وكالات : كواليس
سجّلت صادرات وقود الطائرات من الخليج العربي إلى أوروبا زيادة كبيرة، خلال الأشهر الأخيرة، مدفوعة بمخاوف الحظر الأوروبي المرتقب لتدفقات المشتقات النفطية الروسية، بدءًا من 5 فبراير/شباط المقبل.
ورغم تعافي الطلب على السفر جوًا مؤخرًا؛ فإن التوقعات تُشير إلى تراجع وتيرته، خلال الربع الرابع من العام الجاري (2022)، في ظل عوامل اقتصادية وجيوسياسية عززت من حالة الركود، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وقد تتراوح شحنات وقود الطائرات من الخليج العربي المُصدرة للقارة العجوز، خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، إلى ما بين 1.6 و1.7 مليون طن متري، حسب تقديرات نقلتها مؤسسة ستاندرد أند بورز غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights) عن صناعة الشحن.
صادرات وقود الطائرات
زادت صادرات وقود الطائرات من الخليج العربي إلى أوروبا مؤخرًا، واقتنصت تلك الدول حصة كبرى ضمن واردات القارة العجوز من الكيروسين.
وانتعشت خزائن الدول المُصدرة بالاستفادة من أسعار براميل الشحنات الفورية والفارق النقدي لها؛ إذ إنها شهدت إقبالًا رغم تسجيل أسعارها مستويات تفوق العقود الآجلة.
كانت شحنات الوقود قد فاقت 1.5 مليون طن متري، خلال شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول، وارتفعت هامشيًا عن 1.6 مليون طن في أكتوبر/تشرين الأول، وقد تبلغ 1.7 مليون طن متري، شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، طبقًا لبيانات السوق والناقلات.
ووفق تلك التقديرات، يعادل حجم صادرات وقود الطائرات من الخليج العربي إلى أوروبا زيادة قدرها 16% في أغسطس/آب، و22% في سبتمبر/أيلول، و30% في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وكان فارق السعر النقدي للشحنات قد زاد بنسبة 25% في سبتمبر/أيلول مسجلًا 6.55 دولارًا/برميل، غير أنه شهد قفزة أخرى في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 8.21 دولارًا/برميل، تبعًا لما أظهرته بيانات ستاندرد أند بورز.
حظر المشتقات الروسية
تسعى 12 شركة طيران أوروبية للتخلص من اعتمادها على تدفقات وقود الطائرات الروسية التي كانت تزودها بالشحنات بصورة منتظمة، وخططت لتوفير بدائل من منافذ أخرى ووقع اختيارها على صادرات وقود الطائرات الخليجية إلى أوروبا باعتباره بديلًا لتدفقات موسكو.
واستعدت المواني الأوروبية الواقعة على البحر الأبيض المتوسط لاستقبال شحنات وقود الطائرات من الشرق الأوسط على متن ناقلات طويلة المدى تتسع لحمولة قد تصل إلى 65 ألف طن متري، بينما الناقلات متوسطة المدى تتسع لـ35 ألف طن متري فقط.
وكانت تلك المواني تستقبل تدفقات روسية من زيت الغاز ووقود الطائرات (الكيروسين)، قبيل الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي وفرض عقوبات على موسكو إثر ذلك شملت حظر الاتحاد الأوروبي لتدفقات النفط بدءًا من شهر ديسمبر/كانون الأول نهاية العام الجاري (2022) والمشتقات النفطية أيضًا بدءًا من 5 فبراير/شباط العام المقبل (2023).
الصين وآسيا
على الجانب الآخر من صادرات وقود الطائرات من الخليج العربي إلى أوروبا، تلقي القيود المتجددة في الصين ضمن تداعيات موجات الحرارة والجفاف وكذا تداعيات جائحة كورونا بظلالها على صادرات الكيروسين والسوق الآسيوية بالكامل.
ورغم ذلك؛ قد تصل شحنات وقود الطائرات الصينية، في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، إلى 2 مليون طن متري نتيجة عدم اليقين بشأن الإغلاقات.
ويتزامن ذلك مع توقعات بتراجع الطلب على السفر، خلال الربع الجاري (الربع الرابع من عام 2022)، إثر المخاوف الاقتصادية والركود؛ ما يعزز التوقعات بزيادة حصة صادرات وقود الطائرات الخليجية إلى أوروبا على الأرجح.