وكالات : كواليس
حذرت مجلة فرنسية من أن توجهات الناخب الأميركي تشي بأنه سيختار في الانتخابات النصفية التي ستجرى بعد يومين جيلا جديدا من السياسيين المعجبين بالرئيس السابق دونالد ترامب، معتبرة ذلك تهديدا صريحا للديمقراطية.
وأوضحت مراسلة “لوبس” L’Obs في واشنطن سارة حليفة لوغران أن فئة من السياسيين الذين يجمعون بين الحماقة والتطرف ترعرعوا تحت عباءة ترامب، وجعلوا منه مرشدهم ليحاكوه في كل شيء وحتى في أسلوبه الفج كما لو أنهم نتجوا عن استنساخ للرئيس السابق.
وهذا ما جعل المراسلة تطلق عليهم “أطفال ترامب”، لافتة إلى أن استطلاعات الرأي ترجح احتمال اجتياحهم مجلس النواب الأميركي.
إنهم -وفقا للوغران- يرفضون الاعتراف بصلاحية الانتخابات الرئاسية لعام 2020 “الجميع في هذه الغرفة يعلم أن ترامب فاز”، هكذا تقول أمام حشد كريستينا كارامو المعلمة البالغة من العمر 36 عاما التي تأمل أن تصبح مسؤولة حكومية منتخبة في ولاية ميشيغان.
كما أنهم يتقمصون شخصية ترامب لدرجة تبنّي تناقضه، وضربت الكاتبة مثالا على ذلك لاعب كرة القدم الأميركي السابق هيرشل ووكر (60 عاما) الذي يترشح لمجلس الشيوخ في جورجيا.
وذكرت أن ووكر يقول إنه يؤيد حظر الإجهاض دون استثناء، وذلك على الرغم من اتهامه من قبل إحدى صديقاته السابقات بتمويل إجهاضها، بل إن بعض “أطفال ترامب” بلغ حد الإيمان بنظريات المؤامرة الخاصة بحركة “كيو أنون” (QAnon) التي ترى أن الرئيس السابق إنما هو مسيح يخوض معركة نهاية العالم ضد الديمقراطيين الأشرار.
وتنقل المراسلة هنا قول مارجوري تايلور غرين (48 عاما) -وهي عضوة في الكونغرس من جورجيا التي يتخذ منها ترامب “ماسكوته” (جالب الحظ) الخاص به في كل حشد- وهي تحث الناخبين على رفض المرشحين الديمقراطيين “هذه فرصة فريدة للتخلص من هذه العصابة العالمية من مستغلي الأطفال جنسيا ومن عبدة الشيطان”.
زمرة غريبة
لكن، من أين تأتي هذه الزمرة غريبة الأطوار؟ تتساءل لوغران، لتنقل كرد على ذلك قول المحلل والخبير الديمقراطي في الإستراتيجية باسل سميكل “يبدو أن أمرين قد حدثا، أولا: أيقظ ترامب الحركة الأكثر تطرفا التي كانت نائمة داخل الحزب الجمهوري، ثم قام السياسيون -الذين في الأوقات العادية ما كانوا سيتبنّون هذا النهج- بالتحول إلى راديكاليين من خلال الانتهازية، وخوفا من عدم إعادة انتخابهم من قبل ناخبين متطرفين بشكل متزايد، أو حتى من استبعادهم من الحزب من قبل ترامب”.
ومن أفكار المؤامرة التي يتوجب على كل مرشح جمهوري أن يتبناها أن ترامب فاز في انتخابات 2020 وأن الانتخابات سرقت منه، وتنقل هنا المراسلة عن الخبير السياسي الأميركي لي دروتمان قوله “للحصول على دعم كل من ترامب والناخبين المعجبين به يُجبر المرشحون الآن على اجتياز اختبار لإعلان أن الديمقراطيين قد احتالوا في عام 2020″، بل عليهم أن يصعدوا على منصة الحملات الانتخابية ليعلنوا واحدا تلو الآخر لازمة ترامب تلك مثل الببغاوات، وفقا للوغران.
هذه الظاهرة لافتة، إذ يقول موقع التحليل الانتخابي “فايف ثيرتي أيت” “Five Thirty Eight” إن 201 من أصل 552 جمهوريا يترشحون للانتخابات النصفية لا يعترفون بشرعية الانتخابات الرئاسية لعام “2020، وإذا خسروا في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني الحالي فكم عدد الذين سيرفضون قبول هزيمتهم؟” تتساءل الكاتبة.
وعلقت لوغران بالقول إن الانتخابات النصفية الحالية قد تكون معضلة مزدوجة، إذ تنطوي على مخاطر شل جو بايدن من خلال حرمانه من الأغلبية في الكونغرس، كما أنها تهدد بإغراق الديمقراطية الأميركية في أزمة وجودية.
وخلصت المراسلة إلى أن السم الذي تجرعته أميركا في عهد ترامب حوّلها إلى بلد مريض.