صفوة القول.. المشكلة ليست في الاتصال ..!! بابكر يحيى

من الطبيعي أن يتواصل القادة مع خصومهم في فترات الحرب ، فليس مقبولا القطيعة بين المتحاربين حتى في أوج فترات الحرب وهذا أمر متعارف عليه وطبيعي ، وقد حدث ذلك في التاريخ الإسلامي فلم ينقطع تواصل المسلمين مع خصومهم اليهود فكانت هناك معاهدات بالطبع يسبقها تواصل وتراسل ..!!

وقد شاهد العالم كيف دخلت روسيا مع أوكرانيا في محادثات ثنائية منذ أسبوع الحرب الأول بينهما وليس في ذلك عيب على احد على طرفي الحرب ومعلوم أن الحرب لا يحسمها سلاح المعركة وحده ..!!

وعليه لست مستغربا من أي خطوة يخطوها رئيس مجلس السيادة بالتواصل مع أي طرف من أطراف الحرب فالمطلوب أولا وأخيرا هو أن تتوقف البنادق ويعود الناس الى ديارهم ويعود الاستقرار وتختفي الملامح العسكرية في وطن يسع الجميع..!!

لكن المشكلة الرئيسية التي قادت إلى هذه الضجة هي أن الناس لا يثقون في قيادة الجيش ولا يطمئنون لأي خطوة تخطوها ويتعاملون معها بشيئ من الخوف والحذر وتحضر الريبة في كل شيء يقوم به الفريق البرهان وهذا هو جو جوهر الأزمة وليس الاتصال أو التواصل فلو كانت هنالك ثقة لما توتر الناس ولما قلقوا بشأن الاتصال ببن زايد أو غيره ..!!

وسبب القلق والتوتر هو مجموعة شواهد منها أن البرهان هو أول جنرال عسكري في تاريخ الدول يوقع وثيقة شراكة سياسية في فترة انتقالية فقد فعلها حينما وقع على الشراكة بينه وبين احزاب قحت ؛ وقد كانت هذه الخطوة بعد وعده للشعب السوداني انه لن يوقع مع أي قوة سياسية على وثيقة شراكة وقد اصدر ذلك في بيان رسمي ثم عاد وفعل ما قال انه لن يفعله ..!!

ومنها انه أول جنرال عسكري يسمح بتضخيم فصيل مواز لجيشه ويعط قائد الفصيل نفس صلاحياته ويجعل له دورا في الحياة السياسية ويمكنه من كل شيء حتى كاد أن يبتلعه شخصيا ..!!

ومن أسباب القلق هي أن البرهان هو أول قائد عسكري يمزق دستور بلاده ويستبدله بمجموعة وثائق لا اصل لها وكل نسخها مزورة ؛ وهو أول قائد عسكري يكون لجنة سياسية (لجنة تفكيك التمكين) لمحاكمة الناس ويمنحها السلطات الثلاث ؛ (سلطة التشريع وسلطة القضاء وسلطة التنفيذ) ..!!

ويضاف إلى كل ذلك توقيعه على الاتفاق الإطاري وهو سبب الحرب وكان قد وعد الناس انه لن يعود إلى الشراكة مع الأحزاب بعد ان فض شراكته معها في ٢٥ أكتوبر وهو ما جعل الناس كل الناس في حالة قلق وتوتر دائمين .

صفوة القول

الخلفيات أعلاه هي ما خلفت هذه الضجة في اتصال البرهان ببن زايد ولولاها لتقبله الرأي العام بشكل عاد بل مطلوب من قيادة الجيش أن تتواصل مع كل الفاعلين في الحرب لإحداث السلام الذي هو في الأصل الهدف النهائي والحرب واحدة من الوسائل وليس الغايات .. إذا المشكلة في شخص البرهان .. نعم في شخصه فقد أحاطت به الريبة إحاطة السوار بالمعصم ؛وهذا هو مربط الفرس والله المستعان .

معركة الكرامة

فتح من الله ونصر قريب .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *