم توجد في الهند حتى الآن حركة جماعية شاملة للنظر في شؤون اللغة العربية لعموم الهند.
وكانت هناك بعض المحاولات من قبل بعض من الأساتذة الكرام، إلاّ أنّها لم تستطع أن تعمّ بنشاطاتها جميع أنحاء الهند، فمنها مثلاً المجمع العلمي العربي الهندي الذي أسس في عام 1976 في شمال الهند على يد الأستاذ مختار الدين أحمد رئيس قسم اللغة العربية بجامعة عليكره.
وجدير بالذكر أنّه يوجد بالهند بعض الجمعيات لأساتذة اللغة العربية أمثال اتحاد أساتذة وعلماء اللغة العربية لعموم الهند، واتحاد معلّمي العربية بكيرالا، وجمعية اللغة العربية بولاية تاميل نادو والتي تبذل جهودًا كبيرة لتعزيز اللغة العربية في ديار الهند.
أصول اللغات
-
تذكر أن اللغويين اختلفوا في أصل كلمة “لغة”، هل عربية الأصل أو أجنبية معرّبة؟ فإن كانت عربيّة الأصل فما أصلها ووزنها؟
نعم، إن اللغويين اختلفوا في أصل هذه الكلمة، فمنهم من يعدّونها كلمة معرّبة، فحسب زعمهم هي معرّبة كلمة “لوغوس” (Logos) اليونانية بمعنى “كلمة” و”كلام”، فهم يستدلّون على رأيهم بعدم ورودها في القرآن الكريم.
أَمَّا الذين يزعمون بأنها عربيّة الأصل فمنهم من يردّونها إلى كلمة “لَهَاة” العربية الدالة على ما يسمى بـ”لسان المزمار” أي اللحمة المشرفة على الحلق (Epiglottis). فكأنّ التشابه بين “لُغَة” و”لَهَاة” مع كون الهاء والغين من حروف الحلق حرّض أهل هذا الرأي على هذا القول، كما فيهم أيضا من يرونها مشتقّة من “اللغو” أو “اللَّغَى” بمعنى الشيء الذي لا يعتدّ به.
فأصحاب هذا القول أيضا ذوو رأيين، فبعضهم يرون أصلها “لُغْوَة” على وزن “فُعْلَة” حذفت لامها مع فتح ما قبلها، حينما يرى البعض أصلها “لُغَوٌ” أو “لُغَيٌ”، حيث حذفت اللام مع التعويض عنها بالتاء المربوطة.
ظاهرة فكرية وإنسانية
-
تقول إنَّ العربية هي أصل جميع اللغات حيث انبثقت منها غيرها من اللغات في صور لهجات تحوّلت فيما بعد لغات مستقلة. هل لاقى هذا الرأي قبولاً من المؤرخين؟
هذا الرأي هو رأي بعض العلماء المتديّنين، نقله الأستاذ محمد عبد الشافي القوصي في كتابه “عبقرية اللغة العربية”. فمأخذ هذا الرأي هو بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، مثلا يستدلّ أهل هذا الرأي بالحديث الذي رواه الحاكم في المستدرك: “عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: قال رسول الله ﷺ: “أحبوا العرب لثلاث لأني عربي والقرآن عربي وكلام أهل الجنة عربي”، فيدّعون أنّه حيث كان أبو البشر يسكن الجنّة قبل هبوطه إلى الأرض كما ورد في الكتب الإلهية المقدّسة، فلا بدّ أنه كان ينطق اللغة العربية.
عندما فاضت إلى الثقافة العربية علوم وفنون جديدة من مختلف الثقافات كان من المحتم أن تكون العربية مستعدّة لاستيعاب المعاني الجديدة
تحديات لغوية
-
تذكر أنّه في العصر الأمويّ والعبّاسي، حينما فُتحت أمام العرب أبواب ثقافات مختلفة وكنوز علوم وفنون جديدة، كان من مهمّة اللغة العربية تجهيز نفسها قلبًا وقالبًا لاستيعاب المعاني المستجدّة الناجمة عن الأوضاع الجديدة في المجتمع. فكيف تمَّ ذلك برأيكم؟
نعرف أنه في العصرين الأمويّ والعباسيّ اتسعت رقعة الدولة الإسلامية والعربية واضطرّ العرب للمخالطة مع ثقافات مختلفة. فعندما فاضت إلى الثقافة العربية علوم وفنون جديدة من مختلف الثقافات كان من المحتم أن تكون العربية مستعدّة لاستيعاب المعاني الجديدة.
