موكب الكرامة 2 الذي خرج ظهر اليوم لم يكن موكباً عادياً كان حشراً بل كان زلالاً شارك فيه مئات الآلاف أتوا من كل فج عميق رجالاً ونساءً شيباً وشباباً مرضى ومعاقين خرجوا ولم يتأخر منهم أحد.
خرجوا أمام مبنى المبعوث الأممي (فولكر) ليسمعوه صوتهم الرافض لبقائه وليؤكدوا له ان هذه البلاد حرة وأبية وانه مهمة تكالب عليها زبانية الغرب لن تركع لغير الله ولن تقبل تدخل السفراء الذين مهما إشتروا العملاء من قادة أحزاب الغفلة وأنصاف الساسة لن يستطيعوا شراء إرادة هذه البلاد.
مئات الآلاف الذين خرجوا اليوم أرسلوا عدة رسائل، رسالة في بريد البرهان الذي أصبح يتلون كالحرباء من أجل أن يكون على سدة الحكم مهما كلفه الثمن ولو كان ذلك على حساب عزة وكرامة البلاد التي دنست في عهده وأصبحت بلا كرامة.
ورسالة أيضاً في بريد حميدتي الذي يدعم ويضغط لتنفيذ التسوية السياسية من أجل طي ملف فض الإعتصام ومن أجل أن يظل في موقعه ويكون للدعم السريع الإستقلالية الكاملة عن القوات المسلحة، خاصة وأن تسريبات الوثيقة تشير إلى تبعية الدعم السريع لرئيس الوزراء وليس للقائد العام للقوات المسلحة!!.
جماهير موكب الكرامة اليوم وصلت رسالتهم لقادة الدولة لعملاء السفارات وربائب المنظمات وزبانية الغرب الذين يريدون أن يحمكوا البلاد (سمبلة) بلا تفويض سياسي.
موكب اليوم الذي خاطبه أهل السودان بأحزابهم وقبائلهم وكياناتهم الدينية والإجتماعية وفئات المجتمع كان رسالة للجميع بأن نداء أهل السودان لن يصمت على التدخل الأجنبي في شؤون البلاد ولن يقبل تغيير هوية السودان ولن يمرر أي تسوية سياسية تقصي مكونات أهل السودان.
الجموع التي رأيتها اليوم لو وقع البرهان وحميدتي على تسوية ثنائية لن تتوقف عند المواكب السلمية فحسب وعندها سيكون لكل حدث حديث.