وكالات : كواليس
واشنطن- في خطاب ألقاه في الأول من سبتمبر/أيلول الماضي عن مستقبل ديمقراطية بلاده، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن “الديمقراطية الأميركية تتعرض لهجوم من الرئيس السابق دونالد ترامب ومؤيديه الذين ما زالوا يدّعون كذبا أن انتخابات 2020 قد سُرقت منهم”.
ومن بين من أشار إليهم بايدن عدد من المرشحين الجمهوريين الذين اعتمدوا في فوزرهم في الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الجمهوري على دعم رواية ترامب للأحداث. ودعم الرئيس السابق هؤلاء المرشحين لشغل مناصب رفيعة مثل حكام ولايات، أو سكرتير الولاية، أو وزير عدل الولاية، وهي مناصب يشرف أصحابها على تنظيم وإدارة الانتخابات الرئاسية بالولاية، والتصديق على نتائجها.
وجدير بالذكر أن ترامب قد صب جم غضبه على عدد من المسؤولين الجمهوريين ممن لم يرضخوا لضغوطه لتغيير وقلب نتائج انتخابات 2020، وطالبهم بعدم التصديق عليها في عدد من الولايات، منها جورجيا وميشيغان وأريزونا.
ونجح ترامب في دفع بعض حلفائه من منكري شرعية انتخابات 2020 ليكونوا مرشحين في العديد من الولايات، وإذا فاز هؤلاء فقد يعني ذلك إمكانية أن يكونوا مسؤولين عن انتخابات ولاياتهم، بما في ذلك في الولايات الحاسمة التي يكون فيها الفارق ضئيلا بين الأصوات التي يحصل عليها المرشحان المتنافسان؛ من هنا تمنح انتخابات 2022 فرصة لأنصار الرئيس في الترشح وربما الفوز بمناصب محلية تلعب دورا كبيرا في تحديد هوية الرئيس الأميركي القادم.
مرشحو مجلس النواب
بعد انتخابات 2020 الرئاسية، رفض 147 عضوا جمهوريا في الكونغرس التصديق على نتائج الانتخابات، ومن بين هؤلاء 8 أعضاء بمجلس الشيوخ، و139 عضوا بمجلس النواب.
وأثار المشرعون الجمهوريون اعتراضات على التصديق الرسمي على نتائج الانتخابات، في محاولة غير مجدية لقلب نتائجها. ومن بين أعضاء مجلس النواب الرافضين للتصديق قادة الحزب الجمهوري الحاليون، وعلى رأسهم النائب كيفين مكارثي الذي سيترأس مجلس النواب في حال سيطرة الجمهوريين على الأغلبية، وكذلك النائبة إليز ستيفانيك التي صعدت لتتبوأ ثالث أهم المناصب في الحزب الجمهوري بعد الإطاحة بالنائبة ليز تشيني بسبب انتقاداتها لترامب.
وتزداد المخاوف من سيناريوهات مشابهة لانتخابات 2020 إذا خاض ترامب الانتخابات الرئاسية المقبلة وخسر فيها بفارق ضئيل في عدد من الولايات الحاسمة، ورفض أغلبية أعضاء مجلس النواب قبول النتائج والتشكيك فيها، بما يخلق أزمة تتخطى خطورتها أزمة انتخابات 2020.
مرشحو حكام الولايات
يُعد المرشح الجمهوري لمنصب حاكم ولاية بنسلفانيا دوغ ماستريانو المرشح الأكثر تطرفا في هذه الدورة الانتخابية، وهو عقيد سابق في الجيش وعضو مجلس الشيوخ المحلي بالولاية، ويرى أن الانتخابات الرئاسية لعام 2020 سُرقت من دونالد ترامب بسبب تزوير الناخبين.
وقاد ماستريانو العشرات من أنصاره إلى مظاهرات أنصار ترامب في السادس من يناير/كانون الثاني 2021، وتم تصويره بعد ذلك خارج مبنى الكابيتول قبل أن يجتاحه أنصار ترامب، ويؤكد ماستريانو أنه لم يقتحم المبنى، وظهر المرشح الجمهوري في عدة مؤتمرات تابعة لمنظمة يمينية متطرفة.
وإذا فاز ماستريانو فسيكون من صلاحياته التصديق على نتيجة الانتخابات الرئاسية لعام 2024، التي من المتوقع أن يترشح فيها ترامب مرة أخرى. وقد يرفض ماستريانو القيام بذلك في حالة خسارة ترامب -داعمه الكبير- بفارق ضئيل.
ولا تقتصر هذه المخاوف على ولاية بنسلفانيا، إذ تشهد ولاية أريزونا مثل هذا السيناريو عن طريق كاري ليك، المرشحة الجمهورية لمنصب حاكم الولاية، وهي مذيعة تلفزيونية سابقة في شبكة فوكس، وتتخذ من “رفض الانتخابات الرديئة والمشبوهة والفاسدة” شعارا لحملتها.
ويمثل هذان المرشحان تيارا متطرفا على يمين الحزب، إذ شارك في حملاتهما الانتخابية -إضافة إلى ترامب- حاكم فلوريدا رون دي سانتيس، الذي يوصف غالبا بأنه ثاني أقوى رجل في الحزب الجمهوري بعد ترامب ذاته.
وتشهد ولايتا ميشيغان بمرشحها تيودور ديكسون، وويسكونسن بمرشحها تيم ميشيلز، السيناريو السابق نفسه، إضافة إلى عدم تعهد المرشحين بالتصديق على نتيجة انتخابات 2024.
وتعد هذه الولايات الأربع من أكثر الولايات الحاسمة والمتنازع عليها بشدة في الانتخابات الرئاسية، حيث كانت هوامش الفوز لصالح بايدن ضئيلة للغاية بين 0.3% نقطة و2.8% نقطة فقط.
مرشحو سكرتير الولاية
ويعد منصب “سكرتير الولاية” صاحب سلطة تنظيم إجراء الانتخابات داخل ولايته، ووضع القواعد واللوائح المعمول بها.
ويخوض سباق 2022 عدد من رافضي فوز بايدن بانتخابات 2020، ومنهم أكثر المتطرفين إيمانا بادعاءات ترامب. ومن بين هؤلاء مارك فينشيم في أريزونا، وهو عضو سابق في مليشيا حراس القسم، وشارك في مظاهرات السادس من يناير/كانون الثاني 2021 في مبنى الكابيتول، وكريستينا كارامو في ولاية ميشيغان، وهي سيدة أميركية سوداء اشتهرت بادعائها بأنها شهدت تزويرا للانتخابات في مدينة ديترويت.
ولا يمكن لسكرتير الولاية وحده تغيير نتائج الانتخابات، ولكن هناك طرقا يمكن له من خلالها استخدام سلطاته في دفع نتيجة الانتخابات في اتجاه معين، ومن هذه الطرق عرقلة عملية التصويت. وفي ولاية أريزونا -على سبيل المثال- يضطلع سكرتير الولاية بتحديد كيفية إدارة الانتخابات، ويصمم دليل الانتخابات في الولاية ليتبعه المسؤولون المحليون.
ويمكن لهذا المنصب تغيير الإجراءات الخاصة بكيفية فرز الأصوات، وتشديد القيود على موعد وصول بطاقات الاقتراع بالبريد أو التوقيعات المقبولة، أو التأكد من بطاقات الهوية، وهذه إجراءات تصب تقليديا في صالح الجمهوريين. كما يمكن لسكرتير الولاية السماح بإجراء عمليات تدقيق وإعادة فرز لا نهائية لنتائج الانتخابات، وهو ما يهز الثقة في النتائج المعلنة.
ويشرف سكرتير الولاية كذلك على أنظمة التصويت وبيانات الناخبين قبل الانتخابات، ويعمل مع المسؤولين المحليين لمراقبة أي مخالفات تصويت والإبلاغ عنها أثناء الانتخابات، والتوقيع على نتائج الانتخابات عند الانتهاء من كل شيء.
وفي أغلب الولايات، يوقع سكرتير الولاية على الشهادة الرسمية التي تعلن المرشح الذي فاز بالأصوات الانتخابية للولاية، ويمكن لمسؤول أن يرفض بلا أساس التوقيع على النتائج.