حمى الضنك أو أبو الرُّكَب هو مرض مداري منقول بالبعوض يحدث بسبب فيروس الضنك.
تنتقل حمى الضنك بواسطة عدد من أنواع البعوضيات من جنس الزاعجة (Aedes) وخصوصا الزاعجة المصرية (Aedes aegypti) هذا الفيروس يضم خمسة أنواع.
الإصابة بعدوى أحد هذه الأنواع يعطي مناعة مدى الحياة لذلك النوع، لكنه يعطي مناعة قصيرة المدى لبقية الأنواع.
العدوى التالية بنوع مختلف يزيد من خطر المضاعفات و لا يوجد لقاح متوفر تجاريًا.
يمكن الحصول على الوقاية عن طريق تقليل مواطن وأعداد البعوض وتقليل التعرض للدغات، علما بان البعوض الناقل للضنك يتميز بانه نهارى المعيشة أى ان النقل والاصابة تتم نهارا.
تشرفت باستضافتى السبت الماضى بالبرنامج الصحى القيم “الو يادكتور” الذى يعده ويقدمه القامة الطبية والاعلامية الدكتور سفيان محمد حسين بالاذاعة الطبية ، وتناول البرنامج دواعى وتداعيات انتشار وباء حمى الضنك بولايات كردفان وتمددها لاحقا لولايات دارفور ، باعداد كبيرة فى الاصابة والوفيات بحسب التقارير المنشورة من الجهات الرسمية.
والمؤسف فإن خبراء الصحة العامة الذين استضافهم ذات البرنامج بمشاركتى حينها فى حلقات قبل خريف هذا العام تحت عنوان “هل سيفاجأنا الخريف هذا العام ايضا؟!”، كانوا قد تنبأوا بعودة حمى الضنك بذات السناريو الذى يحدث الان ، وقال الخبير احمد إدريس احمد حينها بان مخاطر عودة الاوبئة المنقولة بالحشرات عالية جدا فى ظل انهيار برامج مكافحة نواقل الامراض ، وحدد الخبير عبدالماجد مردس حزام حمى الضنك والحميات النزفية المنقولة بالحشرات كمناطق اختطار وبائى تستدعى تدابير احترازية عاجلة لضغف مناعة القطيع التى تترافق مع عدم وجود اصابات طوال عشرات السنين السابقة محددا كردفان ودارفور كاعلى مناطق الهشاشة الوبائية ، ولكننا نقول لخبرائنا الاجلاء “لكنت اسمعت لو ناديت حيا” ..
بعد اخير :
ان التقصى الوبائى النشط مقرونا بتدخلات مكافحة الناقل الفعالة تعد من أهم اليات الاحتواء الموصى بها لاحداث سيطرة فعالة على انتشار الوباء ، ولكننا لا نجد حتى تقرير دورى منشور الان ، فهل التدخلات الحالية كافية ؟! وكيف نفسر التمدد الخطير للوباء لولايات دارفور.
بعد تانى :
كيف نفسر انتشار المرض بمناطق تعانى شح المياه كريف شمال كردفان الغربى ، فى تعتمد على الخزانات الارضية بصورة أساسية فى امداد المياه ، فهل من الصعوبة السيطرة على نواقل الامراض فى مثل هذه البيئات المحدودة المصادر المناسبة لتكاثر البعوض ؟!
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا يا أرحم الراحمين
9 نوفمبر 2022م
musapbrear@gmail.com