حركات الترجمة لا سيّما في العصر العباسي قد جعلت اللغة العربية لغة قادرة على قبول المعاني والمدلولات الجديدة التي لم يكن للعرب بها عهد. ويشير المؤرّخون إلى أن المترجمين كانوا عندما يتعرّضون لمعنى جديد يفتّشون أولاً في المفردات العربية الموجودة فيقومون باختيار كلمة وتوسعة معناها ليشمل المعنى الجديد، فإن لم يستطيعوا كانوا يبتدعون لها صيغا جديدة، فإن أعياهم الطريقان يقومون بالاقتراض
فحركات الترجمة لا سيّما في العصر العباسي قد جعلت اللغة العربية لغة قادرة على قبول المعاني والمدلولات الجديدة التي لم يكن للعرب بها عهد. ويشير المؤرّخون إلى أن المترجمين كانوا عندما يتعرّضون لمعنى جديد يفتّشون أولاً في المفردات العربية الموجودة فيقومون باختيار كلمة وتوسعة معناها ليشمل المعنى الجديد، فإن لم يستطيعوا كانوا يبتدعون لها صيغا جديدة، فإن أعياهم الطريقان يقومون بالاقتراض.
فمثلاً في معجم العين للفراهيدي نرى عددًا كبيرًا من الكلمات المعرّبة مشروحة ومنسوبة إلى لغتها، مع بيان بعض القواعد التي وضعها للتمييز بين الكلام العربي والكلام الأصيل.
الإبداع والابتكار.. مفردات جديدة
-
تقدِّم في كتابك “التعريب والتوليد في المفردات العربية” إطلالة بحثية مهمة على المفردات اللغوية الجديدة التي لا تزال تُسْتحدثُ وتَنصهر في خزانة اللغة العربية الفصحى المعاصرة المكتوبة في القرن الـ21، بقصد العثور على دور التعريب والتوليد في تحديث المفردات العربية، كيف يتم التعامل مع ذلك في الخطاب المعاصر؟
يوصف القرن الحادي والعشرون كقرن الإبداع والابتكار، حيث يأتي العلم الحديث إلى حياة الإنسان كلّ يوم بأنواع جديدة من المخترعات والاكتشافات. ويعدّ المجال العلمي والتكنولوجي أكثر نموّا في القرن الجديد. فلمواكبة هذه التطورات الجديدة تشكّلت في اللغة العربية مئات من الكلمات منذ مطلع هذا القرن فقط. ويلعب مجال الصحافة وكذا المجامع اللغوية دورًا مهمًّا في جعل العربية لغة صالحة للتعامل في الخطاب المعاصر.
بين الأصالة والحداثة
-
كيف لَعِبت عمليتا التعريب والتوليد دورًا بارزًا في تحديث المفردات العربية في العصر الجديد؟
من أجل إيجاد كلمات جديدة في العصر الجديد، تعتمد اللغة العربية إما على التعريب يعني اقتراض الكلمات من اللغات الأجنبية، أو على التوليد أي إنشاء صيغ جديدة من الجذور الموجودة في اللغة للدلالة على المعاني الجديدة. فتوجد هاتان العمليتان في جميع المجالات، إلاّ أنّ كميّتهما تختلف من مجال إلى آخر.
فمثلا نجد التعريب يكثر في مجال العلم والتكنولوجيا، حينما نجد التوليد يكثر في المجال الثقافي والاجتماعي. وكذا، نجد الكلمات المعرّبة والدخيلة تكثر في وسائل الإعلام الجديدة مثل الصحف والمجلاّت، حينما نجد الكلمات المولّدة الجديدة من الأصول العربية تكثر في قرارات تضعها المجامع المختلفة فيما يتعلق بالمصطلحات والمفردات.
ويجدر بالذكر أن التعريب كان مقتصرا على الضرورة على حدّ قرارات المجامع اللغوية المختلفة، إلّا أن هذه القاعدة العامّة تهمل في هذه الأيّام، حيث يتم اقتراض الكلمات من اللغات الأجنبية سواء دعت إليها حاجة أم لا، وسواء وجدت في مقابلها كلمات فصيحة عربية أم لا. أمّا التوليد أيضا فقد يقع في المفردات الحديثة بقصد التفنّن في التعبير فقط، دون أي حاجة تؤدّي إلى توليدها.
كائن حي
-
تقول إذا تتبّعنا تاريخ اللغة العربية منذ عصرها المعهود، تحققنا أنّ هذه اللغة لم تزل ولا تزال كائنا حيًّا تنمو وتتجدّد، فهل ما زالت تواكب متطلبات العصور؟
نعم، إن اللغات هي وسائل التواصل والتحاور بين الأفراد. فلكونها صالحة للتعبير عن مستجدّات العصر لا بدّ أن تكون قابلة للتطورات التي تقع في المجتمعات، وذلك بوضع كلمات تقابل تلك المعاني الجديدة. فمن هذه الناحية، لا مبالغة في أنّ نقول إنَّ اللغات بما فيها العربية كائنات حيّة تنمو وتتجدّد.
