حينما اقتحمت المليشيا ولاية الجزيرة ودخلت حاضرتها (ود مدني ) فر الناس من وجهها المشؤوم إلى القرى المجاورة وظنوا أنهم في مأمن من مكرها ليس لاعتبار الأخلاق فذاك غير موجود وليس متاحا الحديث عنه ، ولكن لاعتبار المنطق ، والمنطق هو أنه طالما سقطت عاصمة الولاية فلا داعي للذهاب للقرى ويكف فقط الإعلان عن طريقة الإدارة وطريقة التعامل مع الجمهور بالشكل الذي يريده المحتل الغازي ..
لكن الذي حدث هو أن الغزاة لم يكتفوا بذلك ولم يقبلوا باحتلال العاصمة والإعلان عن برنامجهم منها فهؤلاء الباشبوزق يعتبرون أن منهجية وضع اليد هي الحكم لذلك انتشروا في كل مكان دون هدى ولا كتاب منير ..
داهموا القرى وانتشروا فيها كما الجراد (قرية قريه و دار دار وبيت بيت ) .. وقد خرج بعض أهل القرى مهللين ومكبرين فرحين بمقدم التتار ظنا منهم أن المليشيا تقبل ولاءهم وتجنبهم شرها ؛ ظنا منهم أن المليشيا لها مشاعر حب كما لها مشاعر كراهية .. ولكن تبين لهم فيما بعد أن المليشيا كائنات متوحشة لا تعرف سوى القتل والنهب والاغتصاب والاذلال ؛ تبين لهم أن وحوش العطاوة يحبون فعل القبائح والمنكرات كما يحبون أنفسهم ولا يقبلوا الحياة بدونها ..!!
لذلك على الأهل في منطقة أم قرفة وهم أهل شهامة وفراسة أن يقرؤوا هذا السفر جيدا وأن يعلموا أن مشاعر الحسن لا تنفع مع هؤلاء الذئاب عديمي الخلق والدين فهم تجمع للشر والخراب وحيثما حلوا حل الخراب والدمار لذلك اطردوهم حيث وجدتموهم وامطروا عليهم بوابل من اللعن قبل أن تمطروا عليهم بوابل من الرصاص ..
وعلى الأهل في أم قرفه وفي عموم مناطق دارحامد ان يعلموا أن مواجهة هؤلاء وإبعادهم عن ديارنا هي السبيل الأوحد لأمن وسلام المنطقة فهم غزاة مغتصبون ولا مرحبا بهم في أي مكان ؛ هم تجمع لمغول جدد لا يعرفون سوى الخوف ولا ينصتون للغة اللين والعطف لذلك ليس مرحبا بهم ولا بمن يعاونهم في أي من مناطق دارحامد فجميعها تمثلنا وجميعها تكتسب أهمية قصوى واعلموا أن من عاونهم صار منهم ومن كان منهم استحقّ ما يستحقون ..!!
صفوة القول
إلى الأهل في عموم دار حامد (شدو الأحزمة فقد كتبتم اسم القبيلة على جدران التاريخ بأحرف من نور وكنتم شموعا أضاءت دياجير الوطن المحلكة حينما وقفتم كالبنيان المرصوص للدفاع عن الشرف البازخ وعن الوطن الحر) سيروا وعين الله ترعاكم وباذن الله منتصرين ولا تستمعوا للسفهاء المنحطين فهم منهم وليسو منا أيا كانت ألقابهم وصفاتهم ؛ وكونوا أنتم الأسوة الحسنة لأهل السودان جميعأ كما كنتم ، والله المستعان .