وكالات : كواليس
يدور في الأذهان تساؤلات حول المهندسة الكويتية التي شاركت في إطفاء حرائق النفط، رغم خروج آخر جندي عراقي من الكويت عام 1991، إذ كانت النيران قد أُشعِلَت حينها في 700 بئر، ما وُصِف بأنه “كارثة” بيئية واقتصادية، وفق تقرير لصحيفة الغارديان.
هذه المهندسة هي سارة حسين أكبر، المولودة في مدينة الكويت عام 1958، وتبلغ من العمر حتى كتابة هذا التقرير 64 عامًا، تخصصت أكبر في الهندسة الكيميائية عقب حصولها على درجة البكالوريوس من جامعة الكويت.
وعلى الصعيد المهني، تشغل المهندسة الكويتية التي شاركت في إطفاء حرائق النفط منصب رئيسة المديرين التنفيذيين بشركة “كويت إنرجي” منذ تأسيسها عام 2005، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
حرائق آبار النفط الكويتية
قضت المهندسة الكويتية التي شاركت في إطفاء حرائق النفط حياة مهنية مليئة بالأحداث والإنجازات في الوقت ذاته، وتنقلت بين المناصب الإدارية لتقتنص لقب “أول امرأة بالشرق الأوسط تحتلّ مناصب رفيعة بصناعة النفط والغاز.
ولعل أبرز جهود سارة أكبر كان دورها في إنعاش صناعة النفط الكويتية، عقب انتهاء الغزو العراقي، إذ عكفت على تعزيز تعافي الإنتاج، بعدما أُصيبت 80% من الآبار بأضرار بالغة إثر الغزو.
وأسهم دور سارة في احتواء حرائق تلك الآبار بإطلاق لقب “إطفائية” عليها، إذ استعملت تقنيات وسبل علمية “سريعة” كان من شأنها إخماد بعض الحرائق كان يمكن أن تمتد آثار دمارها إلى خارج محيط البئر، حسبما وصفتها البطاقة التعريفية لها في الموقع الإلكتروني لمركز طاقة حقول النفط (Oilfield Energy Center)، ومقرّه مدينة هيوستن بولاية تكساس الأميركية.
تكريم عالمي
أدت جهود المهندسة الكويتية التي شاركت في إطفاء حرائق النفط إلى انضمامها لقائمة الشرف العالمية ونيلها جائزة “غلوبال 500” من برنامج الأمم المتحدة للبيئة، لجهودها في احتواء حرائق كادت تعصف بالاقتصاد الكويتي وصناعة الوقود الأحفوري بأكملها، بحسب مجلة أويل أند غاز ميدل إيست (Oil & Gas Middle East).
وبخلاف ذلك، عُدَّت المهندسة سارة حسين أكبر أول امرأة بالشرق الأوسط تتقلّد منصب “رئيسة تنفيذية” في شركة النفط والغاز، وهي ليست المرأة الأولى فقط بالقطاع، بل الوحيدة حتى الآن التي بلغت هذا المنصب.
وتُقدم المهندسة الكويتية التي شاركت بإطفاء حرائق النفط -في المقطع المصور التالي- نبذة عن حياتها المهنية، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
واستعملت أكبر تقنيات مثل التبريد الكيميائي والماء البارد وضخ التربة الطينية داخل الآبار لمنع اتّساع دائرة احتراقها، وأشرفت على تركيب صمامات بمنافذ البئر لمنع تدفّق النفط داخله أو خارجه، وفق ما أوردته “شبكة الصحراء” العربية.
ما اسم آخر بئر أُطفِئت بالكويت؟
تفتح إنجازات المهندسة الكويتية التي شاركت في إطفاء حرائق النفط ومسيرتها المهنية المجال للحديث حول آخر بئر أُطفِئَت بالكويت في 6 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1991، لتُنهي مسيرة 8 أشهر من محاولات السيطرة على كارثة بيئية محققة، طالت ما يصل إلى 700 بئر، حسبما نشرت الواشنطن بوست قبل ما يزيد عن 30 عامًا (Washington Post).
وشارك أمير الكويت حينها في الاحتفالات بآخر بئر أُطفِئت بالكويت، وسط أجواء تترقب عودة الإنتاج ودائرة العمل بالآبار في أسرع وقت ممكن.
ورغم مشاركة آلاف المهندسين والمختصين من شركات محلية وإقليمية وعالمية عدّة في إخماد تلك الحرائق والسيطرة عليها، فإن مخاوف آثارها البيئة دفعت الحكومة الكويتية إلى إطلاق مشروع لتطهير ما أطلقت عليه “بحيرات النفط”، بعد شكوك حول تداعيات الحرائق والتسربات النفطية عقب الحرب العراقية عام 1990، بحسب ما نشرته رويترز في مطلع عام 2011.
حرائق آبار النفط الكويتية
7 أشهر فقط استمرت خلالها الكويت تحت وطأة هجوم القوات العراقية، منذ أغسطس/آب عام 1990 حتى فبراير/شباط 1991، لكن تلك الأشهر شهدت إصابة صناعة النفط والغاز بضربة ما زالت الدولة العضو في أوبك تعاني تداعياتها.
وبذلت المهندسة الكويتية التي شاركت في إطفاء حرائق النفط، سارة حسين أكبر، جهودًا في السيطرة على تلك الحرائق بمشاركة فرق محلية ودولية، ونجحوا في إخمادها خلال 8 أشهر، بعدما امتدت الأدخنة والغازات السامة لمسافة ألفي كيلومتر شرق البلاد، وشكّلت سُحبًا دخانية يمكن رؤيتها.
وتسعى الكويت منذ ما يقارب 30 عامًا إلى تجاوز واحدة من أسوأ الكوارث البيئية العالمية، بعدما تسببت القوات العراقية في تفجير 1037 بئرًا موزعة على 11 حقلًا لم يكن لها جميعًا المصير ذاته.
ومن ضمن الآبار المُفجرة كان الاشتعال من نصيب 727 بئرًا، بينما تسببت 42 بئرًا في تسرب النفط دون أن تشتعل، وأفلتت 104 آبار من التفجيرات.
وفي خلال ما يتراوح بين 8 و9 أشهر، تمكَّنت الفرق من إخماد 650 بئرًا مشتعلة، ليعود إنتاج النفط في الكويت إلى كامل طاقته قبل بدء الحرب، بحسب شركة بكتل الأميركية (bechtel) التي شاركت في جهود الإطفاء.