وكالات : كواليس
يحاول “محمد” قطع الحدود لرؤية عائلته، ولكنْ عليه أولًا فهم قواعد العالم الجديد وتنظيماته. وفي سياق الأحداث يبذل قصارى جهده لاتّباع هذا النظام المعقد، ولكن رحلته لم تكن سهلة، فعند كل منعطف يواجه اللامبالاة المؤسسية والشكوك المتزايدة حول تاريخه ونياته، ويعاني من التمييز والعنصرية.هذا سيناريو أحد الأفلام بعنوان “حدود” الذي يعرض بالمسرح المفتوح فى مبنى “إم 7” (M7) بمشيرب ضمن برنامج “صنع في قطر”، الذي أطلقته مؤسسة الدوحة للأفلام يوم الأربعاء الماضي، وتسعى المؤسسة من خلاله للتعريف بالفن والثقافة القطريين بين الجمهور المحلي والعالمي، في وقت تأتي فيه الجماهير إلى العاصمة القطرية من كل حدب وصوب لمتابعة مباريات كأس العالميستمر البرنامج حتى 17 ديسمبر/كانون الأول المقبل في عدد من المواقع الرئيسية المختلفة بالدوحة مثل المسرح الخارجي في المبنى “إم 7” بمشيرب، وحديقة الأكسجين، وبيت الخاطر بمؤسسة قطر، ومرافق مهرجان دريشة للفنون الأدائية 2022، ومسرح متحف الفن الإسلامي، ودرب لوسيل، ومزرعة حينة سالمة، وسكة وادي مشيرب، وفوكس سينما في مجمع دوحة فستيفال سيتي.استكشاف الأصوات السينمائيةوتهدف المؤسسة من خلال هذا البرنامج إلى توفير الفرصة للجماهير من قطر والعالم لاستكشاف الأصوات السينمائية المحلية المميزة، ويقدم للعالم صورة عن المشهد والبيئة السينمائية في قطر.وكانت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الدوحة للأفلام فاطمة الرميحي أكدت -لوكالة الأنباء القطرية- أن برنامج “صنع في قطر” أعد خصيصا ضمن تجربة الدوحة للأفلام، حيث يُظهر تطور الثقافة السينمائية في قطر، ويسلط الضوء على تنوع مواهب القطريين وقدراتهم.ولفتت إلى أن البرنامج يعد فرصة للترويج للأصوات السينمائية المستقلة والمميزة ومشاركة أعمالها، موضحة أن التعبير السينمائي الإبداعي يعطي صورة واضحة عن مستقبل صناعة السينما في قطر، ويمنح الزوار فرصة للتعرف على ثقافة وتقاليد الشعب القطري.وتتضمن عروض البرنامج عددا من الأفلام المميزة والفائزة بجوائز مثل فيلم “الست” وهو إنتاج سوداني قطري لسوزانا ميرغني، وفيلم “عليان” وهو إنتاج قطري (عام 2021) للمخرج خليفة المرّي، وفيلم “حمر” وهو إنتاج قطري (عام 2017) لخلود محمد العلي، وفيلم “المصعد” للمخرجة القطرية لحميدة عيسى إنتاج 2017، وفيلم “سمجة” للمخرجة أمل المفتاح عام 2016، وفيلم “عامر أسطورة الخيل العربية” إنتاج عام 2016 للمخرج جاسم الرميحي.كما تشمل العروض أيضا أفلام “ثم يحرقون البحر” إنتاج 2021 للمخرج ماجد الرميحي، و”ألف يوم ويوم” إنتاج عام 2017 للمخرجة عائشة الجيدة، وفيلم “المقنّع” إنتاج عام 2021 للمخرج طارق أبو إسبر، وفيلم “مسحّر” (2020) للمخرج حسن الجهني، وفيلم “كشتة” (2016) للجوهرة آل ثاني.فرصة للتعريف بالفن القطريمن جهتها قالت المخرجة القطرية الشيخة الجوهرة آل ثاني للجزيرة نت إن برنامج “صُنع في قطر” يوفر فرصة هامة للتعريف بالفن والثقافة القطريين من خلال استقطاب الجمهور المحلي والعالمي الذي يوجد بالآلاف في قطر تزامنا مع مونديال كأس العالم 2022.وتابعت أنه لابد أن يكون هناك من بين جمهور كرة القدم أشخاص يرغبون في التعرف على الثقافة القطرية واستكشافها، ومن ثم يمكن أن يكون هذا البرنامج أحد المقاصد الهامة للمهتمين بالثقافة والفنون من بين جماهير البطولة العالمية.ولفتت إلى أنها تشارك في البرنامج بفيلم “كشتة”، وهو فيلم روائي قصير تدور أحداثه حول رجل يعلم ولديه الصغيرين المطاردة والصيد في هدوء الصحراء الجميل.وأوضحت أن أحداث الفيلم، التي تدور في الصحراء العربية، تروي قصة شقيقين يؤدي شجارهما غير الضروري إلى كارثة مفاجئة بالصحراء. ويعبّر الفيلم عن مرحلة المراهقة، كما أنه رسالة للتسامح والروابط الأسرية.وتابعت الجوهرة آل ثاني أن فيلم “كشتة” يعد أول تجربة احترافية لها بتمويل من مؤسسة الدوحة للأفلام، حيث بدأت تجربة الإخراج عام 2010، واستطاعت أن تخرج 16 فيلما قصيرا قبل إنتاج “كشتة”، كما أنها تقوم بالإعداد حاليا لإنتاج أول فيلم روائي طويل تجمع فيه عصارة خبرات سنواتها الماضية في الإخراج.تغيير الصورة النمطية عن العربمن جهته، قال الشيخ خليفة بن عبد الله آل ثاني مدير المعارض بمؤسسة الدوحة للأفلام ومخرج فيلم “حدود” المشارك في برنامج “صنع في قطر”، للجزيرة نت إن البرنامج يركز على الأفلام القطرية التي تعبر عن التراث والثقافة العربيين، وكذلك على الأفلام المميزة الحائزة على جوائز، وذلك بهدف إظهار الفن والثقافة القطريين للآخرين في أفضل صورة.ولفت إلى أن البرنامج يأتي متزامنا مع اتجاه الأنظار إلى دولة قطر التي تنظم بطولة عالمية، ومن ثمّ فهي فرصة لتغيير الصورة النمطية عن الوطن العربي من خلال الفن، في وقت يرى البعض فيه الدول العربية عامة وقطر خاصة من زاوية سلبية غير مبررة.وتابع خليفة آل ثاني أن فيلم “حدود” -الفائز بالجائزة الفضية في مهرجان نيويورك للتلفزيون والأفلام عن فئة الأفلام القصيرة هذا العام- يعبر عن قضية إنسانية يعاني منها الكثيرون حول العالم، وهي عبور الحدود الدولية، إضافة إلى العنصرية التي يعاني منها البعض في سبيل ذلك، موضحا أنه حاول من خلال الفيلم توجيه عدد من الرسائل الإنسانيَة كقضية اللاجئين، دون توجيه الانتقاد أو الإساءة لدولة أو فئة بعينها.