وسائل الإعلام أصبحت تصوغ الكلمات الجديدة أكثر من المجامع في هذه الأيّام
الدور المنشود
-
برأيكم ما الدور الذي تلعبه المجامع اللغوية العربية المختلفة في العالم العربي في تحديث مفردات اللغة العربية ونشرها في العالم؟
للمجامع اللغوية العربية مثل مجمع اللغة العربية بالقاهرة ومجمع اللغة العربية بدمشق ومكتب تنسيق التعريب وغيرها دور كبير في تحديث المفردات العربية ونشرها في العالم. ولكن من سوء الحظّ، في كثير من الأحيان تنحصر مهمّة المجامع في إصدار القرارات حول قبولية أو رفض الكلمات الشائعة في المجتمع، أكثر من أن تقوم بإيجاد كلمات جديدة أو إحياء كلمات قديمة للمعاني الجديدة. فوسائل الإعلام أصبحت توجد وتصوغ الكلمات الجديدة أكثر من المجامع في هذه الأيّام.
حضور أم غياب؟
-
الاعتقاد الشائع بأن تعليم اللغة العربية في الهند حكر على المدارس الدينية، وذلك لتخريج علماء في اللغة العربية، هل ما زال هذا النهج قائمًا حتى اليوم، وماذا عن حضور العربية في الأوساط الأكاديمية الهندية؟
هذا الاعتقاد قد أصبح غير صحيح في هذه الأيّام، لأنّ تعليم اللغة العربية في الهند لم يعد منحصرًا في المدارس الدينية، فهذه المدارس لا تزال تخرّج علماء في اللغة العربية في جانب، أمّا في جانب آخر تدرس اللغة العربية وتعامل مادّة أكاديمية في الكليات والجامعات الحكومية وغير الحكومية في الهند، كما ذكرنا سابقا.
المغتربون عندما يرجعون إلى الهند، يأتون ومعهم ليس اللغة العربية فحسب بل مع عناصر مختلفة من الثقافة العربية أيضًا إلى الشعب الهندي
اللغة المهاجرة
-
هل ساعدت هجرة الهنود إلى بلدان الخليج العربي في انتشار اللغة العربية وترويجها بين الشعب الهندي على نطاق واسع؟
نعم، لهذه الهجرة دور لا ينكر في انتشار اللغة العربية بين الشعب الهندي وجعلها لغة مقبولة حتّى لدى غير المسلمين. فالمغتربون عندما يرجعون إلى الهند، فيأتون ومعهم ليس اللغة العربية فحسب بل مع عناصر مختلفة من الثقافة العربية أيضًا إلى الشعب الهندي.
حروب اللغات
-
ماذا عن التهديد الذي يأتي من الحكومة المركزية ضد العربية، كيف تنظرون إلى ذلك؟
إن حكومة الهند لا تزال تعترف منذ استقلالها بأهميّة اللغة العربية ثقافيًّا واقتصاديًّا على المستوى العالمي. ولكن، خلال عدّة سنوات ماضية، يرى محبّو اللغة العربية بالهند بعض محاولات تهدّد انتشار هذه اللغة من جانب بعض مسؤولي الحكومة، منها مثلاً إيقاف نشر مجلة ثقافية باسم “ثقافة الهند” كانت تصدرها الحكومة رسميًّا باللغة العربية منذ عام 1950، وكذا طرح أو إلغاء اللغة العربية من قائمة اللغات الأجنبية التي ستدرس في المدارس حسب السياسة التعليمية الوطنية الجديدة. ولكن، حيث تستمرّ الحكومة في جانب آخر دعمها لطلاّب العربية وباحثيها، نتفاءل بأنّها ستمنع من يقومون من مسؤوليها بأمثال هذه الحركات التي تهدّد هذه اللغة الثرية.
غياب الدعم
-
هل هناك دعم منظم من الدول العربية لنشر اللغة العربية في عموم شبه القارة الهندية؟
تجري أحيانًا من قبل سفارات بعض الدول العربية بالهند برامج تعليمية لتعزيز اللغة العربية مثل الندوات ودورات تدريبية لمعلّمي العربية، ولكن لا يوجد أي دعم منظّم لهذا الغرض.
مكانة العربية.. “لغة آدم”
-
حسب إحصاءات اليونسكو الجديدة 43% من اللغات الإنسانية تواجه الهلاك. ماذا عن موقع اللغة العربية بين اللغات العالمية؟
إن اللغة العربية قد حظيت باهتمام كبير وعناية عظيمة عن باقي اللغات لكونها لغة كتاب الله، فلذا هي باقية ما بقي القرآن العظيم على وجه الأرض. فمنذ وجود هذه اللغة، استطاعت أن تتّسع حسب احتياجات العصور والأمصار. فهي اليوم إحدى اللغات الرسمية الست لدى هيئة الأمم المتحدة ولغة رسمية في 22 دولة عالمية، وكذا هي لغة ينطقها 422 مليون نسمة على مستوى العالم. وعليه، نستطيع أن نؤكّد أنها بمنزلة لا يصيبها الهلاك والانهيار الذي يصيب اللغات الأخرى.