سلسلة#بحثاًعنالعقل_الواعيتاريخ العلاقات الدولية من الإستعمار الأوروبي إلى تأسيس عصبة الأمم.. بقلم منير معاوية علي.. باحث في العلاقات الدولية

تتسم العلاقات الدولية بكونها القوة المحركة التي تشكل المسارات السياسية والاقتصادية على الصعيد العالمي.
من أبرز محطات تطور هذه العلاقات، الانتقال من الحقبة الاستعمارية الأوروبية إلى ظهور مؤسسات دولية حديثة مثل عصبة الأمم والأمم المتحدة. في هذا المقال، نغوص في عمق تطور العلاقات الدولية، مستعرضين بإختصار ، التحولات الجوهرية من الاستعمار إلى تأسيس عصبة الأمم، مع تسليط الضوء على الأحداث الحاسمة التي شكلت هذه المرحلة التاريخية.

#الاستعمار_الأوروبي وتوسع الإمبراطوريات:

تجسد #الإمبريالية سياسة التوسع والهيمنة التي تسعى من خلالها الدول إلى تعزيز نفوذها وسلطتها عبر السيطرة على أراضٍ أو شعوب خارج حدودها الوطنية، من خلال الطرق السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية. كان الاستعمار إحدى أبرز صور الإمبريالية البشعة ، حيث فرضت القوى الاستعمارية سيطرتها على أراضٍ واسعة وأقامت مستعمرات تعزز مصالحها على حساب السكان الأصليين. كما اتخذت الإمبريالية أحيانًا شكل الهيمنة الاقتصادية من خلال السيطرة على الأسواق والموارد.

بدأت حقبة الاستعمار الأوروبي في القرنين السادس عشر والسابع عشر، حيث شرعت بعض الدول الأوروبية مثل بريطانيا وفرنسا وإسبانيا وهولندا في إقامة مستعمرات في شتى أنحاء العالم. اتسمت هذه الفترة بالتوسع الإمبريالي الذي شمل أجزاء كبيرة من إفريقيا وآسيا والأمريكتين , ولكن نجد أن الإمبريالية برزت بشكل واضح بالقرنين التاسع عشر والعشرين، حيث أن هذه القوى الأوروبية الإستعمارية شهدت فترة ازدهار التوسع الاستعماري .
أدت هذه المرحلة إلى تغييرات عميقة في الهياكل الاجتماعية والاقتصادية للشعوب المستعمَرة، حيث قامت هذه الدول المُسْتَعّمِرة باستغلال الموارد البشرية و الطبيعية ونهب الثروات وتغيير الأنظمة السياسية والثقافية والإجتماعية.

ومع مرور الوقت، تصاعدت الحركات الوطنية في المستعمرات مطالبةً بالاستقلال والتحرر من الهيمنة الاستعمارية ، مما أسفر عن تغييرات ديموغرافية وجغرافية هائلة في العالم.

#الحروب_العالمية وإعادة تشكيل النظام الدولي:

شهدت بداية القرن العشرين تغييرات دراماتيكية في العلاقات الدولية، مع اندلاع الحرب العالمية الأولى في عام 1914. أدت هذه الحرب إلى إعادة رسم خريطة العالم وتغيير التوازنات الدولية. وبعد انتهاء الحرب في عام 1918، برزت رغبة قوية في تجنب تكرار مثل هذه الكوارث.

في عام 1919، تأسست عصبة الأمم بموجب معاهدة فرساي كأول محاولة لإرساء نظام دولي جديد يهدف إلى تعزيز التعاون السلمي بين الدول ومنع النزاعات المستقبلية. كانت عصبة الأمم تهدف إلى توفير منصة للحوار وتسوية النزاعات بطرق سلمية، وطرحت العديد من المبادرات لتحقيق الأمن والاستقرار الدولي. رغم تحقيقها بعض النجاحات في معالجة الأزمات الصغيرة والنزاعات الإقليمية، إلا أن قدرتها على منع الحروب الكبرى كانت محدودة.

#التحديات_وسقوط عصبة الأمم:

رغم نبل أهدافها، واجهت عصبة الأمم العديد من التحديات التي أدت إلى إضعاف فعاليتها. من أبرز هذه التحديات كان نقص السلطة التنفيذية والقدرة على فرض القرارات، فضلاً عن عدم التزام بعض الدول الكبرى بقراراتها. أدى ذلك إلى ضعف فعالية العصبة في التعامل مع تصاعد التوترات الدولية، مما ساهم في اندلاع الحرب العالمية الثانية في عام 1939.

ومع نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945، برزت الحاجة إلى نظام دولي أكثر قوة وفعالية. لذا، تم تأسيس منظمة الأمم المتحدة لتعويض عصبة الأمم وتعزيز صلاحياتها وقدرتها على التدخل الفعال في النزاعات الدولية.

وختاماً ,, يمثل الانتقال من عصر الاستعمار الأوروبي إلى تأسيس عصبة الأمم مرحلة محورية في تاريخ العلاقات الدولية. هذه الفترة تميزت بتطورات هامة في فهم التعاون الدولي والسلام، رغم التحديات التي واجهت تلك المحاولات. تعكس دراسة هذه الفترة أهمية بناء نظم دولية قوية ومؤسسات فعالة لضمان الاستقرار والأمن العالميين.

نسلط في المقال القادم بإذن الله الضوء على منظمة الأمم المتحدة وهل نجحت في الأهداف النبيلة المعلنة لإنشائها.
#بحثاعنالعقل_الواعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *