لم أتفأجا بالخطاب الساخن الموجه من الفريق اول البرهان تجاه المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية وأظنها المرة الأولى التي يصوب فيها الرجل نحو التنظيم بالإسم والتخصيص إذ جرت العادة على التعرض للحزب الحاكم السابق بوصفه السياسي لا الحركي. لم أتفأجا لإعتبارات الشواهد التي صاحبت الحراك الأخير للإسلاميين والذي في غياب مرجعية الضبط والإحكام والسيطرة سمح بخطاب خشن تمثل في قصص قال لنا وقلنا له مع حملات إعلامية منظمة لا يمكن إتهام غرف الإسلاميين بها (ما حدث مثلا مع الفريق ميرغني إدريس) ولعل غضبة البرهان اليوم تفسر سلوك الجيش بنفي واقعة (الجزولي) تحديدا والسكوت عن إيضاحات أهم.
وقطعاً يترافق مع هذا بالضرورة ربما تملك القائد العام لمعلومات في نطاقات دوائره يعلمها ويحتفظ بها في خانة السري والمحظور. وبالتالي يبدو منطقيا ان يضطر الرجل لما يمكن إعتباره بالحد الأدنى كرت أصفر ربما يلحقه بأحمر في مدى قريب. وصحيح أنه أضاف لتحذيراته جهات سياسية أخرى لكن الرسالة تبقى بالأساس في بريد الإسلاميين 2واضح من إشارات الخطاب أنه يفتح المرحلة المقبلة على معالجة وتسوية ما إكتملت مع بعض الأطراف الشريكة في عملية إسقاط البشير او المتاح لها الدخول وحال تعذر ذلك فمن الواضح ان المسير سيكون وضع المضي قدما في معالجة وفق رؤية الجيش .
ولا اظن ان الإنتخابات ستكون ضمن الخيارات.3عموما يمكن القول أن خطاب اليوم قد حرق مراكب الإسلاميين الذين على بعضهم الآن التعلم من أضرار الكلام الساكت والنزق الإنفعالي وضبط ضغط الهواء والتفريق بين ممارسة السياسة بنهج (باص وخانة) والإندفاع بغير كوابح.
بسبب جعل موجهات الخطاب لكل من هب ودب. إذ في لحظة شرود ذهني خسروا وضعية الموقف الإيجابي تجاه الجيش وقياداته وربما يضطرونه لما أفدح خاصة ان توافق ذلك مع ضغوط خارجية وداخلية إستغلت الضوء الأخضر لتوجيه عملية سحق لن تكون رحيمة هذه المرة.4الرسالة الأوضح في مجمل الخطاب ان تسوية ما تتشكل وعلى من يعارضها أن يدير معركته خارج اسوار الجيش وهو ما يعني ان البرهان سيتشدد في الإستحكامات داخلها بشكل وضعية حياة او موت.عموما الوضع الآن ستتطبق فيه كل (القيامات)ل