(١)
إن التحالف الصهيوأمريكي والبريطاني ووكيله المجرم محمد بن زايد، هم من اتخذوا قرار الحرب ضد السودان عبر أدواتهم الوظيفية السياسية والعسكرية “تحالف تقدم” والمرتزق الدولي حميدتي.
إن المشتركات بين هذا التحالف إجهاض المشروع الوطني الديمقراطي، وتفكيك الجيش السوداني ودمجه في مليشيا آل دقلو، ومن ثم بناء نظام استبدادي متلفح بثياب المدنية والديمقراطية بقيادة تحالف تقدم ، وأسرة آل دقلو الارهابية.
أن الهدف الاستراتيجي لهذا التحالف إبقاء السودان في حالة التبعية، ونهب موارده الطبيعية والمائية والزراعية والمعدنية.
(٢)
لما فشل التحالف الشرير في تمرير مخططه عبر حرب ١٥ أبريل ٢٠٢٣م ، وأدرك أن إرادة الشعب والجيش السوداني ستنتصر في أرض النزال وستنتصر في صناعة نموذج النهضة الوطنية الشاملة المؤسس على هوادي الديمقراطية المستدامة لجأ إلى حيلة التفاوض الماكرة في جنيف لتنفيذ ذات الأجندة الخبيثة بإعادة إنتاج مليشيا آل دقلو عسكريا وسياسيا واقتصاديا وتمكين تحالف تقدم من إدارة مهام المرحلة الانتقالية، لتهيئة المسرح السياسي والقانوني لانتخابات مزيفة وممولة اماراتيا تقنن لشرعية تحالف تقدم/ وآل دقلو في الحكم وكانت ياعرب بتعبير استاذنا بروف عبد الله علي ابراهيم.
(٣)
فما هي أدوات هذا التحالف الشرير لانفاذ مخططه بعد رفض الحكومة السودانية المشاركة في فخ مفاوضات جنيف؟.. بالطبع لن يكون هنالك تدخل دولي تحت الفصل السابع لأن الفيتو الروسي والصيني بالمرصاد. ولن تتورط الولايات المتحدة الأمريكية في مغامرة عسكرية مباشرة ضد السودان وفي ذاكرتها النتائج الكارثية للتدخل في الصومال وافغانستان . وان كان ذلك كذلك فما هي الخطط البديلة لهذا التحالف ؟ في اعتقادي سيناريو واحد ولكن تتعدد تكتيكاته وهو استمرار دويلة الشر الامارات في دعم المليشيا المجرمة بالمال والسلاح والمرتزقة وتكثيف العمليات العسكرية ، ولكن هذا التكتيك لن يؤدي إلى اختراقات استراتيجية في مسار المعركة لذلك أتوقع دفع هذا التحالف دول الجوار السوداني خاصة إثيوبيا وتشاد وجنوب السودان وكل دولة قابلة للشراء والابتزاز للتدخل عسكريا لمساندة مليشيا آل دقلو، أو تقنين التدخل العسكري عبر الاتحاد الافريقي. والهدف النهائي هزيمة الجيش والشعب وتمكين “كرازيات” جدد من حكم السودان. انها سياسة أمريكية قديمة في قنان جديدة وقديما قال ونستون تشرشل (أن الأمريكيين يفعلون دائما الشيء الصحيح بعد ان يكونوا قد جربوا كل الأخطاء).
(٤)
فما هو واجبنا شعب وحكومة بعد قرار العزة بعدم المشاركة في مفاوضات جنيف؟، إدراك الشعب السوداني أن هذه المعركة تستهدفه في وجوده وهويته وشرفه، وواجبه القتال كتفا بكتف مع الجيش حتى تتنزل مقولة جيش واحد شعب واحد واقعا في أرض المعركة.
أما واجب الحكومة البدء الفوري في تدريب وتسليح كل الشعب السوداني من الكلاش حتى الدبابة. والدفع بقيادات صلبة من أعلى هرم وظيفي في الدولة إلى أدناه . قيادات تستنهض المجتمع السوداني في البيوت والأسواق والمدارس والجامعات والمساجد والخلاوي والميادين العامة وفي بلاد المهجر، فهناك شبه حالة انفصال بين القيادة وقاعدة المجتمع بينما الأصل في المعارك الوجودية الوحدة الوجدانية والشعورية والسلوكية والمصير المشترك بين القيادة والمجتمع “ياسارية الجبل” والمغزى واضح.
أيضا على الحكومة الاستمرار في ملاحقة دويلة الامارات أمام مجلس الأمن الدولي، وبدء محاكمة قيادات المليشيا وتقدم أمام القضاء الوطني. والاسراع في ابرام اتفاقيات التعاون العسكرية والبحرية والاقتصادية مع روسيا والصين وتركيا وايران وقطر.
(٥)
إن الشعب السوداني يتصدى لمؤامرة اقليمية ودولية هدفها الاستئصال من الأرض وإحلال عربان الشتات ، بالتالي فإن واجب الحكومة والشعب تفعيل أدوار الدبلوماسية الرسمية والشعبية (الجاليات السودانية في بلاد المهجر) لتنوير الشعوب والمؤسسات الحرة خاصة الأوربية والأمريكية بجرائم مليشيا آل دقلو الارهابية ضد الشعب والدولة السودانية ولفضح النخب السياسية الغربية أمام شعوبهم الحرة. هنالك حالة من الانهيار الأخلاقي للنخب السياسية الغربية ، وعدم تماثل مع القيم الناظمة لثوابت الحكم والسياسة في أوربا وأمريكا والمتمثلة في الحريات والديمقراطية والأنسنة.
وهنالك حالة من الانفصام بين الشعوب الغربية، والنخب الميكافلية الحاكمة وفي هذه الفجوة تتجلى عبقرية الدبلوماسية الشعبية والرسمية السودانية.
وحتما ستنتصر إرادة الشعب والجيش السوداني في معركة الشرف الوطني
الجمعة: ٢٠٢٤/٨/١٦