وكالات : كواليس
قال موقع “ستراتفور” (Stratfor) الأميركي إن البيئة السياسية في البرازيل أصبحت أكثر استقطابا ومحافظة في السنوات الـ12 الأخيرة، والتي أعقبت سنوات حكم الرئيس المنتخب من جديد هذا الأسبوع لويس إغناسيو لولا دا سيلفا، الذي كان قد حكم البرازيل ولايتين ما بين 2003 و2010.
وتوقع الموقع أن يقيد هذا الاستقطاب قدرة دا سيلفا على سن تغييرات سياسية كبرى هذه المرة خاصة إذا شجع الرئيس الحالي جايير بولسونارو أنصاره اليمينيين على وضع العراقيل في وجه دا سيلفا، خصوصا أن فوزه كان بفارق ضئيل.
وأوضح الموقع أن بولسونارو ما فتئ يطعن في نزاهة الانتخابات، وربما لا يزال يطعن فيها، مما قد يتمخض عن مظاهرات يمينية مزعجة ينفذها أنصاره. غير أن ستراتفور، الذي هو أيضا موقع استخباراتي، شدد على أنه من دون دعم القادة العسكريين والسياسيين البارزين في البرازيل لبولسونارو، فمن غير المرجح أن يظل في السلطة بعد تنصيب دا سيلفا في الأول من يناير/كانون الثاني 2023.
ويرى ستراتفور أن معارضة نواب الوسط واليمين المتطرف في الكونغرس ستقيد قدرة دا سيلفا على تنفيذ أجندته السياسية بمجرد توليه منصبه العام المقبل.
ولكن مع أن هذا سيخفف من مخاطر الزيادات غير المستدامة في الإنفاق على الرعاية الاجتماعية، سيظل دا سيلفا قادرا، من جانب واحد، على فرض بعض إجراءات الحماية البيئية واللوائح الاقتصادية الخاصة بقطاعات معينة، وهو ما يمكن أن يؤثر سلبا على بيئة الأعمال في البرازيل، وفقا لستراتفور.
ورجح الموقع أن مثل هذا السيناريو سيدفع دا سيلفا إلى العمل على حشد الدعم من خصومه السياسيين لبعض أولوياته السياسية، مثل زيادة الإنفاق على الرعاية الاجتماعية.
وختم بما أعلنه دا سيلفا يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بأنه سيرسل وفدا إلى قمة المناخ المقبلة للأمم المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني الجاري بمصر، على الرغم من أنه لن يكون آنذاك قد تولى السلطة بشكل رسمي بعد.
وتوقع الموقع أن يحاول الرئيس المنتخب خلال المؤتمر المذكور تأمين تمويل من دول أخرى لجهود إدارته القادمة للحفاظ على الغابات المطيرة، مشيرا إلى أنه قد يتعهد أيضا بجعل جهود البرازيل لإزالة الكربون أكثر صرامة.
وكان دا سيلفا، المرشح اليساري والرئيس السابق، قد فاز في جولة الإعادة الرئاسية يوم 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بنسبة 50.9% من الأصوات، متغلبا بفارق ضئيل على المرشح اليميني الحالي بولسونارو.