الدكتور عمر كابو يكتب ويبقي الود الطيب سيخة: وسام من شجاعة ودرع من تفوق


أربعة— إن صدق الوصف— خلقوا ليحكموا أولهم الشهيد الشريف أحمد عمر بدر وثانيهم مولانا أحمد هارون وثالثهم دكتور محمد طاهر ايلا ورابعهم اللواء ركن طبيب الطيب محمد خير صاحب اللقب الباذخ ((الطيب سيخة)) إنه سيخة باطشة في وجه الجبروت والطغيان والصلف اليساري٠٠ رجل ِجد وصرامة لايتهالك علي اللذة ولايستجيب لدواعي العبث واللهو٠٠أوتي قوة نفسية كاشفة تعاف الضعف وتزدري الزيف٠٠
صاحب سيرة عسكرية تتشابك فيها أصول العسكرية الصارمة ومشاعر القائد الحقيقي الذي يرفض مظاهر الهزيمة وهو يراها رأي العين ماثلة أمامه محافظاً علي رباط جأشه حتي لا تزل أقدام جنوده بعد ثبوتها٠٠حاله في ذلك حال سيف الدولة٠٠ وأبو الطيب المتنبئ يصفه:
أتوك يجرون الحديد كأنما
سروا بجياد مالهن قوائم
وقفت ومافي الموت شك لواقف
كأنك في جفن الردي وهو نائم
تمر بك الأبطال كلمي هزيمة
ووجهك وضاح وثغرك باسم
عاش لايتهيب الأخطار والوحوش مقداماً جريئاً شهماً كريماً نصيراً للضعيف عارفاً بمواقع الإقدام قبل النجوم٠٠
نفس عالية ثابتة كالأشجار٠٠ وهمة عالية لم تخضع لشروط العصر المجحفة رافضاً الظلم والزراية والمحنة وعسر القهر السياسي٠٠
لأجل ذلك انزوي حيناً من الدهر بعيداً في خلوته معتزلاً الناس صديقاً فقط للكتاب والتوثيق والتدوين والأدب والثقافة متأثراً بفلسفة الدكتور زكي مبارك وربما مردداً معه:
ولما صار ود الناس ختلاً
وأوحش ربعهم من بعد أنس
ولم أظفر علي جهدي بحر
تركت هواهمو وصحبت نفسي

نقبوا في سيرة البطل ستجدونه
قد عقد حلفاً أثيراً مع التفوق٠٠ ما ذكر التفوق إلا وذكر الطيب سيخة٠٠ تفوق في مراحله الدراسية وتفوق في كلية الطب جامعة الخرطوم حين تخرج منها بدرجة الامتياز وتفوق في الكلية الحربية حيث تخرج منها بالمرتبة الأولي بعد أن نال ماجستير العلوم العسكرية فاستحق درع (التفوق) ليشرف بتسلمه من الرئيس جعفر نميري متفوقاً بجدارة علي أبناء دفعته ((13)) من السودانيين وأشقائهم في الدول العربية٠
ولأهمية التوثيق صدرت له مجموعة من الإصدارات والكتب المهمة التي وثقت لأهم المعارك التي قاد فيها قواته في الجنوب ضد قوات التمرد منتصراً فيها جميعاً لينال بذلك وسام الشجاعة من الدرجة الأولى في العام ٠٠١٩٨٦
نثرت الإنقاذ كنانتها ذات تاريخ فقدمته حاكماً في أكثر من موقع والياً ووزيراً ونائباً برلمانياً كلها كان فيها قمراً منيراً مانحاً المواقع بريقها وهيبتها وجلالها الوثير٠٠
كم وكم وكم من مرة رأيت أهله وعزوته يزورونه في كوبر بالعشرات وفاءً لرجل أحبهم وارتبط بهم وسارع لحل مشاكلهم سادناً في محراب حبه واخلاصه لهم ليبادلوه حباً بحب ووفاءً بوفاء وولاءً بولاء٠٠
سرني أن يبادر الشعب لتكريمه عبر مبادرة شعبية انطلقت بقوة تطالب باطلاق سراحه بعد كل تلك السنوات الطوال التي ظل فيها معتقلاً سياسياً ثابتاً ثبات الجبال الراسيات في بلاغ سياسي بامتياز لايقف علي ساقين ويتصادم مع منظومة قيم ومبادئ أساسية شكلت أهم مرتكزات السياسة الجنائية عند كل فقهاء القانون الجنائي بالإجماع٠٠ ماشذ منهم فقيه واحد ومن ذلك مخالفته لمبدأ التقادم المسقط٠
ولكونه بلاغ سياسي آن الأوان الضغط علي حكومة الاستبداد والطغيان والجور لإطلاق سراحه هو وزملاؤه المعتقلون سياسياً٠٠
فليس من المنطق ولا المروءة أن يتم حبس رجال في مثل الطيب سيخة أكثر من أربعة أعوام حقداً وكراهيةً وبغضاً وتنفيذاً لأجندة فولكر التي تكره الإسلام والمسلمين٠٠
ختاماً : ثناء مستحق للطيب سيخة مفخرة الإنقاذ وأحد أعظم رموزها الأتقياء الأنقياء الذين لم تدنسهم ريبة أو تحوم حولهم شبهة٠٠

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *